مرتضى منصور “أسطورة” توحشت وتوغلت.. هل تتلاشى بإيداعه السجن؟
هل انتهت أسطورته؟
محكمة النقض (التمييز) أعلى محكمة مصرية، أيدت حكما “نهائيا” بحبس الرئيس “المعزول” لنادي الزمالك مرتضى منصور (70 عاما) لمدة شهر مع النفاذ، بعد إدانته في قضية سب وقذف رئيس النادي الأهلي (المنافس للزمالك) محمود الخطيب، وخدش سُمعة عائلته والخوض في الأعراض. حُكم الحبس المؤيد، كان قد صدر في يوليو/تموز الماضي، من محكمة جنح مستأنف، ومع رفض محكمة النقض طعن “منصور” في جلستها قبل يومين (السبت)، وتأييدها حبسه شهرا، صار الحكم نهائيا وباتا، مُستنفدا جميع درجات الطعن، ومن ثم، تم ترحيل مرتضى منصور إلى السجن فور النطق بحكم النقض، ثم عزله من رئاسة الزمالك بقوة القانون. الحكم أثار فرحة وترحيبا، ورأت جماهير غفيرة أنه نهاية لـ”أسطورة” مرتضى منصور التي طالت وتوغلت وتوحشت خلال السنوات الأخيرة، بما خلق انطباعا وقناعة لدى كثيرين، بأنه فوق القانون، وفي مأمن من المحاسبة، وأن جهة ما نافذة، ربما تحميه وتُبيح له أن يفعل ما يشاء.
حكايات مفبرَكة مسيئة لنساء الخصوم والمخالفين
مقابل موجة الفرح والسرور التي انتابت غالبية المصريين، لسقوط مرتضى منصور، تملكت حالة من الحزن آخرين، على خلفية اقتياد رئيس نادي الزمالك “مرتضى منصور” إلى السجن، ليمكث فيه 30 يوما نفاذا للعقوبة، لا سيما وأن سلوكياته أنتجت مناخا من الضغينة والعداوة والسخط بين جماهير الزمالك والأهلي، بما ينافي الروح الرياضية الواجبة، والتنافس الشريف بين الفرق. يُمثل الرئيس “المعزول” لنادي الزمالك المصري مرتضى منصور، نموذجا متفردا، غير مسبوق في تعاطيه للخلافات والخصومات والمعارك الكلامية التي يفتعلها سواء مع النادي الأهلي المنافس الرئيس لناديه، أو الجهات الإدارية للرياضة في مصر، أو وسائل الإعلام إذا انتقدته، أو الأفراد أيا كانت هويتهم وكُنيتهم، إذا ساق الحظ العاثر واحدا منهم في طريقه. في معاركه التي لا تنتهي، يستخدم “منصور” قاموسا من مفردات السب والشتم، والذم والتشنيع والغمز واللمز، ولا يتورع عن الإساءة إلى آباء وأمهات “خصومه” ومخالفيه، وخدش سمعة عائلاتهم وإهانتها، و”ادعاء” قصص وحكايات مُختلَقة ومفبرَكة مسيئة إلى النساء من ذويهن، للنيل من أعراضهن وتمزيق سمعتهن، كما يزعم دوما أن معه “سي دي” لأي مُختلِف معه، أو مناوئ له.
السبَّاب الدولي الأعظم.. وتخوين الخصوم ونعتهم بالعمالة وقناة الزمالك
ليس مهمّا لـ”منصور” أن يكون تناوله أعراض النساء وشرفهن والسباب، صحيحا، فهذه مسألة لا تعنيه، مثلما لا يشغله أن هذا المسلك محظور قانونا، ومُجرَّم، ومُحرَّم شرعا ودينا، وغير جائز، ولو كان صحيحا. المهم لديه أن يكسب معاركه، وينال من كرامة الخصم وشرف عائلته، حتى يضطر المجني عليه إلى الصمت وعدم الرد ترفعا أو إيثارا للسلامة. المصريون والعرب عموما يترفعون -غالبا- عن مجاراة مثل هذه الأساليب المرفوضة والمستهجَنة خُلقيا ودينيا واجتماعيا، كما يمقتون فكرة الخوض في الأعراض، اللهم إلا سرّا، في جلسات محدودة جدا للنميمة في الحواري والأزقة. رئيس الزمالك المعزول مرتضى منصور، موصوف على شاشة تلفزيون (القاهرة والناس) بلسان الإعلامي خيري رمضان، بأنه “السبَّاب الدولي الأعظم”، بعد أن طالت شتائمه لاعبين عربا وأجانب خارج البلاد، وصار سبّابا عابرا للقارات. هذه الممارسات، للمحكوم عليه “مرتضى منصور” وغيرها بالفيديو، من سباب وإهانة وخوض في الأعراض وتخوين للخصوم أحيانا ونعتهم بالعمالة لدول أجنبية، يتم بثها عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، وعلى شاشة فضائية الزمالك، دون رادع، أو مانع، فلم تنتفض الجهات المعنية بالإشراف على وسائل الإعلام، للتصدي، وإيقاف هذه المساخر، التي فاقت كل الحدود على مدار سنوات. “سلوكيات منصور” فضلا عما أشاعته من بغضاء بين جماهير كرة القدم، فإنها تضرب أخلاق الناس في مقتل، أخذا في الاعتبار رئاسته لناد رياضي عريق، له جمهور واسع، ومحبون، والمفترَض أن يكون قدوة مُتسما بالأخلاق الحميدة.
طعن في الأعراض وإهانات تنال من كرامة رئيس النادي الأهلي وهيبته وسمعته
الواقعة المحبوس بسببها مرتضى منصور، تتلخص في قيامه يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، بإذاعة فيديو بعنوان “من مرتضى منصور إلى الخونة عملاء قطر وتركيا في مصر.. يا السجن يا الموت”، كال خلاله أكاذيب وأضاليل وطعنا في أعراض الأفراد وخدشا لسمعة العائلات والإساءة إلى المؤسسات الرياضية وإهانات وانتهاكات تنال من كرامة الشاكي (محمود الخطيب) وهيبته وسمعته، لكونه رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي. الفيديو تم بثه عبر الصفحات الخاصة لـ”منصور” على فيسبوك ويوتيوب، ونُشر على موقع وصفحات نادي الزمالك الخاضعة لسيطرته، وتضمّن طعنا في عرض وشرف عائلة وشقيقة الخطيب، حسب حيثيات الحكم.
مرتضى منصور رئيس الزمالك المحبوس، صاحب تجارب مثيرة.. من مواليد عام 1952، وترأس مجلس إدارة النادي لأول مرة عام 2005 لمدة عام واحد، ثم عاد رئيسا للزمالك عام 2014، حتى عزله يوم السبت الماضي، بعد ترحيله إلى محبسه ليقضي ثلاثين يوما في السجن. من المفارقات أنه رجل قانون، من خريجي كلية الحقوق، ومحام شهير، وعمل بالنيابة العامة سابقا، مدة وجيزة، وفاز بعضوية مجلس الشعب (مجلس النواب حاليا) لدورتين عن دائرة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، أعوام من 2000 حتى 2005 ومن 2015 حتى 2020، ثم أسقطه ناخبو دائرته في انتخابات البرلمان عام 2020. “منصور” حوكم بتهمة سب وقذف المستشار سيد نوفل رئيس المحكمة الإدارية العليا عام 2007، وأهان المحكمة ذاتها، بقوله “يا مرتشين يا حرامية” أثناء نظر دعوى كان طرفا فيها، وأمضى عاما في السجن، كما سبق له العمل مستشارا قانونيا لرجل الأعمال الشهير أحمد الريان الذي كان يمارس نشاط توظيف الأموال.
هل انتهت أسطورة “مرتضى منصور” أم إن هناك فصولا أخرى؟! لا أملك جوابا قاطعا، فالقصة لا تخلو من الألغاز المحيرة.