نصائح واقعية للفوز بعلاقات أفضل مع زملاء العمل

 

 

يشكل النجاح في علاقات جيدة أحد أسباب النجاح في العمل، وتقليل الصراعات وادخار الطاقات لإتقانه ولإسعاد النفس والقفز خارج دوامات المشاكل.

لا أحد ينجح في التعامل مع الزملاء في العمل “بسهولة”، فيجب “الانتباه” والحرص على التعامل الجيد، وعدم تصعيد الخلافات وتحويلها لصراعات، والابتسام في وجوه الجميع، وأداء العمل جيدًا وعدم التدخل في شؤونهم أو “التباهي” بأنه أفضل، أو إعطائهم ملاحظات دون طلبها خاصة عند التقارب في العمر، فسيصنع مشاكل، وإذا اضطر لذلك فليقلها باختصار وبجمل مثل “ما رأيك أن تفعل كذا فكرة؟ وإذا وجدته مناسبًا لك افعله، وينصرف لشؤونه ولا يحاصره لينفذ ما قاله ولا يتابعه.

ولا يرى نفسه محقًا طوال الوقت، وينتبه لملابسه فلا تكون أغلى من ملابس زملائه ولا أقل، ولا ينافق لهم ولا يتكبر عليهم بالكلمات أو “بالنظرات” التي تقول ما يخفيه بالصمت، فمن يفعل العكس سيحصد نتائج سيئة.

نشاط زائد

من الجميل بدء أي عمل بقلب مفتوح وبنشاط وبرغبة “صادقة” في إفادة الجميع من حيويتك وخبراتك، وقد يكون من أهم أسباب المشاكل، فالكثيرون “سيقرأون” نشاطك الزائد ثم محاولاتك “لفرض” آرائك أو نشرها بأنه سعي للسيطرة، وإثبات أنك أفضل منهم، وسيتضايقون وإن رحبوا في بادئ الأمر للرغبة في عدم التصادم مع زميل جديد، ومع تكرار نصائحك لهم ستحدث المشاكل.

الأفضل “التدرج” في التعاملات، وألا تقدم نصيحة لمن لم يطلبها، وإذا أردت المساعدة فاكتب على وسائل التواصل بعض النصائح المفيدة بلا مبالغة، ليستفيد منها -من يرغب فقط- بلا إثارة للحساسية.

النشاط الزائد سلاح ذو حدين، فقد يفيدك بلفت النظر إليك وإشادة رؤسائك بك، وسيثير غيرة الزملاء، فنحن بشر ولسنا ملائكة، ونفضل الاعتدال وأداء العمل بإتقان وبلا مبالغة فلن تستطيع مواصلة النشاط الزائد دومًا، وعندئذ ستبدو في صورة من يتكاسل ولا ندعو أبدًا للكسل ولا أداء أقل ما يمكن فذلك مرفوض، حتى لا تتناقص الخبرات “ويفتر” الحماس وتكثر الأخطاء ويبدأ تلقي العقاب.

تطفل ونميمة

من عيوب بعض الزملاء التدخل في الحياة الشخصية، وطرح أسئلة لا يحق لهم طرحها، توجد اختيارات..

الخجل منهم والبوح بأمور شخصية والندم لاحقًا، أو التشاجر معهم واتهامهم بالتطفل وبسوء التصرف وفتح أبواب المشاكل معهم وتقليل الطاقات اللازمة للعمل والتأثير السلبي في العلاقات.

الاختيار الأخير الذي نفضله هو الإجابة دون المساس بالخصوصية كالرد مثلًا على مكان السكن، ثم “تغيير” موضع الحديث أو ترك المكان لإجراء مكالمة بالهاتف وما شابه، وتدريجيًا “سيعتادون” على الحدود التي تضعها معهم دون خلافات أو إلقاء محاضرات عن الخصوصية مع أهمية التعامل بود معهم في باقي اليوم، والاهتمام بالسؤال عن المريض والمجاملات العادية.

أما عن جلسات النميمة فبالإمكان تجنبها والتشاغل بالهاتف المحمول عندئذ، وعند الاستماع لانتقاداتهم لإدارة العمل لا نفضل الدفاع عنها بينما ينتقدونها لأية أسباب، فستضع نفسك في موضع الخصم مع زملائك، وهذه ليست سلبية، فأي إدارة تستطيع الدفاع عن نفسها وأي إدارة في الكون يمكن أن تكون أفضل ولديها أخطاء، فلا تكن ملكيًا أكثر من الملك وخير الأمور الوسط أليس كذلك؟ وقد “يتعمد” البعض انتقاد الإدارة ليبلغهم بمهاجمة الزملاء لها.

الوضوح والاستقامة لا يعنيان التعامل مع أخطاء الزملاء بنفور، سيبدوان على وجوهنا وإن حاولنا إخفاءهما بالصمت.

نحن جميعًا بشر نخطئ ونصيب، “فلماذا” نشغل أنفسنا بأخطاء الغير؟ فالأفضل التركيز على زيادة فرصنا في النجاح بفعل الأحسن -ما استطعنا- وتقليل عيوبنا ومنها التركيز على أخطاء الغير.

فلنتنبه إلى “حتمية” اختلاف الشخصيات، فشخصية كل إنسان تتكون وفقًا لتربيته ولطباعه التي “يختارها” ويقرر عدم تغييرها سواء أكانت جيدة أم سيئة، ولرغباته وقدراته “ومصالحه”، ولكل زميل في العمل الحق فيما يختاره، فسيدفع الثمن عندما يخطئ وينعم بالخير عندما يصيب.

نود التعامل فيما لا يعجبنا من طبائع وشخصيات الآخرين كما نتعامل مع المطبات في الشوارع، فلا نقف في وسط الطريق لنتضايق منها ولا نصرخ غضبًا بعد تجاوزها، بل نهتم ألا نتعثر بها ثم نفرح بالنجاة منها وننشغل بما يفيدنا.

من المهم ألا نتعامل مع الزملاء وكأنهم كتلة من العيوب بلا أية مزايا، فسنؤذي أنفسنا وستكون أوقاتنا بالعمل مرهقة “نفسيًا” وذهنيًا وسنخطئ بسهولة لتراجع التركيز حينئذ بسبب الضغط النفسي أو ستتراجع علاقاتنا بالزملاء وهي جزء مهم من “تقييم” الرؤساء عن الجميع.

فضلًا عن المشاكل المزعجة التي “نلقي” بأنفسنا فيها.

من يبحث عن دعم الزملاء يظلم نفسه، فالجميع مشغولون بما يهمهم، ويكفي العلاقة الطيبة بلا مبالغة لا بالقرب ولا بالمجاملات وبلا تجاهل.

من يفسر أي انتقاد بالعمل من الزملاء أو عدم ترحيب بأنه “تهديد” له يضر نفسه، فجميعنا “نحتاج” لنكون أفضل، والأفضل مواجهة النفس بهدوء ومعرفة سبب عدم ترحيبهم بنا وألا نكتفي لأننا أفضل أو لا ننافق مثلهم، فهذا وحده سبب لابتعادهم فمن المؤكد أنهم ليسوا جميعًا كذلك.

في العمل التباسط الزائد مرفوض، لأنه يضيع المسافات التي يجب وجودها، “ويحرض” على الإساءة، وكذلك التباعد الزائد يتسبب في الجفوة والمشاكل وسوء التفاهم عند أقل اختلاف، ويوحي “بالتعالي” مما يوغر الصدور.

الناس دائما تقوم بتقييم بعضها بعضًا، ومن الذكاء الاستفادة بملاحظاتهم وعدم التعامل معها بحساسية زائدة تضرنا وتجعلنا نبرر أخطاءنا وندافع عنها.

التركيز على النجاح جيد ومفيد، ومن عناصره النجاح في التعامل مع الزملاء والابتعاد تمامًا عن نقدهم في أمورهم الخاصة، وعدم السماح بالتجاوز في حقوقنا بحزم وليس بعدوانية، فالأخيرة ترافقها الحدة والنظرات الغاضبة والكلمات المسيئة ويجعلنا في موقف المخطئ ولو بعد حين بينما الحزم والتصرف بهدوء وثقة ولو قمنا بتمثيل ذلك وتجنب الإساءة يفيدنا.

 

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان