فرض الشذوذ على العالم.. الخطر القادم من الغرب!

الشذوذ الجنسي أو ما سُمى الآن “المثلية الجنسية” خطر مدمر للحضارة الإنسانية قادم من الغرب، وبات يحظى بدعم أممي، ويجتاح العالم بقوة ويُراد فرضه على البشرية، ومن يقفون وراءه يستنفرون كافة قواهم في محاولة جعله واقعا مقبولا.
فالغرب منذ عقود يسير بلا هوادة في طريق الهاوية، ليتحول من الإباحية إلى الشذوذ الجنسي، في تأكيد على إفلاس النموذج العلماني الغربي، والنخبة الغربية التي باتت تمثل الداعم الأكبر للشذوذ الجنسي، وتحاول فرضه على العالم، بل وتسعى لتمجيده.
يثير موقف الغرب ودعمه للشذوذ والتحول الجنسي تساؤلات كثيرة ، وهواجس لا منتهى لها حول المستقبل في ظل تلك الهجمة الغربية على أسوار القيم والحضارة الإنسانية. لكن سؤالا مهما يبحث عن إجابة شافية، هو: لماذا يسعى الغرب بقيادة أمريكا بكل قوة وإصرار لفرض الشذوذ على العالم؟
“شذوذ جنسي” وليس “مثلية جنسية”
من المهم للغاية التأكيد على مصطلح “الشذوذ الجنسي”، وليس “المثلية الجنسية” ذلك المصطلح الخطر والمغرر، الذي روجه الإعلام الغربي، وثبته في عقول المتلقين؛ للتلبيس والتخفيف من عظم مصيبة الشذوذ الجنسي، تلك الخطيئة المهلكة، والتي تخرج عن قوانين الفطرة الإنسانية.
حرب مصطلحات خاضها الإعلام الغربي، حيث أطلق تسمية “المثلية” على الشذوذ الجنسي، وجعل مصطلح “الغيرين” بديلا لمسمى “الأشخاص الطبيعيين”، وهذا شأن الغرب في تغيير المفاهيم والقناعات، والتدليس على الحقائق.
ومع الأسف الشديد، هناك في الإعلام العربي والإسلامي من يقف في موقع المتلقي المستسلم للمصطلحات الغربية، ومن بينها ” المثلية الجنسية” بلا مبالاة لما تحمله من دلالات ومعاني، ليعلو المصطلح الجديد، الذي ظاهره البراءة وباطنه انهيار الفطرة والقيم، وتهديد وجود الإنسانية.
يقف العالم شاهدا على إفلاس وانهيار الحضارة الغربية، وتحول الغرب بقيادة أمريكا إلى الدفاع عن الشذوذ الجنسي، وتجريم من ينكره، والذي يمثل أعلى درجات الانتهاك الإنساني، وقمة السقوط الحضاري، الذي لا يهدم الغرب وحده ولكنه يهدد بناء الحضارة الإنسانية قاطبة.
يحتاج العالم السوي أن يتحد في مواجهة الخطر القادم على البشرية بصناعة أمريكية غربية، فليس هناك من وقت وجب فيه الوقوف بقوة في وجه أمريكا والغرب مثل هذا الوقت، الذي يُراد فيه تقنين الشذوذ الجنسي وفرضه على العالم، وأول الخطوات تبدأ برفض مصطلح “المثلية الجنسية” وتسمية هذا الخطر الداهم والمرض العضال باسمه الطبيعي “الشذوذ الجنسي”.
الدفاع عن الشذوذ من الغرب إلى ساحات الأمم المتحدة
لقد تجاوز الدفاع عن الشذوذ حدود الدول الغربية ليصبح أحد القضايا الهامة المطروحة على أجندة المنظمة الأممية. وليس هناك من شك أن الأمم المتحدة بكافة هيئاتها تقع تحت هيمنة أمريكية غربية، ويتم توظيفها لصالح رؤية القوى المهيمنة، فهي إحدى العلامات البارزة لعصر الهيمنة الغربية ما بعد الحرب العالمية الثانية.
لقد عملت الأمم المتحدة بمؤسساتها على دعم الشذوذ وحمايته وأطلقت النداءات للدفاع عن حقوق الشواذ، واعتمدت يوما عالميا في 17 مايو/أيار، تحت مسمى “اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية الجنسية”، وقد تم اختيار هذا اليوم لأنه يوافق تاريخ قرار منظمة الصحة الدولية بإزالة الشذوذ الجنسي من قائمة الأمراض العقلية عام 1990.
وقد بلغ دفاع الأمم المتحدة عن الشذوذ مبلغه عندما طالبت الحكوماتِ بدعم حقوق الشواذ وحمايتهم، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية الجنسية، في عام 2013، وتبنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قضية الشذوذ، وطالبت دول العالم بإبطال القوانين التي تجرمه، كما طالبت بفتح أبواب اللجوء للشواذ.
واليوم، يبدو واضحا أن مخططا دوليا لفرض الشذوذ على العالم تتسارع خطاه، وتشارك الأمم المتحدة في تنفيذه. ففي الدورة العادية الـ 53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي بدأت في 19 يونيو/حزيران 2023 أُعلن أن قضايا الهوية الجنسية والتوجه الجنسي، ضمن القضايا الرئيسية في قلب هذه الدورة.
وقد أعلنت 37 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعمها لعائلات المثليين “الشواذ” في بيان لها. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين والبرازيل من بين الدول الموقعة على البيان.
وبحسب “يورو نيوز”، فقد طالب ممثل أستراليا نيابة عن دول عديدة في كل من أوربا والأمريكيتين، إضافة إلى كل من نيوزيلندا وتيمور الشرقية والاحتلال الإسرائيلي، بوجوب دعم “أسر المثليين”، وذلك ضمن مطالبته بدعم كافة التكوينات الأسرية بحسب قوله!
تحول أمريكي لافت في الدفاع عن الشواذ “المثليين”
قفزة غير مسبوقة في الرأي العام الأمريكي والغربي تجاه الشذوذ الجنسي، فقد انقلبت آراء الأمريكيين والأوربيين بشأن حقوق الشواذ بشكل شديد السرعة، لا يقارن بأي شيء آخر.
في عام 2019، أظهر استطلاع للرأي لمركز بيو أن 61% من الأمريكيين يؤيدون زواج المثليين، بينما يعارضه 31%، في حين كانت النسبة في عام 2004 نحو 60% يعارضون زواج المثليين، بينما كان 31% يؤيدون ذلك.
وقد تبع هذه القفزة في الرأي العام تطورات لافتة على الأرض، وخطوات واسعة في دعم “الشذوذ”من قبل الديمقراطيين، خاصة منذ فترة الرئيس السابق “أوباما”.
وفي ظل إدارة الرئيس الأمريكي “بايدن” أصبح دعم الشذوذ في أزهى فتراته على الإطلاق، فضمن إدارة بايدن تم تعيين عدد كبير من الشواذ والمتحولين جنسيا. وبحسب معهد ” فيكتوري” الذي يراقب حقوق المثليين والمتحولين “الشواذ”، فقد تم تعيين أكثر من 200 من الشواذ والمتحولين ضمن إدارة بايدن، والمثال الأشهر كان “بيتر بول” وزير النقل، و “كارين جان” ذات الأصول الإفريقية، المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي!
إصرار على حماية الشذوذ مثير للقلق
تكمن خطورة قضية “الشذوذ الجنسي” في أنها عابرة للحدود والأوطان، ومن المثير للدهشة أنه لا توجد قضية أخرى تغيرت فيها المواقف بسرعة بقدر ما حدث خلال عقدين في قضية حقوق الشواذ والمتحولين جنسيا، رغم أنهم قلة، في حين لم تتمكن قضايا أخرى لمجموعات تعاني من التمييز من إحداث تغيير في الرأي العام بهذه السرعة والقوة.
لقد أصبحنا أمام ديكتاتورية غربية فيما يتعلق بدعم الشذوذ، وهناك نحو 37 دولة تقر بحق الشواذ في الزواج من نفس الجنس أغلبها في الكتلة الغربية. وبعد أن كان الأمر في أوربا وأمريكا ممنوعا ويُنتقدُ بشدة، أصبح قطاعا عريضا في الغرب يقف عاجزا أمام قضية الشواذ، حتى أن رجال الدين لا يتجرؤون على وصف الشذوذ بأنه خطيئة.
يبدو الموقف الأمريكي والغربي مثيرا للقلق، كما أصبح هناك لوبي “للمثلية الجنسية” يلاحق أي عالم يقول إن الإنسان رجل وامرأة فقط!
فقد أصبح هناك ما يمكن أن نطلق عليه “لوبي ضخم” ينفق مئات الملايين من الدولارات للدفاع عن المثليين، يضم شخصيات مؤثرة ومهمة، كما تشير تقارير إلى أن هناك أكثر من 15 جمعية ومنظمة كبيرة، تعادل في تأثيرها اللوبي الصهيوني تقف متحفزة للدفاع عن حقوق الشواذ، ولا تكتفي بهذا القدر، بل تعبث بالتاريخ وتعيد قراءة سير شخصيات تاريخية وفقا لرؤيتهم وأهوائهم المثلية.
ختاما
تفسيرات عديدة تحاول الإجابة عن أسباب إصرار الغرب على فرض الشذوذ على العالم، تدور بين السلوك البشري الباحث عن الملذات غير العادية، ونظرية المليار السعيد التي تسعى لتقليل عدد سكان الأرض، وبين مصالح اقتصادية وسياسية، ومنافع ضخمة تُحصل من وراء نشر الشذوذ ودعمه. ولكن يبقى الشيء المؤكد أن دعم الشذوذ والتحول الجنسي يمثل عملا غير طبيعي وغير أخلاقي، ويُعد حربا على الإنسانية وخرقا لسفينة الحضارة البشرية، ونحن في منطقتنا هدف أكبر لهذه الحرب، وهذا الخطر القادم من الغرب.