200 ألف يُذبحون في جباليا.. فمن يوقف المذابح؟

مظاهرات في إندونيسيا ترفع صورة نتنياهو بهيئة شيطان كتب عليها: نتنياهو لقيط (الفرنسية)

دخل نتنياهو القاعة الكبرى للأمم المتحدة ويداه ملطختان بدماء أطفال وسيدات وأطباء ومعلمي غزة ووقف يخطب في عالم فقد ضميره وصوته وقوته في مواجهة بربرية الكيان الصهيوني، نعم خرج الغالبية العظمى من الحاضرين في القاعة وبقي القليل يستمتع لخطاب مجرم الحرب والإبادة الإنسانية ويصفق له.

يا للأسف كان هناك بعض من مندوبي الأنظمة العربية لم يغادروا، واستمر رئيس وزراء الكيان في خطابه الذي قسم فيه العالم وخاصة المنطقة العربية إلى محور الشر ومحور الطيبين المطيعين للكيان، كان خطاب نتنياهو في نفس لحظة سقوط فيها 85 ظنا من المتفجرات الأمريكية على الضاحية الجنوبية لبيروت لتغتال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وقد استقبلت الولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو وأدخلته عنوة إلى الأمم المتحدة التي صوتت مرارًا خلال عام لإيقاف العدوان على غزة والشعب الفلسطيني.

الهروب إلى الأمام

عاد رئيس وزراء العصابة الصهيونية من الأمم المتحدة بينما كان جيش الاحتلال يمارس مذابحه متنقلًا من غزة إلى الضفة الغربية ومن ثم إلى بيروت، قرابة الشهر مضى وبيروت تتعرض لأقوى قصف على المدنيين في الأحياء الجنوبية وقرى الحدود اللبنانية الفلسطينية تلك القرى التي يهدد جيش الدفاع من يتبقى منهم بالقتل والذبح، قبل هذا بعدة شهور كان القصف الإسرائيلي للضفة الغربية التي تقع تحت إدارة السلطة الفلسطينية، وللأسف منذ يومين كانت أجهزة أمن تلك السلطة تهاجم المقاومين للاحتلال في الضفة الغربية بقنابل الغاز والرصاص المطاط وتهاجم الأهالي الذين اعتصموا دفاعًا عن أبنائهم.

ومنذ ثمانية أيام يقوم جيش الاحتلال بعملية عسكرية في شمال قطاع غزة مستهدفًا مخيم جباليا في مجازر مستمرة ومذاعة على الهواء مباشرة لكل العالم الصامت العاجز، ومجازر لا تنتهي في غزة وتدخل عامها الثاني ولا أحد يستطيع أن يوقف هذا العدوان الإسرائيلي ولا تلك المجازر البشرية.

يحاول الكيان الصهيوني في الأسبوع الأخير -ولا يزال مستمرًا- فصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع بالتدمير الكامل للمنازل باستخدام الروبوتات المتفجرة. ألية جديدة يحاول بها أن يقلل خسائره المتصاعدة بفعل المقاومة الإسلامية في غزة التي تكبده يوميًا خسائر في الجنود والعتاد، ولا تزال صامدة أمام آلة الحرب الصهيونية الأمريكية.

يهرب نتنياهو منذ أسابيع إلى الأمام مع تصاعد أصوات هزيمته في الأوساط الداخلية للكيان؛ حاول أن يجر إيران إلى حرب إقليمية بضربات خارج الأراضي الإيرانية في سوريا ولبنان، ثم انتقل إلى عمليات اغتيال داخل إيران نفسها كانت قمتها اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد بعد اغتيال الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.

لكن إيران استطاعت أن ترد على كل هذا ردًا عنيفًا قويًا ألجم الكيان والولايات المتحدة الصمت، ورغم تهديد نتنياهو بالرد ـوهو قادم لا محالةـ وتوعد إيران بإحراق الكيان ومن يساعده فإن نتنياهو لا يزال مصممًا على الرد ولكن ينتظر الفرصة، فشلت حتى الآن خطته الأولى مع إيران فانتقل إلى لبنان يمارس فيها جرائمه ضد الإنسانية وحرب الإبادة التي يشنها على فلسطين ولبنان.

لم يكن الدخول إلى جنوب لبنان سهلًا كما توقع وقادة جيشه فأنزلت بهم المقاومة الإسلامية في لبنان خسائر كبيرة ومع تصاعد القصف الصاروخي من جانب حزب الله ومحور المقاومة وانتقال المعركة إلى داخل تل أبيب، وحيفا ويافا وكذلك إلى المباني ومحطات الغاز والكثير من المناطق العسكرية والاستراتيجية.

لم يجد نتنياهو أمامه إلا العودة إلى قطاع عزة ليمارس هوايته في إبادة الشعب الفلسطيني، وهو ما يستمر الآن في مخيم جباليا وخان يونس، ونابلس وبعض مناطق الضفة الغربية التي تتعرض إلى قصف متواصل في هذه الأثناء، فمتى تتوقف مذابح الكيان الصهيوني الذي لا يشبع من دمائنا العربية؟

من يوقف المذبحة؟

عجزت المحكمة الجنائية الدولية عن إصدار قرار بالقبض على رئيس وزراء الكيان ووزير دفاعه بعد مذكرة المدعي العام لها منذ أشهر، وخرج المدعي العام يعلن تعرضه وفريق المحكمة إلى تهديدات علنية من قبل دول عدة أهمها الولايات المتحدة وكذلك من الكيان الصهيوني وجواسيسه، وكان التعبير الأكثر تأثيرًا لدي الذي كتبه أحد الأصدقاء حينما قال إن الولايات المتحدة الأمريكية أخبرت المدعي العام كريم خان أن هذه المحكمة تألفت من أجل الحكام المتمردين على سياستها وحكام الشرق الأوسط وبوتين وليس لتحاكم الصهاينة!

هكذا توقفت جلسات وقرارات المحكمة الجنائية الدولية ومساعيها سواء لمحاكمة الكيان أو قياداته بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة بشرية ليعلن للجميع أن الكيان ورعاته في الغرب وأمريكا لا يسمحون بذلك وليسوا معترضين على استمرار مذابح العرب وسفك دمائهم.

الأمم المتحدة لا تزال تمارس عجزها وصمتها أمام جرائم الكيان الصهيوني، وكما تنبأت من قبل فتلك القرارات التي تتخذها الأمم المتحدة ليست إلا حبرًا على ورق بالنسبة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة التي أرسلت منذ أيام منظومة دفاع جوي أمريكية للكيان في تحد صارخ لما يسمى الأمم المتحدة.

هذه المنظمة التي أصبح على الشعوب الحرة أن تنسحب منها، ولكن يبدو أن أنظمة تلك الشعوب ترضي ضميرها سواء بالتصويت لصالح عضوية دولة فلسطين، أو إيقاف الحرب على غزة فلم يظهر الفصل السابع ولا بنوده التي دمرت العراق منذ عام وأيام على مذابح الكيان في غزة، المنظمة الدولية أعلنت إفلاسها وعجزها التام إلا أن تكون هايد بارك يسمح في بعض الأحيان أن يخرج على منصتها مجرم مطلوب للعدالة.

المقاومة هي الطريق

الشعوب العربية عاجزة عن الحركة تمامًا في ظل أنظمة لا ترى ما يحدث في غزة من إبادة جماعية، ويريحون ضمائرهم أو بعضهم بالدعاء لأهلنا في فلسطين، هكذا الأمة بنخبتها ومثقفيها وشبابها وحتى علمائها الذين ناشدهم أبو عبيدة أن يغيروا من هذا النمط في الدعم للمقاومة، شعوب لا تظهر تضامنًا قويًا، لا تضغط على حكامها، تكتفي براحة ضميرها دعاء أو نقل الأخبار، هكذا المشهد فهل هناك أمل في إيقاف المجازر الصهيونية؟

المقاومة في غزة والضفة الغربية، اتساع حركة المقاومة في الأرض المحتلة في القدس والجليل ويافا وحيفا من خلال علميات الذئاب المنفردة واحدة من أهم عوامل إيقاف نتنياهو وعصابته عن ارتكاب الجرائم، نقل جبهات الإسناد عملياتها إلى داخل المستوطنات والقصف على مناطق المستوطنين عامل آخر.

أحسن النداء الصادر من الضاحية الجنوبية للمستوطنين بإخلاء عديد من المناطق في الداخل المحتل مثلما يفعل الصهاينة سواء في مناطق بغزة أو جنوب لبنان، كل هذه العوامل ستضغط على الداخل الإسرائيلي ومن ثم الضغط على نتنياهو لإيقاف الحرب، سيستمر نتنياهو في عجرفته وسيستمر جيشه في القصف للمدنيين ومراكز الإيواء والنزوح فترة من الزمن وسيستمر صمود أهل فلسطين وأهل الجنوب وتتصاعد عمليات الإسناد، وكلما زادت الفترة الزمنية للحرب والصمود في فلسطين ولبنان ستكون نهاية الكيان وهي لحظة أتيه لامحالة.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان