في انتظار الرد الذي يفجر البركان
وتيرة التصريحات الإسرائيلية التي تشير إلى قرب العدوان الجديد على إيران في تصاعد، فقد أعلن يوآف جالانت وزير دفاع الكيان أن الرد الصهيوني على إيران سوف يكون “مؤلمًا ودقيقًا ومفاجئًا”، يأتي هذا ردًا على الضربة القاسية التي وجهتها إيران للكيان الصهيوني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كان هذا الرد بعد طول صبر إيراني على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية، وقبله رئيس الجمهورية الإسلامية إبراهيم رئيسي، وبعد اغتيال الأمين العام لـ(حزب الله) السيد حسن نصر الله الحليف الأهم لإيران في المنطقة العربية، وكان الطبيعي أن يكون الرد الإيراني قد أنهى نزاعًا يتورط فيه الجانب الإسرائيلي والجمهورية الإسلامية، ولكن يبدو أن هناك سعيًا إسرائيليًا لإشعال مزيد من النيران في المنطقة بإصرارها على عدوان جديد على إيران أو ما يطلق عليه ردًا على الرد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجريمة الاغتصاب تزيد الحالة السودانية بشاعة
سارة نتنياهو.. المرأة الشريرة في إسرائيل
الذين عادوا من الفضاء!
الولايات المتحدة تعطي دفعة للرد
كان إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لمنظومة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ الباليستية الطويلة المدى والمعروفة باسم (ثاد) بمثابة دفعة قوية للكيان الصهيوني وقياداته ممثلة في رئيس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس أركان جيش الكيان الصهيوني لتتصاعد تصريحات الوعيد لإيران، تلك التصريحات التي تصاعدت بعد الهجمة الصاروخية التي وجهتها إيران بأكثر من 180 صاروخًا باليستيًا ليلة الأول من أكتوبر، التي أعقبها إنذار إيراني بالرد القاسي والمميت، ووصل الأمر إلى تهديد للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وكذلك أي دولة بالمنطقة تساعد أو تفتح مجالها الجوي لعدوان إسرائيلي جديد على إيران.
الولايات المتحدة حاولت استهلاك الوقت لتعافي الكيان الصهيوني من آثار الضربة الإيرانية التي أدت إلى تقليل فاعلية الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأصابت مناطق عسكرية عدة عن طريق تصريحات أمريكية بالتهدئة في المنطقة، وقالت الولايات المتحدة إنها ضد ضربة تشعل حربًا في الإقليم بين إيران والكيان الصهيوني، وأعلنت على لسان المتحدث الرسمي للبيت الأبيض، و”البنتاجون” (وزارة الدفاع) أنها ضد توجيه ضربة مؤثرة لإيران وخاصة للمفاعل النووي الإيراني، هذا المفاعل الذي يصل إلى مراحله النهائية وأي تعرض له لا يضمن رد الفعل الإيراني الذي قد يعرض المنطقة وفي القلب منها المصالح الأمريكية لأخطار كبرى.
لقد دفعت منظومة الدفاع الأمريكية التي وصلت إلى الكيان المحتل معادلة القوة للكيان أو هكذا شعر الصهاينة مما أدى إلى عودة التصريحات بالعدوان على إيران مرة أخرى إلى الوجود على ألسنة قادة إسرائيل، بل بدا توقع تلك الضربة بين لحظة وأخرى، وبدأت الأخبار تتوالى عن توقيت لها قبل الانتخابات الأمريكية الشهر المقبل.
لدى الكيان الصهيوني هدف أن يقوم بضربة قد تمتد إلى المفاعل النووي الإيراني، هذا المفاعل الذي تحاول إسرائيل النيل منه منذ البدء في إنشائه، وحاولت إيران كثيرًا ألا تنجرف في معارك تؤدي إلى ضربه أو المماس به، تأتي بعد ذلك أهداف أخرى للكيان الصهيوني في حالة وقوف العالم ضد جره لحرب إقليمية وهو ضربات في مناطق استراتيجية ومصافي البترول الإيراني، ومناطق عسكرية.
رسائل إيرانية
لم تتلقَ إيران تهديدات الكيان الصهيوني بالصمت، بل أعلنت على لسان كل المسؤولين فيها بدءًا من المرشد العام علي خامنئي، والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية أن الرد الإيراني سيكون صاعقًا، وأن أي عدوان جديد للكيان ربما يحمل نهاية الكيان الصهيوني، وقد جرّبت إسرائيل ذلك في الرد الإيراني السابق في الأول من أكتوبر بحسب التصريحات الإيرانية، ولم تصمت الدبلوماسية الإيرانية تجاه وعيد الكيان الصهيوني وإنارتها المتعددة، بل واصلت إرسال الرسائل حول قدراتها.
كان تصاعد الحرب في الشمال الفلسطيني وجنوب لبنان جزءًا من رسائل إيران، فها هي صواريخ (حزب الله) الحليف الأول لإيران يتضاعف أعدادها تجاه الداخل المحتل، وكانت الضربة التي وجهها (حزب الله) للقاعدة العسكرية قرب بنيامينا بالطائرات المسيّرة، التي أدت إلى مقتل 4 ضباط من جيش الاحتلال (وحدة غولاني) أو وحدة النخبة وإصابة أكثر من 67 جنديًا فيما وصف بعملية العشاء الأخير.
هذه العملية التي وصفها رئيس وزراء الكيان ووزير دفاعه بأنها مؤلمة وصعبة، وقال نائب الأمين العام لـ(حزب الله) قاسم نعيم إننا بدأنا مرحلة إيلام العدو، وذلك في الكلمة التي وجهها مؤخرًا نائب الأمين العام، وقال أيضًا “إن الحزب استعاد عافيته، وأعاد تشكيل قياداته بعد ما مر به من صعوبات نتيجة لعمليات الاغتيال التي قام بها الكيان الصهيوني في صفوفه، وأضاف السيد قاسم نعيم أن في استمرار العدوان على غزة ولبنان نهاية الكيان الصهيوني.
تصاعدت مع ارتفاع أعداد الصواريخ من جنوب لبنان تجاه الكيان، واحتدام المعارك على الحدود الجنوبية ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي، وبدأت الأرقام تصل إلى ما بعد الـ100 مصاب وقتيل خلال الأيام القليلة الماضية وخاصة بعد عملية العشاء الأخير، فهل يكون التصعيد الكبير الآن في الهجمات على عمق الأرض المحتلة الذي يتبعه حالة من الهلع داخل المستوطنين، وارتفاع أعداد المهاجرين من الكيان رسائل إيرانية مبدئية لما سيحدث داخل الكيان، أعتقد أن إيران تحاول أن تقول للكيان إذا كانت هذه ضربات (حزب الله) وجبهات اليمن والعراق، وحتى سوريا مع ضعفها تسبب لكم هذه الآلام فما بالكم بترسانة الأسلحة الإيرانية وقوة ضرباتها؟
هل يغامر نتنياهو؟
نعم صريحة، سيهاجم الكيان الصهيوني ويغامر بضرب إيران خلال القادم من الأيام، لعل أهم أسباب نتنياهو في ذلك ليس فقط الخروج من مأزق غزة، والجنوب اللبناني الذي كلما تورط فيه خسر أكثر، لكن أيضًا لأن استمرار الحرب في الجبهتين يعني مزيدًا من الاستنزاف للكيان، سيخسر الكيان الكثير من جنوده وضباطه، وقد أصبح التمرد بين الجنود واردًا مع تصاعد نغمة الاحتجاج التي وصلت لرفض التجنيد.
كما أن استمرار الحرب في غزة وجنوب لبنان ومع تكرار وصول صواريخ المقاومة إلى عمق الأراضي المحتلة سيزيد الخوف والهلع في داخل الكيان وبين مستوطنيه، هذه الأسباب كلها إضافة إلى الأهم أن تظل إسرائيل صاحبة اليد العليا في المنطقة من حيث القوة العسكرية والسيطرة يجعل نتنياهو وعصابته مصممين على عدوان جديد على إيران، فاستعادة قوة الردع ضرورة لمستقبل الكيان كما يتصورون، ولعل آخر تصريحات للبيت الأبيض أن الرد الإسرائيلي على إيران شأن إسرائيلي يعني إشارة خضراء للكيان بالعدوان.
ليس لدى نتنياهو خيارات كثيرة فهو يمضي إلى طريق مسدود إما أن يعيد للكيان هيبته بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، والتحالف الغربي، والمساعدات من أنظمة التطبيع العربية، وتلك التي تستعد للتطبيع والتي ترى في إيران خطرًا على أنظمتها وكياناتها، أو الوصول بالكيان لنقطة النهاية، ولعلنا نرى نبوءة الشيخ أحمد ياسين المؤسس والأب الروحي للمقاومة الإسلامية وحركتها (حماس) تتحقق، ونرى نهاية الكيان الصهيوني بحلول عام 2027، وهو العام الثمانين في عمر الكيان اللقيط وتتحقق عقدة القرن الثامن لأي دولة يهودية على الأرض، ولديّ يقين أن النصر قادم وهو قريب بإذن الله.