سخرية من مزاعم النصر الإسرائيلي
لا يتوقف قادة الكيان الإسرائيلي عن أدعاء انتصارهم في غزة وفي جنوب لبنان خاصة وزيري الدفاع والخارجية، ورئيس أركان الجيش الصهيوني، ورغم أن خسائرهم اليومية على جبهتي القتال في غزة وفي الجنوب اللبناني تزداد يوما بعد آخر وبينما كانت أعداد خسائرهم في القتلى تترواح بين قتيل أو أثنين على مدار العام الأول من عدوانهم على غزة قبل محاولة الاجتياح البري للجنوب اصبحت الأرقام لعدد قتلاهم تترواح بين 5 و7 يوميا مع ازدياد أعداد المصابين.
صار هناك إعلان عن مقتل مستوطنين في القصف الصاروخي للمقاومة الإسلامية في لبنان، وأصبح الإعلان عن وقوع خسائر في المعدات وكذلك ضرب مواقع عسكرية في المدن المحتلة متكررا من جانب الإعلام الصهيوني، وهذا الإعلان المتوالي خلال الشهر الثالث عشر من العدوان عن الخسائر يشير إلى أن التعتيم الإعلامي خلال العام الأول أصبح لا يجدي مع وصول صواريخ المقاومة الإسلامية اللبنانية (حزب الله) إلى حيفا وما بعد حيفا في تل أبيب وأحيائها.
نصر نتنياهو الوحيد
الأسبوع الماضي كان هناك تصريح لرئيس وزراء العصابة الصهيونية بنيامين نتنياهو أن اغتيال السيد حسن نصر هو أكبر انتصار ممكن أن يحققه الكيان في لبنان، وتلك إشارة إلى عدم تحقيق أي هدف من أهداف الكيان في معركته في الجنوب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالثورة السورية من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
المعارضة السورية تسترد الدولة وتقطع الطريق على التقسيم
من تحرير سوريا.. إلى بيع عبد الناصر!
تمثلت تلك الأهداف في إعادة سكان الشمال ولم يتحقق بل صار عليه أن يعد عدته من أجل إعادة مدن آخرى إلى طبيعتها مثل حيفا، ويافا (تل أبيب)، الهدف الثاني للعملية البرية كان تقليص قدرات حزب الله وفشل فيها الجيش الصهيوني حسب ما يحدث على الجبهة من تصاعد وتيرة القتال وارتفاع الخسائر، وإطلاق أعداد ضخمة من الصواريخ يوميا على الشمال الفلسطيني والداخل المحتل، وبذا يصبح هدف الاجتياح البري الثالث، وهو إعادة قوات حزب الله إلى شمال الليطاني، وهما. ولا يجد نتنياهو من فخر لجيشه إلا عملية الاغتيال التي لا تقوم بها إلا العصابات.
كان تصريح نتنياهو متواكبا مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي بايدن عن سعيها خلال الأسابيع التي تسبق تسليم الإدارة لفريق دونالد ترمب في يناير/كانون الثاني القادم لعقد اتفاق وقف إطلاق النار في جبهة لبنان، أي أن نتنياهو يقول حققنا هدفا كبيرا في الحرب على لبنان حتى يكون على الإسرائيلي تقبل هذا الاتفاق.
بعيدا عن وهمية المبادرات الأمريكية المتكررة والتي تأتي كلما أشتدت هجمات المقاومة في جنوب لبنان وغزة، ومع تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، والعمليات الاستشهادية في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، وأمتصاص غضب عالمي أو إقليمي، وهو حدث أيضا عندما أردات الولايات المتحدة تأجيل الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، وحسن نصر الله في طهران وبيروت، فقد ظلت هذه المبادرات في إطار الأحاديث ولم تتحرك نحو عمل حقيقي.
بل إن تلك المبادرات الأمريكية التي تغرق وسائل الإعلام من خلال تصريحات البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية تأتي في ظل تصاعد القصف الصهيوني على الأماكن المدنية في لبنان من مدارس ومستشفيات وأرتفاع أعداد شهداء لبنان إلى أكثر من 3500 شهيد، وأيضا في ظل مذابح يومية في شمال غزة الذي يتعرض كل صباح للقصف العنيف على مخيمات اللاجئين والأماكن التي ينزح إليها أهل شمال غزة، ويدعي الجيش الصهيوني أنها مناطق أمنة، أي أن الولايات المتحدة ببساطة تقوم بدور في إيهام المقاومة والساسة في المنطقة والعالم، أن الاتفاق أصبح وشيكا بينما لا تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن العمل.
المستوطن يسخر من إعلان النصر
تعرضت إدارة الحرب في الكيان الصهيوني إلى انتقادات واسعة جدا خلال الأسبوعين الماضيين خاصة من جانب قيادات المعارضة داخل الكيان وقادة عسكريين، واستخباريين سابقين في انتقاد إدعاء النصر سواء في غزة أو جنوب لبنان أو تحقيق أهداف المعركة في الجبهتين التي يدعي ننياهو وقادته تحقيقها، وأيضا في جدوى استمرار الحرب مع التكلفة الواسعة لها وخاصة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل 108 ضباط وجنود من قوات النخبة في اللواء غولاني، وجاءت تلك الانتقادات بعد إقالة وزير الدفاع السابق إلى حد مطالبة أحد قادة الكيان السابقين بإقالة نتنياهو ذاته وقال ” إذا أصبح من الممكن إقالة وزير الدفاع أثناء الحرب فيمكن أيضا إقالة رئيس الوزراء”.
تتصاعد الانتقادات لإدارة الحرب على غزة ولبنان في الكيان الصهيوني مع ارتفاع أعداد القتلى في صفوف جيش الدفاع والمستوطنين نتيجة للكمائن المركبة التي تقوم بها كتائب القسام وحركات المقاومة في غزة والضفة الغربية، أو الأحداث الأمنية الصعبة التي تعلن عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية يوميا في الجنوب اللبناني وفي غزة، والتي تكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ويبدو أن قبضة الرقيب العسكري خفت قليلا عن الإعلام الإسرائيلي فشهدنا تزايد في الاعلان عن عمليات للمقاومة.
كما كشفت وسائل التواصل عن حجم الخسائر الناتجة عن الصورايخ والطائرات المسيرة المنطلقة من جنوب لبنان، كل هذا يزيد من تفكك الجبهة الداخلية في الكيان اللقيط، خاصة مع تزايد صفارات الإنذار اليومية وعلى مدار الساعة واللجوء المتكرر إلى الملاجيء، ومع تعرض الممتلكات الخاصة سواء سيارات أو منازل للأضرار نتيجة القصف اللبناني.
هذا جعل المستوطنين الإسرائيليين يسخرون من الوزراء وقادة الجيش الذين يدعون النصر في غزة وفي جنوب لبنان خاصة بعد عمليات المطاردة التي تقوم بها القوات الجوية الإسرائيلية خلف المسيرات القادمة من الجنوب، إضافة إلى إعلان الجيش عن تطهير مساحات من الجنوب اللبناني ما تلبث الصواريخ أن تنطلق منها. الواقع جعل صحيفة إسرائيل اليوم تقول إن هناك فجوة بين إعلانات النصر والواقع على الأرض أبرزتها الأحداث الأخيرة، لقد اصبحت أرض لبنان مشبعة بدماء أجيال من مقاتلي غولاني، بينما عرضت منصات للمستوطنين مشاهد الدمار في شمال فلسطين ساخرة من تصريحات وزير الحرب كاتس التي قال فيها إنه تم القضاء على قدرات حزب الله.
صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن الناس في حيفا والكريوت ليسوا متحمسين لتصريحات كاتس وساعر عن النصر، ونقلت عن مستوطنة من كريات آتا قولها “يعتقد وزير الجرب الجديد بتصريحاته المضحكة والمنفصلة عن الواقع عن هزيمة حزب الله بأن كل شيء على ما يرام منذ توليه منصبه” بينما قال مستوطن آخر ” أين النصر على حزب الله؟ منظمة مهزومة لا تطلق 90 صاروخا في نصف الساعة لذلك يجب ألا يبيعنا أحد قصصا عن النصر” كل هذا في وقت شكك فيه الكثير من المستوطنين في شمال فلسطين في عودتهم إلى منازلهم حتى بعد وقف إطلاق النار.