تل أبيب تحترق أرض أرض

الأمن الإسرائيلي أمام مبنى تضرر من صاروخ حزب الله (الفرنسية)

ليس المعنى فقط فيما حدث في وسط فلسطين المحتلة وقلب تل أبيب يتوقف عند اشتعال نيران المقاومة في أكثر أماكن الاحتلال أمنا وأمانا، بعد أن وصلت صواريخ المقاومة من قبل إلى بيت رئيس وزراء عصابة الكيان الصهيوني، وألقيت على منزله في قيساريا منذ أيام قنبلتان مضيئتان، بل المعني أكثر من مجرد صاروخ أرض أرض ينطلق من جنوب لبنان ليصل أبعد من 100 كم.

هذا الصاروخ يهدم أهم ما يقوم عليه الكيان الصهيوني إلا وهو أمن المواطن المنتمي لهذا الكيان، تلك النقطة الفيصلية في المعنى التاريخي لما أحدثه صاروخ المقاومة القادم ليلة الثلاثاء فتلك الحرائق التي شبت في مبنى تجاري في وسط تل أبيب ومنطقة رمات غان تشب في كل مقومات وجود الكيان، وفي معتقدات ويقين المواطن الإسرائيلي.

تتحول تل أبيب تدريجيا إلى حيفا التي تحولت من قبل إلى كريات شمونة، فصواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) حولت كريات شمونة إلى مدنية للأشباح بحسب وسائل إعلام عبرية، ثم انتقل الرعب والخوف والهروب إلى الملاجئ إلى حيفا وبوصول أعداد الصواريخ اليومية إلى معدل المائة وأكثر على حيفا يوميا صارت حيفا اليوم كريات شمونة، والآن يأتي الدور على تل أبيب لتتلاشي فكرة الأمان داخل العقل الصهيوني

ردا على نتنياهو

قبل أن تحترق تل أبيب بأكثر من ستة انفجارات ويتواصل فيها اشتعال الحرائق، وينقطع التيار الكهربائي في عدة مناطق، وينتج عن ذلك خسائر فادحة بحسب الإعلام العبري، حدث أن صرح نتنياهو “دمرنا ما بين 70% و 80% من قدرات حزب الله الصاروخية” وقال “حسن نصر كان المشرف على تدمير إسرائيل”.

تلك الكلمات عن الشهيد الراحل حسن نصرالله تجعل منه بطلا أسطوريا في الأوساط العربية والإسلامية فلا زال الشعب العربي يتذكر بعض الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ولا يزال الكثيرون يطلقون الشعار المحبب للشعب العربي ” يا قسامي يا حبيب أضرب أضرب تل أبيب” في أمنية تتحقق كل يوم وليلة الآن بوصول صواريخ حزب الله إلى قلب الكيان الصهيوني.

لم تكد تمر ساعتان على تصريحات نتنياهو عن تدمير قدرات حزب الله حتى جاءه الرد قويا باشتعال حرائق تل أبيب بصاروخ فاتح 110 الباليستي الذي انطلق من الجنوب اللبناني، ولتؤكد المقاومة اللبنانية قدرتها مجددا على الوصول إلى عمق دولة الكيان، ولتبقى نيران المقاومة داعمة للمفاوضات التي يقوم بها الرئيس اللبناني ، ومجلس الوزراء مع الطرف الأمريكي، فإذا كان الكيان مستمرا في نهجه بالقصف للمدنيين، واغتيال القادة الذين يظهرون إعلاميا وأخرهم محمد عفيف المسؤول عن العلاقات العامة وبرفقة أربعة من العاملين معه، فإن صواريخ حزب الله ستحول ليل تل أبيب إلى حرائق مشتعلة في الكيان الصهيوني، وستبث الرعب في قلوب مستوطني الكيان وناخبي نتنياهو، وليبقى التفاوض تحت النار من جانب المقاومة أيضا

لا يزال الكيان الصهيوني يعاني من عدم مصداقيته الإعلامية في بيانات جيش الدفاع الذي يحاول بقدر ما يمكن تقليل حجم الخسائر سواء في المعدات أو القتلى والمصابين عكس ما يبثه المستوطنون ووسائل الإعلام المحلية، وفي واقعة ليلة الثلاثاء دخلت الشرطة الإسرائيلية على خط تكذيب بيان الجيش الصهيوني فبينما أعلن الجيش أن تصدي الدفاع الجوي قد فجر الصاروخ وأدى ذلك إلى الحرائق وإصابة المجمع التجاري، قالت الشرطة أن إصابة المبني ناتجة عن فشل الدفاعات في التصدي له وانفجاره في المبنى، وإضافة إلى الإعلان عن ألانفجارت الستة والعديد من الحرائق في أنحاء تل الربيع (أبيب)

الخسائر تتصاعد في غزة

لم يعد نزيف المعدات والأفراد للعدو يقتصر على ما تكبده له المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان عن طريق المواجهات في القرى الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة من تدمير للعديد من الدبابات والآليات يوميا، وارتفاع أعداد القتلى من جنوده في قرى الحدود، بل أن المقاومة في غزة بكافة فصائلها اصبحت تزداد قوة من يوم إلى أخر، وخلال الأيام السابقة ارتفع بشكل كبير الكمائن التي يتعرض لها الجنود الصهاينة سواء في الشمال في جباليا أو أماكن أخرى، وقد أعلن عن مقتل 12عسكريا إسرائيليا من مسافة صفر يوم الإثنين، وقنص خمسة جنود أيضا، وسبقه الإعلان عن إصابة حمسة أخرين، بما يشير إلى تصاعد النزيف البشري في صفوف جنود جيش الكيان الصهيوني وأيضا تدمير العديد من دبابات الميركافا والآليات كل يوم.

تلك الخسائر التي لا يستطيع جيش الاحتلال الإعلان عنها أكدها ضابط أمريكي متقاعد عبر قناة عبرية فقال إن الكيان يخفي أرقام خسائره الحقيقية في لبنان، وأقول إنهم أخفوا أيضا خسائرهم في غزة، بل إنني اتمنى أن يقوم باحث برصد أعداد القتلى على مدار العام لنرى حجم الكذب الصهيوني في صفوف قتلاه من جنوده والمرتزقة الذين يجلبونهم من أماكن كثيرة من العالم.

الضابط الأمريكي وصف عدد الضحايا بأنه أمر ضخم بالنسبة لجيش الكيان، وقال لورانس ويكرسون ” هناك أكثر من أربعين ألف جريح، وإن الإسرائيليين لن يعودوا إلى منازلهم حتى لو انتهت الحرب، وسوف يغادرون في نهاية المطاف، لقد أخبرني أحد الأصدقاء في تل أبيب أن مليون يهودي قد غادروا إسرائيل بالفعل” إن ما يؤكده هذا الضابط يفسر ما نقوله دائما إن هناك شرخا كبيرا قد حدث داخل الكيان الصهيوني ولن يستطيع نتنياهو بتصريحاته ومذابحه للمدنيين أن يرممه، ولن تكون الاغتيالات التي لا يجيد سواها جيش الاحتلال حلا له.

قد يرى البعض أنه في ظل دعم غير مسبوق للكيان الصهيوني من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية خاصة ألمانيا، وبريطانيا، فرنسا، وغيرهم ممن يدعمون الكيان في السر، وايضا في ظل عجز الكيانات العالمية والعربية والإسلامية عن إيقاف الحرب على غزة ولبنان، ووصول ترامب وإدارته التي قد تتميز بدعمها اللامحدود للكيان الصهيوني مدعاة للاستسلام لدعاوى مثل  خروج المقاومة واستسلام المقاومة في غزة ولبنان للقوى العالمية، وأن الميزان لا يعتدل في تلك الأحوال.

هؤلاء لا يرون ما يحدث داخل هذا الكيان المزعوم، ولا يتصورون أننا نرى قدرة الله في إيمان أهلنا في فلسطين ولبنان ونرى أن النصر القادم يتطلب هذا التجمع لقوى الظلم حتى يتبين لنا جميعا طرفا ميزان الحق، ويتضح الفسطاط من في جبهة الحق ومن في جبهة الباطل ” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين” وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان