مستقبل منطقة الشرق الأوسط يتشكل بإرادة الأمة وكفاحها ضد الاحتلال !
وسائل الاعلام تركز على وصف الواقع، وتستعرض خطاب نتنياهو المغرور بقوته، الذي يتيه عجبا وغطرسة وصلفا، ويهدد ويتوعد؛ فهناك الكثير من العوامل التي يستغلها لتغيير المنطقة، لكنه لا يرى الكثير من الحقائق التي تشكل تحديا للنظم العربية الاستبدادية الحامية له، وتشارك في حصار غزة التي تقاوم وتقدم للإنسانية الأدلة على أن الشعوب تستطيع أن تحقق حلمها في الحرية والتحرير.
رؤية جديدة للمستقبل!
لكن دعني أقدم لك رؤية جديدة بعد أن عملت طويلا في مجال الدراسات المستقبلية، واستخدمت الأدوات والمقاربات التي تستخدمها الجامعات الأمريكية لاستشراف المستقبل، وتوصلت إلى أن نتائج تلك الدراسات محدودة، وأن هناك الكثير من الأحداث غير المتوقعة التي تسهم في تغيير العالم، وأن القائد يحتاج إلي خيال سياسي واجتماعي؛ ليتمكن من زيادة وعي شعبه بحقه في فرض إرادته.
وعندما يتمكن الشعب من التعبير بحرية عن حلمه؛ فإنه يستطيع أن ينتفض ويثور ويقاوم، ويحطم القيود، ويفرض على العالم أن يحترم إرادته. كما أن الإعجاب بكفاح شعب يشكل له مصدرا للقوة أهم من القوة المادية؛ التي يستخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي في تدمير غزة وإبادة شعبها.
غضب الشعوب ينفجر فجأة
يمكن أن نلاحظ الآن بوضوح أن غضب الشعوب العربية يتراكم، وإن أردت دليلا؛ فيمكنك أن تتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرف رأى الجماهير، بالرغم من أن الكثير من النظم الاستبدادية تنشر الخوف من استخدام هذه الوسائل في التعبير، وتعاقب من يعبر عن آراء معارضة، وتفرض الرقابة على هذه الوسائل، ولا تدرك أن هناك ثورة اتصال ومعلومات، وأن الوسائل الاستبدادية المتخلفة أصبحت عاجزة، وأن الحقائق سوف تنتشر، والوعي سيتزايد، والشعوب ستبحث عن آراء الشجعان؛ لأنها كرهت ما ينشره الجبناء على وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطات .
حالة خوف.. لماذا؟!
أهم نتيجة يمكن أن نتوصل لها من قراءة الواقع أن النظم الاستبدادية تعاني من حالة خوف، لذلك أطلقت هذه النظم المنافقين التابعين لها؛ يحذرون الجماهير من انهيار الدول، ويطالبون الشعوب بالمحافظة على الاستقرار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأولوية إعمار غزة على الحج والعمرة هذا العام
عودة السوريين بين الارتياح العام وخسارة الاقتصاد التركي
الشرق الأوسط يستعد على عجل للحقبة الترامبية
هذه الحالة توضح أن تلك النظم تدرك عجزها عن القيام بعملية إصلاح يمكن أن تقلل من غضب الشعوب، وتؤجل الثورات إلى حين، والتبعية لأمريكا من أهم أسباب ذلك العجز، فتلك النظم بنت استراتيجيتها على إرضاء أمريكا، باعتبار أن ذلك هو الضمان لاستمرارية الحكم، وأمريكا لا تريد سوى الخضوع لإرادتها، وتنفيذ أوامرها وحماية أمن اسرائيل، لذلك تشجع النظم الاستبدادية على قهر شعوبها، وتلك النظم تعرف تماما أن أمريكا لن توجه لها لوما على انتهاكها لحقوق الإنسان، والتعذيب في السجون الذي يشكل عارا على الإنسانية كلها.
العالم كله أصبح يدرك الآن أن أمريكا تخلت عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنها تمنع الشعوب من تقرير مصيرها، وأن تبعية النظم لأمريكا من أهم أسباب الفساد والفقر، لذلك ارتبطت كراهية الشعوب لنظمها الحاكمة بكراهيتها لأمريكا، وسيكون لذلك تأثيره على مستقبل العالم كله، ولكي تتأكد من صحة تلك النتيجة يمكن أن تقوم مراكز الأبحاث الأمريكية بإجراء استطلاعات رأي عام، أو بدراسة التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
نتنياهو خائف أيضا
خلف قناع الغطرسة يخفي نتنياهو خوفه، فقد أوضحت له حماس أن قوته الغاشمة يمكن أن تدمر العمران، وتقتل البشر، لكن هذه القوة لا تستطيع أن تقهر إرادة شعب قرر أن يضحي لتحرير أرضه، وأن المقاومة مستمرة، والواقع يتغير، ووعي الشعوب يتزايد، وغضبها يشتعل، وأن المسلمين تتوق نفوسهم إلى بيت المقدس، لذلك عليه أن يستعد لمواجهة هذا الغضب.
لكن النتنياهو يدرك أيضا أن النظم الاستبدادية العربية؛ التي تحمي أمنه آيلة للسقوط، وأمريكا لن تستطيع أن تحميها، والقوة لها حدودها، وقد استخدم النتنياهو كل قوته، وفشل في السيطرة على غزة المحاصرة، والنظم الاستبدادية استخدمت كل قوتها، لكن غضب الشعوب يتحول إلى ثورات، وينتج أفكارا جديدة لا تستطيع أجهزة المخابرات أن تتوقعها.
الإسلام يشكل المستقبل
هل هذا هو كل ما يخيف النتنياهو والنظم الاستبدادية؟! هناك حقيقة يزداد بريقها كل يوم، ولم يعد هناك سبيل لتجاهلها هي أن الإسلام يشكل مستقبل الأمة، وأن القلوب تتعلق به لينقذها من الفقر والذل والهوان الذي تعيش فيه.
والنظم الاستبدادية الحاكمة دفعت الناس للوعي بهذه الحقيقة عندما فشلت في حل المشكلات، وأغرقت البلاد والعباد في الفقر والذل والقهر؛ فلم يعد هناك إمكانيات لاتهام المسلمين بالإرهاب، وهي لا تستطيع أن تدين الإرهاب الإسرائيلي الذي يشكل جرائم ضد الإنسانية.
لم تعد الدعاية ضد الإسلام تقنع ذوي الألباب والضمائر، والإسلاموفوبيا تشكل عملية تجهيل وتضليل للشعوب، فالنظم المستبدة تمارس كل أشكال الإرهاب ضد المسلمين، فتبيدهم وتعذبهم في السجون وتنتهك حقوقهم، ولم يتهمها أحد بالإرهاب.
لذلك أصبح الاتهام بالإرهاب وسيلة لتبرير الظلم وانتهاك حقوق الإنسان، والظلم سيدمر الحضارة الانسانية، وغضب الجماهير سيتحول إلى طوفان يبني المستقبل على أسس الحرية والعدل.
وبالرغم من كل المؤامرات؛ التي تقوم بها أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والعربية؛ سيقود الإسلام الأمة لتحقيق حلمها في الحرية والديمقراطية والعدل وتحرير فلسطين، وستجد أمريكا نفسها أمام الثوار في كل مكان، وسيقف ترامب عاجزا، ويضطر إلى فرض العزلة على أمريكا؛ فهو الخيار الأفضل الذي يحقق مصالحها.. والمستقبل ستبنيه الأمة العربية عندما تفرض إرادتها على الجميع.