جباليا بطولات من المسافة صفر
![أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)](/wp-content/uploads/2024/11/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9-1732374834.jpg?resize=570%2C380&quality=80)
صدق أبو عبيدة في تصريحه الأخير بقوله إن جيش الاحتلال يخفي خسائره الحقيقية في غزة وفي كل بقاع القطاع، وإن حالة جنوده مزرية، هؤلاء الذين يقابلون كل يوم شجاعة نادرة من أبناء فلسطين أصحاب الحق والأرض، بحسب صديق صحفي فلسطيني.
كما في القول المأثور “الأرض تقاتل مع أصحابها” يبدو جليا أن أرض غزة وفلسطين بأكملها تقاتل مع أبطال المقاومة الفلسطينية من القساميين وغيرهم من كتائب المقاومة، يبدو هذا ظاهرا في مخيم جباليا الذي لا تزيد مساحته على كيلومترين مربعين، ورغم كل الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني من قصف جوي ومدفعي وحرائق بالقنابل المحرمة دوليا فما زال هذا المخيم ورجاله يقدمون يوميا بطولات تاريخية حربية وعسكرية، بطولات لا نملك اتجاهها إلا أن نقول إن “يد الله فوق أيديهم”.
من المسافة صفر
عاد هذا التعبير بقوة يتردد في بيانات كتائب المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا وبيت لاهيا وغيرهما من المناطق التي يقاتل فيها أبناء عز الدين القسام ورفاقهم، وقد شهد مخيم جباليا منذ أيام بطولة لا تصدق إلا في كتب التاريخ والأساطير الإغريقية القديمة، هذا المخيم الذي يتعرض للهجوم الصهيوني العنيف والمتلاحق منذ 80 يوما، وطوال هذه الفترة تتساقط على المخيم كل أنواع القذائف والقنابل من كل مصانع الغرب الأمريكي والأوروبي ولا يزال صامدا ولا تتوقف مقاومة أهله ولا بطولات مقاوميه.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsماذا ينتظر غزة بعد وقف إطلاق النار؟
انتصار غزة وهزيمة نتنياهو
25 يناير.. الحرية والمرأة والفن
مجاهد قسامي ليس معه عتاد ولا سلاح سوى سكين صغير فهل يواجه هذا السكين المدججين بالسلاح الأمريكي؟ وكيف جاءته الفكرة بل نسأل كيف جاءته المخاطرة والقوة ليواجه قناصا صهيونيا ومساعده، مواجهة غير مأمونة العواقب بل هي أشبه بتلك المخاطرة التي يتحدث عنها بعض المرجفين عن طوفان الأقصى والهجوم الذي تم صبيحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي قادته المقاومة في اتجاه مستوطنات غلاف غزة وبدأت معه حرب التحرير الفلسطينية نراها هكذا ويراها أبطال فلسطين مثلما رآها هذا المجاهد القسامي في هذه المهمة.
بثبات لا يمتلكه سوى المؤمنين والشجعان وفرسان الزمن القديم يتقدم نحو عدوه المدجج بسلاح لا يواجهه سوى الإيمان، فيطعن القناص ومساعده من المسافة صفر ليرديهما قتيلين، ثم يستولي على سلاحيهما، ويمكن أن تتحقق له بطولته حتى تلك اللحظة فقد قتل اثنين من أعداء وطنه وأمته واستولى على سلاحيهما وأنهى مهمة يفخر بها طويلا، ولكن هذا ليس هدف البطل المؤمن الحقيقي، وكما يقول أبو عبيدة في نهاية بياناته العسكرية إما النصر أو الشهادة، اختار البطل القسامي الفلسطيني بهدوء ويقين أن يذهب إلى إحدى الحسنيين.
بهذا اليقين بأنه على طريق النصر باستشهاده بدّل ملابسه بملابس الصهيوني وواجه هذه المرة زمرة من قتلة الأطفال وعصابة الصهاينة، لم يتردد فيما يفعل لم يحسبها بالواقع ولا حسابات القوة والضعف، ولا الربح والخسارة، يذهب إلى استشهاده واثق الخطى يمشي ملكا، فجر نفسه في هؤلاء الذين يقتلون أهله ورفاقه وأبناءه كل لحظة، أوقع جمعا يتجاوز سبعة جنود صهاينة بين قتيل وجريح، وذهب لملاقاة ربه راضيا مرضيا، مستبشرا بوجه وضاء مثل أوجه كل شهداء فلسطين.
من المسافة صفر كانت عملية المجاهد القسامي ومثلها عمليات أخرى منذ يومين، إذ تمكن عدد من مقاومي القسام من قتل وطعن ثلاثة من الجنود الصهاينة كانوا يحرسون منزلا في بيت لاهيا به قوة عسكرية من جيش الاحتلال، واستولوا على أسلحتهم واقتحموا المنزل وأجهزوا على من بداخله وحرروا عددا من الأسرى من بين أيديهم.
تتوالى العمليات الفدائية البطولية من المسافة صفر كل يوم بين قنص، وقتل، وتفجير آليات ومدرعات للجيش الصهيوني، وذلك في أماكن لا يظن أحد أن تحتوي على نفس لاستمرار قصفها وتدميرها وإحراق خيام النازحين فيها. نعم يرى الأطفال القيامة كل ليلة، ولكنها بقوة إيمان هؤلاء الأبطال قيامة الكيان الصهيوني.
كأننا في بداية المعركة
تتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية يوميا ويتزايد العمل البطولي في كل أرض فلسطين ويواجه أبطال كتيبة جنين الأمر الأصعب حينما يواجهون أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في عمل مشين لكل وطني فلسطيني، ومنذ عدة أيام رفض أحد ضباط قوات أمن السلطة مواجهة إخوانه أبطال كتيبة جنين وخلع ملابسه الأمنية وترك تلك المهمة التي يندى لها جبينه.
رغم ذلك ما زالت المقاومة في الضفة الغربية تواجه قوات الاحتلال الذي يضع عينه على الضفة ويقيم بها مستوطنات جديدة له، وفي القدس تتوالى العمليات الفدائية كل يوم، وفي الأسبوع الثالث من نوفمبر الماضي شهدت القدس عمليتين فدائيتين لأبطال فلسطين في الداخل المحتل كانت إحداهما للشهيد فادي أبو شيخدام الذي تنكر في زي مستوطن وخبأ سلاحه ثم أطلق النار على عدد من الصهاينة في البلدة القديمة بالقدس فقتل مستوطنا وأصاب ثلاثة آخرين أيضا من المسافة صفر.
وتأتي أنباء المجاهدين من كل أرض غزة على مدار الساعة لتصنع موجة كبيرة من الأمل تلك العمليات التي تجعلنا نشعر بأننا لا نزال في بدء المعركة وليس بعد مرور 448 يوما من الحرب الصهيونية على غزة.
وفي حصاد يومين فقط تم تدمير دبابة صهيونية من نوع ميركافا بعبوة أرضية ذاتية التفجير في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، واستهداف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد قرب مفترق التوام شمال مدينة غزة، ودكّ تجمع للقوات المتوغلة في منطقة التوام شمال مدينة غزة بقذائف الهاون.
كما استهدف دبابة صهيونية بعبوة شواظ في منطقة التوام شمال مدينة غزة، وقوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة “TBG” قرب مفترق “أبو شرخ” غرب جباليا البلد في شمال القطاع، كل هذه العمليات تؤكد أن أرض فلسطين تنبت الأبطال كل يوم، وإذا سقط شهيد نبت في الأرض ألف من الأبطال، وقد نشر منذ أيام عن مصدر من الجيش الصهيوني أن آلافا من المجاهدين قد انضموا إلى كتائب القسام.
تتكامل كل يوم المقاومة في كل قطعة من أرض فلسطين، وتتزايد أعداد قتلى الجيش الصهيوني، وقد أعلن منذ يومين أن عدد قتلاه في شمال القطاع منذ بدء عمليته في جباليا وصل إلى 38 ضابطا وجنديا، ونعلم جميعا أن هذا الكيان وكل قادته كاذبون بل إن الكذب من صنعه ويحييه.
يقول أبو عبيدة “إن بطولات المجاهدين وأداءهم الميداني يعد نموذجا ملهما لكل الأحرار في العالم، وإن العدو الصهيوني يخفي خسائره وحالة جنوده المزرية”، وذلك في محاولة لصنع نصر على المقاومة الفلسطينية في غزة.
هذا الكيان بكل من خلفه في أمريكا وأوروبا وبعض العرب عاجز عن كسر جباليا الصغيرة جدا في الحجم، ويحاول تصدير نصر على المقاومة في غزة ويعجز عن صنعه؛ فالله حارس لأرض فلسطين المقدسة، ورغم كل ما حدث في الشهر الماضي من سكون جبهات المقاومة في لبنان والعراق بفعل فاعل فإن النصر قادم من جباليا وبيت لاهيا، وشمال القطاع وجنوبه ووسطه، وحمى الله جبهة اليمن من الخيانة والخونة لتستمر في دعم غزة المنتصرة رغم أنف الصهاينة ومن يدعمهم من أمريكا وأوروبا والعرب، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.