يا قضاة الجنائية الدولية: لا يستويان!

يا قاضي المحكمة لا يجوز
يا مدعي المحكمة الدولية لا يستويان
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمصطفى محمد.. الذي قال: لا للمثلية
ثمن السلام.. درس السادات لم يتعلمه أبو مازن
كشمير.. جرح مفتوح في جنوب آسيا
لا يستوي الغاصب للأوطان بصاحب الوطن
لا يستوي المحتل الغاصب بالمقاوم
لا يستوي الجاني بالمجني عليه
ولا صاحب الحق بسارق الحقوق والأوطان.
يا أيها العالم وميزانه المختل لا مجال للمساواة بين القاتل والمقتول> أدرك أن الضغوط كانت كبيرة، ولا تزال التهديدات تهبط على رؤوسكم من داخل الكيان وإعلامه، ورعاته في الولايات المتحدة، من الرئيس الأمريكي، ونواب الكونغرس الأمريكي ورئيسه، ولكن رغم كل هذا ورغم الثورة الصهيونية عليكم، لكن ما كان يجب أن تخضعوا للمساومة فتضعون قادة المقاومة ومكافحة الاحتلال مع قادة الإجرام الصهيوني!
ما كان لكم أن تضعوا من يدافع عن أرضه: يحيى السنوار، محمد الضيف، إسماعيل هنية، المقاومون وآباء الشهداء، ورفاقهم في كفة ميزان واحدة مع القتلة، مجرمي الحرب، قتلة الأطفال، والنساء، والعجائر في كفة واحدة، وإلا يصبح ميزان العدل يحتاج إلى عدل.
ثورة في الكيان
ما إن خرج المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يعلن عزمه التقدم بمذكرة لإصدار قرار من المحكمة باعتقال نتنياهو رئيس ورزاء الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل لفلسطين، مع وزير حربه غالانت حتى قامت القيامة داخل الكيان، حتى اتهم نتنياهو المحكمة الدولية بمعاداة السامية، وأعلن أن كيانه لا يعترف بهذه المحكمة ولا يخضع لطلباتها ولا أحكامها.
سار على نهج نتنياهو الوزراء في حكومة الكيان الصهيوني، ووزير حربه. الجميع ثار ثورة عارمة، لأول مرة في تاريخ الكيان يتعرض قادته أصحاب الأيادي الدموية، الذين لا يتوقفون عن الجرائم الكبرى والمجازر لهذا الموقف، لأول مرة يُدان قادة الاحتلال والكيان الغاصب من قبل محكمة دولية، ويصبح قادته عرضة للقبض عليهم ومحاكمتهم كمجرمي حرب حال خروجهم من الأرض المحتلة.
لم تتوان الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها جو بايدن في الدفاع عن نتنياهو ووزير دفاعه اللذين طلب المدعي العام للمحكمة الدولية كريم خان في مذكرته توقيفهما للمحاكمة، وكرر بايدن مقولته بشأن الدفاع عن إسرائيل وأمنها، ورفض محاكمة قادة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الدولية.
ولا تزال أمريكا تهدد
هاج أعضاء الكونغرس الأمريكي، جمهوريون وديمقراطيون على المحكمة وقضاتها، وهدد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي بفرض عقوبات على المحكمة الدولية.
لم تتوقع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني صدور مثل هذه المذكرة ضد مجرمي الحرب من قادة الكيان الصهيوني، ورغم أن المدعي العام طلب فقط بتوقيف رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ولم يطلب محاكمة أو توقيف باقي القتلة من قادة الكيان.
إن الثورة الأمريكية وقيامة إسرائيل تجيء لتقطع الطريق على المذكرة التي تحتاج إلى موافقة قضاة المحكمة بالأغلبية، لكن المدعي العام رفض التهديدات الإسرائيلية الأمريكية، وقال في مقابلة تليفزيونية إنه يرفض هذه التهدايدات، وإنها لن تؤثر في قرار المحكمة، ولن تجعلهم يتراجعون عن محاكمة قادة الكيان الصهيوني.
كان أغرب ما قيل في إسرائيل إن الحل لوقف هذه المذكرة والمحاكمة -إن تمت- هو احتلال غزة! وهل يتم احتلال غزة الآن بمجرد صدور قرار التوقيف لنتنياهو وغالانت؟ ألم يحاول الكيان منذ ثمانية أشهر احتلال غزة، ألم يستمروا على مدار تلك الشهور في مجازرهم وحتى اللحظة؟
زيف رواية الصهاينة
لكنهم فشلوا ويفشلون كل يوم في إقامة أي استقرار على أرض غزة الأبية، يتكبدون كل يوم خسائر كبيرة في الجنود والمعدات، حتى يظن أن من يتابع بطولة أبناء غزة والمقاومين أنه اليوم الأول للمقاومة، وقد اعترف أحد العسكريين السابقين أن كل وحدات المقاومة الـ 24 ما زالت تحتفظ بكامل قوتها للآن.
لعل مذكرة طلب التوقيف كشفت للعالم زيف هذا الكيان وزيف شعارات الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان من المضحك أن يتحدث رئيس وزراء عصابة الكيان الصهيوني عن شرف جيش الدفاع وعن دفاعه عن الحق الصهيوني، أي حق يتحدث عنه هذا النتنياهو. هل هو حق اغتصاب الحقوق، والأوطان، وقتل الأطفال وحرمانهم من الطعام والشراب، أم حق تدمير المساجد والكنائس، وحق حرق الأخضر واليابس بالقنابل الإمريكية، وتدمير المدراس والجامعات والمستشفيات؟
إن دفاع نتنياهو أمام جمهوره وأعضاء حكومته هو بحق نموذج لوقاحة يتمتع بها كل المجرمون عبر التاريخ.
لماذا نغضب؟
رغم كل هذه الثورة الصهيونية الأمريكية على مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية، فإن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي من حقه أن يغضب، نعم من حق أصحاب الأرض والحقوق أن يغضبوا حين تضع المحكمة الدولية قادة المقاومة والنضال ضد الاحتلال في كفة واحدة مع قادة الإجرام والقتل، فلسطين أرض محتلة والمقاومة الفلسطينية هي حركة مقاومة للاحتلال فلا يجب أن يوضع القادة: يحيى السنوار، محمد الضيف، وإسماعيل هنية في كفة واحدة، ونفس الميزان مع قادة الاحتلال.
ميثاق الأمم المتحدة ودساتير الدول يعطي للشعوب حق مقاومة الاحتلال، وتحرير أراضيهم، فلماذا تضع المحكمة الدولية والمدعي العام المقاومة والنضال مع الاحتلال والمغتصب في ميزان واحد؟
هل قدمت الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني ما يقول إن قادة المقاومة قد أجرموا، أو قاموا بمذابح ضد جنود الكيان المحتل المغتصب؟ هل قام يحيى السنوار وهنية، والضيف باحتلال أرضي الغير، وذبح أهلها، وتدمير بنيتها التحتية وحرمان أبنائها من المياه والغذاء والدواء؟
هل دخلت المقاومة الفلسطينية واحتلت شعبا وحرمته من منازلهم وجعلتهم لاجئين في كل أنحاء العالم؟ هل شاهدنا مخيمات للاجئين من مستوطني الكيان المحتل في أي أرض من العالم؟
هل رأيتم المحتلين وهم ينزحون من مكان لمكان؟ رغم أن نزوحهم واقتلاعهم من أرض فلسطين هو حق على كل مقاوم، وعربي ومسلم.
لا لم يحدث، وما هنية والسنوار والضيف إلا جنود في جيش الحق الفلسطيني العربي الإسلامي في فلسطين، لا يبتغون سوى نصر أو استشهاد، وهو قادم بإذن الله.