تصدع “تكوين”.. يوسف زيدان يهرب إلى الخلف وناعوت تصرخ: أين أشيائي؟!

“أين أشيائي؟”.. كانت هذه جملة يردّدها “فتى النينجا” كلما التقى “حزلقوم” الذي جسّد شخصيته الممثل أحمد مكي في فيلم “لا تراجع لا استسلام”؛ مما جعلها تعلق بآذان المشاهدين طوال 14 سنة، ويستخدمونها في التعليقات والتندّر.
وعلى غرار “فتى النينجا”، وبعد أن دبّ الخلاف بين مؤسسي مركز “تكوين” الذي أثار الجدل والتساؤلات منذ نشأته في مايو/أيار الماضي؛ جاء تساؤل المهندسة فاطمة ناعوت، وهي من مؤسسي هذا الكيان، فهاجمت مركز “تكوين”، وقالت: إنها شاركت ببرنامج في المؤسسة بعنوان “صورة وصوت مع فاطمة ناعوت” بحوالي 26 حلقة، ولم تعرض جميعها، وتساءلت مثل “فتى النينجا”: أين حلقاتي؟ وذلك على نمط أين أشيائي؟
استقالة يوسف زيدان
نحن لا نعرف على ماذا تتكلم، وعن ماذا تتحدث “ناعوت” التي تعرّف نفسها بأنها كاتبة وصحفية، التحقت بنقابة الصحفيين منذ 10 سنوات دون أن تمارس العمل الصحفي إطلاقا، ولكن كل ما نعرفه أن مركز “تكوين” الذي بدأ بزوبعة يكاد ينتهي أيضا بزوبعة، وبخلافات وأزمات بين المؤسسين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعام واحد يكفي لحسم مستقبل ترامب
اليسار العربي ليس يسارا ولا تقدميا
فائض تركي غير مسبوق في تجارتها مع العرب
فمِن قبلها بأيام، أعلن الدكتور يوسف زيدان، أحد مؤسسي “تكوين”، استقالته من المركز، وقال: إنه ليست له علاقة به بعد هذه الاستقالة؛ مما جعلنا نتساءل: هل بدأت الخلافات مبكرا بين أعضاء المركز؟
حيث هرب يوسف زيدان الذي يلقبونه بالمفكر والفيلسوف إلى اخلف بعد أن قدّم استقالته على صفحته، قائلا: “أُحيطكم علمًا بأنني بعد معاناةٍ وطول تفكير، قررتُ الخروج من مؤسسة “تكوين”، والاستقالة من مجلس أُمنائها، واجتناب أيّ أنشطة أو فعاليات ترتبط بها”، وعلل ذلك -كما أوضح على صفحته- بتخصيص كل وقته للكتابة، فهي فقط التي تدوم، وربما تثمر في الواقع العربي المعاصر الذي بلغ حدّا مريعا من التردِّي، على حدّ قوله.
وفي المقابل، خرجت مؤسسة تكوين ببيان لها لتشكر يوسف زيدان، وأعربت عن تفهمها واحترامها لقرار التنحي والاستقالة، واستمرارها في الارتقاء بوعي المواطن العربي، كما تقول.
تنويريّون.. ولكن!
والحقيقة أنه منذ نشأة هذا المركز هناك أسئلة متعددة مطروحة لم يستطع أي من مؤسسي المركز أن يجيب عنها بصراحة، ومنها -على سبيل المثال- الهدف غير المعلن لأصحاب هذا المركز، ومَن يموله، ولماذا ضم كل مَن هو ضد الدين الإسلامي، ويحارب تراثه العظيم، والسنّة النبوية، بهدف التجديد والتنوير -كما قالوا- وهم أبعد من ذلك بكثير؟
فغالبيتهم حولهم علامات استفهام في جميع تصريحاتهم التي تكون دائما مخالفة للشريعة الإسلامية، كما قال مثلا كبيرهم يوسف زيدان عندما أبَى إلا أن يتنطّع وهو يهنئ المسلمين بعيد الأضحى، ويقول: “عيدكم سعيد.. بصرف النظر عن دقّة المواعيد، وعن أن الحجَّ {أشهرٌ معلوماتٌ}، وليس يومًا بعينه تحدِّده الدولةُ الأُموية”.
فهذا الكلام لا يرد عليه من شدة تهافته؛ ولكنه التنطع، وحبّ الظهور، وغالبيتهم لا يستطيع قراءة الفاتحة “أم الكتاب” قراءةً صحيحةً مثل طفل تعلمها في الكتّاب، أو الأزهر.
أين دور “تكوين” من مشكلة القِسّ؟
وكما يقول المَثل المصري “الخطاب يظهر من عنوانه”؛ فإن زيدان قبل هروبه إلى الخلف والاستقالة من مركز “تكوين”، قال: “إنه باختصار.. الشعوبُ التي تُسلِّم قِيَادها وعقولها لرجال دينها، تضيع”، بحسب تعبيره. وهكذا كشف الرجل عن هدف “تكوين” أنه جاء ضد الدين وعلمائه.
ولم نجد لمركز “تكوين” أي تصريح أو حتى تساؤل في مسألة إيقاف قِسّ عن العمل، وتوقيفه مدة عام في أحد الأديرة، ومنعه من التواصل مع الآخرين، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون توضيح الأسباب، أو سند قانوني، وذلك بعد عيد الأضحى المبارك وظهوره وهو يذبح عجلا لتوزيعه على الفقراء بمناسبة العيد، لتختفي دولة القانون والدولة المدنية التي ينادي بها المركز.
ولكن لو حدث ذلك في مشيخة الأزهر مثلا، وحكم على شيخ بعدم التحدث، والبقاء في أحد المساجد لا يبرحه، ولا يخاطب أحدا؛ لوجدنا يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وفاطمة ناعوت وإسلام البحيري يملؤون الدنيا رفضا وسبّا للأزهر والمؤسسة، ويتباكون على الدولة المدنية، ولكن يبدو أن مركز “تكوين” جاء للطعن في الدين الإسلامي فقط!
الطيور على أشكالها تقع
وقد أعرب زيدان عن اختلافه مع إبراهيم عيسى وإسلام البحيري من قبلُ في بعض الآراء؛ ولكن يبدو أن الخلاف الذي نشأ بين مؤسسي هذه المنظمة المشبوهة (تأسيسا، وتكوينا، وتمويلا) بسبب الأدوار فيما بين إبراهيم عيسى ويوسف زيدان، ومَن له الحق في التحدث باسم المركز، إضافة إلى الخلاف حول حجم كل واحد منهما في تصدّر المشهد الخاص بـ”تكوين”، وأيهما تكون له الأولوية والجدارة في تولي أموره.
ولأن الطيور على أشكالها تقع، فقد جمع “تكوين” بين رموز التهجم على الإسلام وتراثه وكتب الأحاديث الصحيحة، وتزعّمهم زيدان الذي تراجع مؤخرا عن الاستمرار في المركز، والكاتب إبراهيم عيسى، وإسلام البحيري -الذي لا أجد له تعريفًا!- وفاطمة ناعوت التي صرخت مؤخرا: أين حلقاتي؟
ونحن لا نعرف أين حلقاتها، ويظهر أن المشكلة ليست على الحلقات وأشيائها؛ ولكن كما يقول المقرّبون والعالمون ببواطن الأمور هي اختلافات مادية على آلاف الدولارات التي تصل إلى المركز، ومَن المسؤول عنها، وعن توزيع حصصها.
وهذا الخلاف حدث بين الكاتب إبراهيم عيسى، أحد مؤسسي المركز، ويوسف زيدان، ومَن له الأحقية في التوقيعات، وتسلّم هذه الدولارات.
وقد سألت نسمة السعيد -المذيعة في قناة بي بي سي عربي- يوسف زيدان عن تمويل المركز، فأجابها بأنه من “شخص يرفض الإفصاح عن اسمه”. وأعتقد أنه طالما أن الهدف من وجهة نظركم سليم، فلم لا يصرح الممول أو الممولون بذكر أسمائهم؟
وهل الدولة المصرية تعرف مصدر التمويل الذي دبّ حوله الخلاف حتى يستقيل زيدان، وتصرخ ناعوت: أين أشيائي؟!