رغم المجازر.. إسرائيل مفزوعة من الفلسطيني الوحيد والأخير!
لن تتوقف الحرب، ولن يهدأ الصراع، ولن يتحقق سلام، طالما التفوق إسرائيلي، والانقسام فلسطيني، والتخاذل عربي، والتشتت إسلامي، والصليبية أمريكية أوروبية، والحياد السلبي صيني روسي هندي أممي.
القتل هدف صهيوني، فالصهيونية نشأت واتسعت على قاعدة الدم والدمار للعدو الذي هو الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ في وطنه، وهو العربي ابن المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج، والتي هى قلب الشرق الأوسط والعالم، لكنه كما يواصل التفريط في فلسطين، فإنه يُبدد الموقع والموارد، ويقدمها مجاناً لمن يزعمون أنهم حلفاؤه، وهم أعداؤه، وهم بأمواله يدعمون الصهيوني العدو القاتل له.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsينتقمون لخسائر الحرب بالمذابح والاغتيال
عن الصواريخ الإيرانية وما بعدها
كلمات وقنابل: كيف تبرر وسائل الإعلام الغربية الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية؟!
لماذا القتل هو الهدف الأهم للصهيونية العنصرية ومن ورائها الصليبية الغربية الملتزمة بجعل إسرائيل متفوقة على كل ماهو فلسطيني وعربي؟.
وجود الفلسطيني متمسكاً بأرضه، ولو لشبر واحد فيها يعيش عليه يعني أن الحلم الصهيوني مُهدد، ولم يكتمل، ولم يُحكم سيطرته على مركز خريطته وحلمه وهى أرض فلسطين التي بنى خطة وجوده واغتصابه لها على أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
إذا بقى فلسطيني واحد وأخير، ولو واقفاً على أصبع قدم واحدة، داخل فلسطين، فهذا يعني أن إسرائيل ليست مستقرة في مكانها، ولا آمنة في مخدعها، ولا قادرة على إعلان النصر النهائي، وأن خريطة كيان الصهيونية المقاتلة من النيل إلى الفرات تستعصي على التطبيق.
هشاشة أسوار القلعة
الإسرائيلي يعتقد أنه يُحصّن الكيان “القلعة الذي يشيدها ويرفع أسوارها”، ويتمدد سياسياً ودبلوماسياً عبراتفياقات سلام وتطبيع علاقات، ويوسع تعاملاته الاقتصادية والتجارية العربية العلنية والسرية، ويتصور أن الفكرة الصهيونية بابتلاع فلسطين كلها ثم جوارها قد دانت له رغم المقاومة الفلسطينية التاريخية الموجعة له، لكنه يستيقظ في السابع من أكتوبر على أخطر صدمة يتعرض لها منذ تأسيس كيانه قبل 76 عاماً، حيث تنكشفت هشاشة أسوار قلعته، ويكتشف مجدداً أن الأرض لها شعب، وأن هذا الشعب مزروع في الأرض، وأن جذور هذا الشعب تمتد في أعماق هذه الأرض، وأن هذا الشعب جسور لا يخشى الموت بكرامة وعزة.
جاء الصهيوني إلى فلسطين تحت جنح الظلام، وفي حماية المحتل البريطاني، وفي ظل انهيار دولة بني عثمان، وهامشية الممالك العربية، جاء وفي طيات ملابسه بندقية هارباً من محارق النازية ليقيم محارق للفلسطيني والعربي والمسلم الذي لم يعاديه يوماً، بل كان يؤويه ويوفر له العيش والأمان، جاء وعقله قنبلة متفجرة، وقلبه حريق مشتعل، لهذا كما هو يُدمر، فإنه يتدّمر كذلك ويكتب نهايته تدريجياً عكس ما هو ظاهر من قوة له على مسرح الحرب والسياسة والمساندة الغربية.
الفشل أمام المقاومة
الصهيوني يفشل أمام حماس والمقاومة فيقتل المدنيين؛ أطفالاً ونساء وشيوخاً، ويعجز عن إسكات إطلاق صواريخ المقاومة فيزيل كل ما فوق الأرض من مبان ومعان وقوانين ومواثيق وإنسانية وأخلاق وأعراف، وهو بطبعه وتركيبته، وتكوين كيانه، لص كبير، وبلطجي رزيل، ومارق شهير.
يحلم قادة الإرهاب الصهيوني بألا توجد غزة، إما بتسويتها بالأرض، وتهجير سكانها جميعاً، أو أن يبتلعها البحر، وطالما أن غرقها مستبعد، فإنهم يُطبقون الأولى، لهذا فالقتل لا يتوقف، ولن يتوقف حتى لو تقرر وقف إطلاق النار، إذ سيعودون، بسبب وبدون سبب، لسعار الدم.
قبل 7 أكتوبر لم يتوقف القتل، هناك خمس حروب شنها المحتل على غزة خلال 16 سنة، وبين كل عدوان وآخر كان يقتل، هو متوغل في المجازر طوال قرن من الزمان منذ بدأ اليهودي المغتصب القادم من الشتات مدفوعاً بالتحريض الصهيوني وأفكار الكراهية والعنصرية في إطلاق الرصاصة الأولى على الفلسطيني والعربي المسالم.
كلهم نتنياهو
ليس الهدف الأهم للمجزرة المتواصلة أن يبقى نتنياهو في السلطة متفادياً المحاسبة والمحاكمة، فلو غادر اليوم رئاسة الحكومة لأي سبب، فإن من سيخلفه سيواصل سياسة القتل الممنهج لاستئصال كل ماهو فلسطيني من غزة، وماتبقى في الضفة.
الصهيوني مهووس بألا يوجد في فلسطين أي فلسطيني لهذا يحول حياته إلى جحيم إذا لم تتوفر له ذريعة، ولو واهية، لشن عدوان وحشي.
ولذلك هو في غزة يُبيد كل أشكال الحياة ليجعلها هى والموت سواء عند أهلها الصامدين، وبالتالي نحن أمام شراهة تتفوق على شراهة التتار قديماً، وكل الغزاة المتوحشين، في سحق كل أوجه ومعاني الحياة.
هم ليسوا دعاة سلام، إنما السلام عندهم خداع لتحييد العرب أكثر مما هم محايدون، وجعلهم سلبيين أكثر مما هم سلبيون، ليظل منفرداً بالفلسطيني سبب أرق وألم وقلق وخوف ورعب الصهيوني من اهتزاز الأرض المغتضبة من تحته لأن وجود الفلسطيني يُذّكره دائماً بألا وجود دائما لهذا الغريب القادم من الشتات بتواطؤ ودعم غربي في هذه القطعة من الأرض العربية التي يتخاذل العرب عن القيام بواجبهم تجاهها عندما لا يغيثون الشقيق المدافع الوحيد اليوم عما بقي من الشرف والنخوة والكرامة لأمة العرب.
الرحيل العكسي
إذا كان هناك من يدعم هذا الكيان اللقيط وهو يرتكب المجازر كما يشاء، ويحميه من المحاسبة، فيدوس بأحذيته على القوانين والمحاكم والقرارات الدولية، فللأسف يأتيه دعم آخر من سلطة فلسطينية عاجزة عن الفعل، واتخاذ موقف عزيز لحماية شعبها، فالتاريخ لن يرحمها وهى متهمة بالعجز والانكفاء.
الصهيوني متفوق ويقتل، لكنه ليس قوياً على الحقيقة، فقد حكم على نفسه بالفزع الدائم، والرحيل العكسي منذ تسلل لهذه الأرض ووضع يده على الزناد واحتكم فقط لعقيدة القتل، أما لوكان حمل غصن زيتون، وأعلن التعايش بسلام، لكان له مكان، إنما اليوم، لا مكان ولا قبول لهذا السرطان الفتاك.