العالم على صفيح ساخن
وضع رئيس وزراء عصابة الكيان الصهيوني نتنياهو العالم على حافة الاشتعال بهاتين الجريمتين اللتين ارتكبهما في الضاحية الجنوبية في بيروت (اغتيال الرجل الثاني والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر)، ثم تلك الجريمة الكبرى في قلب طهران باستهداف القائد الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
الشهيد القائد إسماعيل هنية كان المسؤول السياسي عن عمليات التفاوض مع الكيان المحتل، وكأن رئيس الوزراء الصهيوني بهذه العملية يعلن انتهاء أي محاولات للتفاوض على نهاية الحرب على غزة أو وسائل الوصول لأي اتفاق ويحاول جر العالم لحرب شاملة تنقذ مستقبله السياسي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحلم شباب إفريقيا على طريقة “القط الصيني”!
«بهاء طاهر».. أن تنتمي إلى الحرية
الجازي وعبقرية الموت والرأي العام: التغيير قادم!!
البحث عن مخرج لنتنياهو
لقد غرق الجيش الصهيوني في غزة الصامدة أمام أحد أقوى جيوش العالم، ويسانده في حربه أقوى جيوش العالم (الأمريكي والبريطاني والفرنسي) إضافة إلى مساعدات من أغلب دول العالم الأوروبي. غرق الجيش الصهيوني بصمود أبطال المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية أكثر من عشر شهور لم تصمدها دول كبرى في بعض المعارك.
كانت وما زالت غزة هي الحفرة التي دخلها نتنياهو ويحاول بكل الطرق أن يخرج منها، ولا سبيل أمام المجرم الصهيوني سوى جر العالم إلى معركة شاملة وكبرى، يحاول فيها أن يجر إيران إليها، وبهاتين العمليتين في بيروت وطهران وضع العالم كله في حالة ترقب لما سيحدث ردا على فعلته الشنعاء، ووضعت إيران في مأزق لا خروج منه سوى بالرد، والرد القاسي.
وضع إيران لا يسمح هذه المرة لا بتأجيل الرد، ولا بالرد البسيط السهل، إذ وجه الكيان الصهيوني في الأولى ضربة قاسية للحزب الذي يعتبر الحليف الرئيسي لإيران، وفي الثانية اخترق السيادة الإيرانية واغتال ضيفا كبيرا. ومنذ استشهاد أبو العبد إسماعيل هنية القائد الكبير في الأمة العربية والإسلامية لم يعد في مقدور إيران التملص من الثأر له.
الرد الإيراني قادم أم مؤجل
عقب اغتيال شكر وهنية صدرت من طهران تصريحات نارية، ووعود بالرد القاسي من كل القيادات الإيرانية: المرشد الأعلى، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، ورئيس الجمهورية الذي اغتيل ضيفه في يوم تنصيبه.
الولايات المتحدة تحاول بكل الطرق الضغط على الجمهورية الإسلامية من أجل أن يأتي الرد بسيطا، وألا تتوسع في ضربتها بما يؤدي إلى قيام حرب شاملة، وهددت الولايات المتحدة كالعادة بالدفاع عن الولاية الـ 53 المزروعة في الأرض العربية! بل وحركت أسطولها البحري، وتحدثت مع حلفائها في الشرق والدول العربية للضغط على إيران من أجل رد مخفف.
التهديدات الإيرانية برد قاسٍ كانت محور كل الأخبار التي خرجت منها، بل وصل الأمر إلى تهديد أي دولة من دول الجوار العربية بتوجيه ضربات لها إذا تعرضت للهجوم الإيراني المحتمل، ومنذ أكثر من 96 ساعة والعالم ينتظر الرد الإيراني وشهد أول أمس خسائر اقتصادية كبرى كبدت البورصة في الولايات المتحدة، واليابان خسائر فادحة، حتى قيل أن انتظار الرد الإيراني وما سببه من خسائر للعالم قد يكون أقوى من الرد ذاته.
العالم كله أصبح على صفيح ساخن أو على حافة الهاوية كما يقال، فإذا جاء رد إيران كما تصريحات قادته فإننا أمام احتمالية اندلاع حرب شاملة قد تصل إلى حرب عالمية كبرى. قادة عسكريون من روسيا حليف إيران موجودون في طهران بينما موسكو تزود إيران بكافة أنواع الأسلحة. وفي المقابل موافقات على أسلحة وقنابل من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، وقادة أمريكيون في تل أبيب، والعالم كله عيونه على الشاشات.
على حافة الهاوية
أكتب هذا المقال فجر الثلاثاء وعيوني على شاشة الأخبار، فالولايات المتحدة وكثير من المحللين العسكريين توقعوا يوم الاثنين أو فجر الثلاثاء موعدا للرد الإيراني الذي لا تستطيع طهران منه. فأي تراخٍ أو تساهل في الرد قد يسبب خسارة استراتيجية كبيرة لإيران، وربما تفقد مكانتها كقوة ردع في المنطقة.
توسعت الاحتمالات إلى توقع ضربات قاسية داخل فلسطين المحتلة من إيران، وجنوب لبنان، واليمن، والعراق، وسوريا. كل هذه الجهات محتمل أن تشارك مع إيران في الرد على الجرائم المتتالية للكيان الصهيوني الذي أشارت إليه أصابع الاتهام كثيرا في مقتل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. وكذلك ما حدث في القنصلية الإيرانية في المزة بسوريا، واغتيال عدد من قيادات الحرس الثوري، إضافة إلى عمليات اغتيال سابقة كان أبرزها قائد فيلق القدس في لبنان قاسم سليماني، كل هذا إضافة إلى المذابح والجرائم على مدار الساعة في غزة والضفة الغربية المحتلة.
مضى عصر الثلاثاء ولا يزال العالم يقف على أطراف أصابعه يترقب ماذا تفعل إيران ردا على انتهاك سيادتها. هل الوقت الحالي مناسب للرد الإيراني؟ أي في ظل هذا التوتر الكبير الذي يسود العالم في تلك اللحظة. أرى أن الرد سيتأخر قليلا، ربما لحظة استرخاء يظن بعدها الجميع أن إيران سترد ردودا شبيهه بما سبق، ويتأخر الرد كثيرا ثم يصبح أداء واجب.
ظني أن هذه المرة لن يكون هكذا، لن يتأخر رد إيران كثيرا، ولن يكون باهتا، إلا إذا تدخلت الدبلوماسية العالمية، وكان خروج الجيش الصهيوني من غزة مقابل عدم توسيع الحرب. في تلك الحالة سيظل رئيس العصابة الصهيوني نتنياهو في حفرته كما قالت كامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي والمرشحة للرئاسة في الانتخابات القادمة، ويخرج نتنياهو من رئاسة الوزراء إلى بيته، الاحتمال الذي أميل إلى توقعه أن الرد الإيراني سيكون الرد فجر الجمعة القادم.