إذا ضعفت معنوياتك وتراجعت نجاحاتك.. فإليك الحل

عندئذ فقط لا يحتاج إلى مكبر صوت ليعلن للجميع أنه بحالة معنوية جيدة (باستخدام الذكاء الاصطناعي)

قال نابليون “الحرب تتطلب من القوة المعنوية ثلاثة أضعاف القوة المادية”، وهو ما نحتاج إليه للنجاح في كل تفاصيل الحياة..

فالقوة المعنوية “تجدد” العزيمة وتضاعف الرغبة في التصدي للمنغصات والتعامل بإيجابية مع العقبات التي “تقتحمنا” أحيانًا.

لا يشفى المريض بالعلاج فقط بل بالمعنويات المرتفعة أيضًا، وصدق القائل:

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء

إنما الميت من عاش كئيبًا

كاسفًا باله قليل الرجاء

عجز وتراجع

لا أحد معنوياته رائعة وجيدة دائمًا، ولا أحد يستطيع “حماية” نفسه من الهجوم المفاجئ “والغادر” أحيانًا من المعنويات السيئة، وكذلك لا أحد يحمي نفسه من التعرض للأمراض، ونستطيع بفضل الرحمن المسارعة بالعلاج فور اكتشافنا للمرض “وتحسين” المناعة، ومنع المضاعفات بأنواعها.

وأخطرها النفسية كزرع الشعور “بالعجز” النفسي وتراجع العزيمة “وضمور” تدريجي للرغبة في الشفاء، وبذل الجهد الضروري للفوز به ورؤيته “عبثًا” وتعبًا منهكًا، “واستسهال” الانكسار وأحيانًا رؤيته “الخلاص” من جهد المعافرة.

مثل إنسان وقع في حفرة وتعب من محاولة الخروج منها، “فأقنع” نفسه بأنها أفضل مكان ليقضي بها بقية عمره، وأن ما بخارجها ليس جذابًا ليستجمع قواه ويستعين بالرحمن “ويقفز” بعيدًا عنها، ولو بعد  “عشرات” المحاولات.

وبعد كل محاولة فاشلة يربت على نفسه “ويحتضن” نفسه بحب واحترام، ويقول بيقين “لا بأس سأنجح في المرة القادمة، أنا أحب نفسي وأحترمها كثيرًا، وسأكافئها في كل محاولة، ولا أحتاج إلى العون الخارجي، فما أكثر الغارقين في الحفر”، وكما قيل “استعانة الإنسان بإنسان كاستعانة المسجون بمسجون”.

عثرات وأشواك

تأتي القوة الحقيقية من الداخل بعد التشبث “بقوة” بطلب العون من الرحمن وحده، وتذكّر أن الأمم لن تنهض أبدًا بمساعدات خارجية، بل باستنهاض أسباب القوى “الداخلية” بتدرج وبحكمة وبصبر “ومنع” بعثرة الجهود وتشتتهها بالخضوع لإلهاء الخارج أو الداخل، أو بالمقارنة مع نجاحات الآخرين، وتناسي فشلهم وعثراتهم “والتركيز” على فشلنا وتجاهل نجاحاتنا.

وعدم السماح للنفس بالفرح بها ومنع “احتضانها” بحب وتقدير لها، لتكون “البذور” التي تصنع المزيد والمزيد، ورفض جعلها مجرد ذكريات لنجاح مضى “وانتهى”، وأصبح تذكّره ألمًا يوجع صاحبه ويذكّره بهزائم الحاضر وباليأس من المستقبل وبضمور معنوياته، حتى تتحول إلى أشواك “تنخر” عمره وعقله وقلبه “وتحرمه” من مباهج الحياة.

ويتعامل مع كل يوم “كعبء” يريد الخلاص منه وليس كفرصة “لن” تتكرر، ويجب عليه الفرح بها “واحترامها” والامتننان لكونه ما زال على قيد الحياة “ويستطيع” “إزاحة” ما يكره ووضع مكانه ما يحب “بتدرج” وبلطف وبرضا وسرور داخلي.

وعندئذ “فقط” لن يحتاج إلى مكبرات صوت ليعلن للجميع أنه بحالة معنوية جيدة، ولن يحتاج إلى دعم خارجي أو لمن “يصفق” له ويخبره بأنه رائع وقوي وناجح ويسيطر على ضعف معنوياته، وستزيد مساحة “البراح” بداخله وتغنيه عن كل ذلك ويصبح أقوى، فلا يحتاج إلى قبلة الحياة من خارجه، فكثيرًا لا تأتي أو تأتي “بشروط”، فيخضع نفسيًّا دون أن يدري لمن يقدمها له، وينسب إليه الفضل “الأكبر” في أي تقدم  يحرزه.

ويكون كمن يستطيع القفز والجري ويجلس على الأرض، وينتظر من يأخذ بيديه ليمشي بضع خطوات، ويتنفس الامتنان له، ويضاعف من زراعة “تراجع” المعنويات داخله “وجوهرها” الشعور بالاعتماد على النفس في السراء والضراء، بعد اللجوء إلى الخالق عز وجل.

فيتامينات نفسية

يضعف معنوياته بيديه من يسارع بالبحث عن العون الخارجي عند أي مشكلة، ويضعف قوته النفسية بيديه، فالنفس كالجسد تحتاج إلى تقوية بمنع أسباب الضعف والترهل النفسي ما استطعنا، “وحرمانها” من الإقامة بأعمارنا وتناول “فيتامينات” نفسية.

كتذكير النفس بما انتصرنا عليه سابقًا، وبما نصحنا به الغير وفاز به، وبأننا سنتحسن بعون الرحمن،  مع “الرفق” بالنفس عند التراجع ومنع الكلمات المسمومة التي نقولها أحيانًا لأنفسنا بلا رحمة، ونقلل بها من إنجازاتنا ومزايانا، ونضاعف التركيز على إخفاقاتنا وعيوبنا فنضعف معنوياتنا، “ونجهض” محاولاتنا لإنقاذها بأيدينا.

نرفض التسامح مع التراجع من سيطرة انخفاض المعنويات علينا، وندعو إلى الحزم لمنع ذلك وليس إلى القسوة مع النفس، فالأول يفيد، والثانية تنهك نفسيًّا وعقليًّا.

تمثيل المعنويات الجيدة أمام الناس سلاح ذو حدين، فينقذنا من تعليقات الناس المحبطة ومن الاستماع “لسموم” التجارب التي تبث الانهزام داخلنا، ويجعلنا نشعر ببعض من “الانتعاش” النفسي نحتاج إليه بشدة وكأننا كالذي يعاني الاختناق، وفجأة تحيط به نسمات لطيفة ذات روائح جميلة “تربت” على أوجاعه، وتمنحه راحة يحتاج إليها وبعضًا من الأمل يعيد فيه الرغبة بالتشبث بالحياة.

وهي سلاح ضار إذا جعلناه “وسيلة” للفوز بإعجاب الناس بنا أو لإغاظة البعض أو إثبات أننا لم ننكسر، فلا يكون الهدف تقوية النفس.

فالأول يحاصر الضعف المعنوي ويهدف إلى القضاء عليه “وزراعة” القوة ولو بعد حين، والثاني يعززه ويضاعفه.

أكبر عدو

لرفع المعنويات عند الأزمات أو التعرض لما نكره فلنتذكر أنها ستمر، وحتى مع وجود بعض الخسائر المادية أو الصحية، فلا تضاعفها بالانكسار النفسي، ولنحاصرها ولو “بتمثيل” المعنويات الجيدة مع النفس، وليس أمام الناس فقط، ولنتعلم من الفلاح الذي يبذل الجهد المتواصل، وعندما لا يأتي الحصاد بما ينتظر، يسارع بالاستعداد للموسم الجديد، ولا يسمح بضياع وقت الزرع أبدًا.

عند تراجع المعنويات، لا تنتظر تحقيق هدف كبير أو حلم رائع لتفرح أو لتتصالح مع نفسك وربما مع الحياة، فهذا أكبر عدو للمعنويات الجيدة، واحتفل بأي إنجاز بسيط تفعله ولو كان الذهاب إلى العمل رغم ضيقك وأداء المطلوب منك، ولا تكتف به واجعله بداية “مبشرة” وعلامة لنهوضك من تراجع المعنويات، ووقودًا للأفضل بمشيئة الرحمن، وتجنب من يقللون ثقتك بنفسك ويحبطونك ولا تجادلهم، فسيجذبونك إلى القاع.

ولنتنفس قول شمس التبريزي “ومن يكن مصباحه داخله لا يخشى الظلام”.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان