الصراع يتطور لكن من يتوقع المفاجآت القادمة؟!
أهم نتيجة يمكن أن يتوصل لها من يتابع الأحداث أن الصراع يتطور بسرعة أكبر مما يتوقعه السياسيون، الذين أصبح خيالهم عاجزا عن التخطيط لمواجهة المفاجآت التي يمكن أن تشهدها السنوات القادمة.
وهناك الكثير من الوسائل والأساليب الجديدة التي أصبحت تستخدمها الأطراف المختلفة، ويمكن أن تحمل الكثير من الكوارث، وتزيد النار اشتعالا في منطقة أصبحت قابلة للانفجار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعام من البلطجة الإسرائيلية.. وماذا بعد؟
ما بين الاقتصاد اللبناني والإسرائيلي!
إيران تودع الصبر الاستراتيجي!
من أهم الوسائل تلك التي استخدمتها اسرائيل في تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله، وأدت إلى إصابة أكثر من ثلاثة آلاف، ومن المؤكد أن هناك أجهزة مخابرات شاركت في هذه العملية التي يري آموس هاريل- في مقاله بجريدة هآرتس – أنها تشكل هزيمة لحزب الله، لكنها لا تحقق نصرا لإسرائيل، وأنها وضعت اسرائيل وحزب الله أمام مواجهة لا يستطيع أحد أن يتوقع نتائجها.
السلام أصبح مستحيلا!
من أهم النتائج التي تكشفها قراءة الأحداث أن السلام أصبح مستحيلا؛ حيث يقول الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي: لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة منذ زمن، فليس هناك امكانية لإقامة دولة فلسطينية؛ فإسرائيل تخطط لضم الضفة الغربية بعد أن بلغ عدد المستوطنين فيها 700 ألف.
يضيف ليفي: نحن نواجه لحظة عجز، فليس هناك أمل للفلسطينيين الذين فقدوا كل حقوقهم، ويتعرضون للظلم والقهر، والجيش الاسرائيلي يرتكب جرائم حرب بشكل منتظم في الأراضي المحتلة منذ 55 عاما، وليس فقط خلال الحرب؛ فكيف يمكن أن يتحقق سلام والإسرائيليون لا يشاهدون الجرائم التي يرتكبها جيشهم؟!
لأن الرقابة العسكرية تمنع وسائل الإعلام من نشر مشاهد الدمار والقتل والمذابح!
ويصف ليفي دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تعيش على الدماء، ويتساءل كيف يمكن أن يعيش الاسرائيليون في هذه الدولة.
يرتكب جرائم حرب!
إن الصراع لم يبدأ منذ العام الماضي، كما تحاول الدعاية الاسرائيلية أن تضلل الجماهير بإلقاء اللوم على حماس بسبب أحداث 7 اكتوبر، لكن الصراع يقوم على تاريخ دموي؛ حيث احتل الجيش الإسرائيلي أرض الفلسطينيين، وطردهم من منازلهم.
ويفسر جدعون ليفي ذلك بأن العقلية الاسرائيلية تقوم على سفك الدماء، لذلك تؤيد الأغلبية في إسرائيل شن العدوان علي الفلسطينيين وارتكاب المذابح ضدهم، لكن هذه الحرب لن تحقق أهدافها لأنها غير قابلة للتحقيق، والكثير في إسرائيل بدؤوا يدركون أن الحرب لن تحقق شيئا سوي المزيد من القتل والدمار.. فلماذا تستمر ؟!! ويجب أن تتوقف هذه الحرب اليوم وليس غدا.
يضيف ليفي: أن على الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم: هل يرتكب جيشهم جرائم حرب في غزة ؟
والإجابة تكشفها الحقائق؛ إذ تم قتل 35 ألفا (الرقم طبقا لصحة غزة أكثر من 41 ألفا) منهم 13 ألفا من الأطفال و400 من الطواقم الطبية، بينما اختفي 10 آلاف، وتم تدمير 70% من البيوت.. إنها أكبر كارثة ترتكبها إسرائيل، والوسيلة الوحيدة لمواجهتها أن تدفع اسرائيل الثمن، ويتم تقديم قادة الجيش للعدالة.
فوق القانون الدولي.. ولكن!
إن اسرائيل تنتهك القانون الدولي، والعالم يتعامل معها كدولة فوق القانون والأخلاق، لكن يري جدعون ليفي أنه حدث تغيير عالمي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أصبح الجيل الجديد في كل أنحاء العالم يرفض جرائم الحرب والمذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، حتى في الولايات المتحدة.
لقد أصبح العالم كله يرفض هذه الجرائم ولا يقبل استمرار هذه المذابح، لكن الدعاية الإسرائيلية واجهت كل من ينتقد إسرائيل باتهامه بالعداء للسامية، وأصبح هذا الاتهام يشكل انتهاكا لحريات الرأي والتعبير والإعلام، وجعل إسرائيل فوق القانون الدولي، فنقدها أصبح محرما، وأصبحت إسرائيل تسيطر على العالم.. كما أن هذا الاتهام بالعداء للسامية أصبح يؤدي إلى زيادة الكراهية، فالناس تشعر بأنه يشكل تقييدا لحريتها.
دولة فاشية وعنصرية!
إن صمت العالم عن الجرائم الإسرائيلية، وتقييد حرية من ينتقدها حولها إلى دولة فاشية، حيث أدى إلى زيادة استكبارها وغرورها واعتمادها على استخدام القوة الغاشمة.
يقول جدعون ليفي إن الحقيقة الواضحة الآن هي أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية، فنصف السكان وهم الفلسطينيون يعيشون تحت طغيان الاحتلال، ويعانون الظلم والقهر والحرمان من كل حقوقهم، وإسرائيل لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية ويهودية في الوقت نفسه.
كما أن إسرائيل أصبحت تعيش في حالة طوارئ يحكمها مجلس وزراء مصغر (كابنيت)، ويمنع الرقباء العسكريون نشر التقارير عن الحرب في وسائل الإعلام.
ويرى ليفي أن إسرائيل دولة عنصرية (أبارتايد)، وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكره، وكان يجب أن يمارس العالم الضغط عليها لإنهاء العنصرية، فإذا كان العالم رفض العنصرية في جنوب إفريقيا، فإنه يجب إنهاء العنصرية في إسرائيل، فلا يمكننا أن نعيش في دولة عنصرية إلى الأبد.
هل يمكن تحقيق التغيير؟!
إن دولة الاحتلال الإسرائيلي غير قابلة للتغيير – كما يرى ليفي – وأنها ستظل كما هي حتى لو تم تغيير النتن ياهو، فالمرشحون الآخرون غير مستعدين للتغيير خاصة في القضايا الأساسية مثل الاحتلال والتفرقة العنصرية..
لذلك سوف تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائمها ضد الإنسانية حتى تجر العالم إل حرب يمكن أن تدمر الحضارة الإنسانية، وتؤدي إلى هلاك الملايين من البشر، فالعقلية الإسرائيلية القائمة على سفك الدماء تندفع للتدمير والقتل، وتستخدم قوتها الغاشمة بغرور واستكبار علي البشر.