دانييلا فايس.. زعيمة الاستيطان والتطهير العرقي والترشيح لنوبل للسلام

تتباهى بإقامة المستوطنات، وتطالب بإخلاء غزة من أهلها، وتظهر دومًا بغطاء للرأس، وتتحدث بحدة وصرامة، وتُكثر من التهديد، وتبالغ في “إظهار الثقة بمعتقداتها”.
إنها دانييلا فايس التي رشحها للفوز بجائزة نوبل للسلام عاموس عزارايا وشالوم تساديك الأستاذان بالجامعة العبرية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsانسحاب الأهلي وعلاقته بإعلان أبو تريكة
الأديب التركي سزاني قراكوج: كيف نحقق البعث الإسلامي؟!
في ليلة القدر.. متى تعود الأمة ذات قدر؟
كتب عاموس كتابًا للأطفال يدعو إلى استيطان جنوب لبنان!
وسبب الترشيح التزامها الطويل بالاستيطان الذي “قلل العنف، وأنقذ أرواح اليهود والعرب، وحافظ على الاستقرار الإقليمي”!!
اعتداء وتخريب
قالت دانييلا “سنقيم مستوطنات في غزة، فالاستيطان اليهودي فيها ضرورة وليس حلًّا”.
دانييلا لديها ألقاب كثيرة، منها عرابة الاستيطان “أم فتيان التلال” المعروفة بجماعة “تدفيع الثمن” الداعمة للاستيطان، التي تشجع الاعتداء على الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم في الضفة الغربية وترهيبهم لتهجيرهم.
تقول دانييلا “يسألني زوجي: لماذا تتحدثين دائمًا لأطفالك وللجميع عن الصهيونية والتوطين؟”.
وترد “علينا بغسيل الأدمغة دومَا لتستمر الصهيونية، ولتحصل الأمة اليهودية على الأرض الموعودة من الكتاب المقدس من الفرات إلى النيل وأجزاء من لبنان وسوريا والعراق وإيران، وأقنعت الكثيرين بذلك، ولست متطرفة، فهذا هو النهج اليهودي”.
وطالبت بالإسراع إلى الاستيطان في غزة ولبنان وسوريا.
تطهير عرقي
دانييلا المرشحة لجائزة نوبل “للسلام”، أكدت تطلعها إلى الخير والسلام في البلاد والعالم بالاستيطان في أرض إسرائيل في جميع أجزائها!!
قالت عنها كلاريسا وارد في شبكة (CNN): إنها “الجدة” التي تريد إعادة الإسرائيليين إلى غزة بلا فلسطينيين، ويبدو الأمر كأنه تطهير عرقي.
وقالت دانييلا لـ”كلاريسا”: سجلوا، سجلوا، سنكون في غزة، وأنا مقتنعة تمامًا أن ذلك سيحدث في حياتي.
نظمت المرشحة لجائزة نوبل للسلام “رحلات بحرية” إلى شواطئ غزة “للاستمتاع” بمشاهدة قصفها وإبادتها وقتل أهلها، وصرحت بأن الوقت حان لتصبح غزة يهودية بالكامل.
وشجع بن غفير خطتها لتهجير الفلسطينيين من غزة، وقال إنها الحل “الأخلاقي” الوحيد!، وهو من “المستوطنين”، ويقود حملة بعنوان “المستوطنات تجلب الأمن”!
وعد الرب
فرضت كندا عقوبات على دانييلا بسبب العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية.
وبررت دانييلا مطالبتها بتهجير الفلسطينيين من غزة، ليتمكن المستوطنون في غلاف غزة من رؤية البحر كما “يتمنون”.
وأعلنت “يجب خلق مشكلة إنسانية، لإجبار مصر وتركيا وأوروبا على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين كما استوعبتهم من سوريا”.
وقالت لـ(BBC): وعد الرب “الأمة” اليهودية بـ3000 كيلومتر، أي ما يوازي حجم الصحراء الكبرى، فإسرائيل “التوراتية” تشمل سوريا والعراق وجزءًا من السعودية، وهذا مكان “مقدس” منحه الرب إلى الأمة اليهودية ويجب العودة إليه. ولديها قائمة بـ700 عائلة مستعدة للاستيطان فورًا في غزة.
وأصدقاؤها في تل أبيب يطالبون بأراضٍ في غزة، فالساحل جميل جدًّا والرمال ذهبية وجميلة! وأخبرتهم بأن “هذه الأراضي تم حجزها”!!
نقاط وردية
تترأس دانييلا منظمة “نحالا” التي أسستها عام 2005 مع الحاخام موشي لفيدجر لاستيطان الأراضي المتبقية من الضفة الغربية وغزة.
تساعد “نحالا” المستوطنين على إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية، ودانييلا جارة وحليفة لوزير المالية سموتريتش القائل “الشعب الفلسطيني غير موجود، والمجتمعات الفلسطينية يجب محوها”.
تتباهى دانييلا بخريطة للضفة الغربية تظهر بها نقاط وردية اللون، تشير إلى المستوطنات اليهودية وتنتشر على كل مكان في الخريطة، وتتجاهل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن هذه المستوطنات غير قانونية، وتعيش في مستوطنة “كيدوميم” في الضفة الغربية.
وتؤكد “لن يبقى عرب في غزة، سيبقى اليهود فقط، والعالم واسع، إفريقيا كبيرة، وكندا كبيرة، والعالم سيستوعب سكان غزة”.
وردًّا على اتهامها بالتطهير العرقي، قالت “تستطيع تسميته التطهير، ويمكنك تسميته فصلًا عنصريًّا، وأنا اخترت حماية دولة إسرائيل”.
ورثت الإجرام
تروّج دانييلا “للعودة” إلى غزة، وتناولت الكعك والفشار مع مستوطن في غرفة المعيشة في مستوطنة، وحملت خريطة “جديدة” لغزة تتضمن المستوطنات ومنشورات بعنوان “العودة إلى غزة”.
عندما سألها صحفي أمريكي “وماذا عن الناس الذين يعيشون هناك؟”.
تجاهلت قول جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي “غزة أكبر مقبرة مفتوحة في العالم”، وردَّت “لا داعي للتفكير في المكان الذي سنضع فيه المستوطنة، سنعود ونؤسس مستوطنة جديدة”.
دانييلا من مواليد 30 أغسطس 1945، وأبوها أمريكي وأمها بولندية، ووُلدت في بولندا، وهاجرا إلى فلسطين وهي في عامها الأول، وورثت الإجرام منهما، فقد شاركا في منظمة إرهابية.
وشاركت منذ شبابها في تأسيس مستوطنات يهودية في الضفة الغربية بعد استيلاء إسرائيل عليها بعد حرب 1967، وانتُخبت رئيسة لبلدية كيدوميم في عام 1996، وأعيد انتخابها في 2001 حتى 2007.
نهاية المتغطرسين
تصرح دانييلا بما يخفيه الكثيرون، فتقول “نريد إغلاق خيار الدولة الفلسطينية، والعالم يريد ترك الخيار مفتوحًا، إنه أمر بسيط للغاية لفهمه”.
أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن دانييلا دخلت بمساعدة قوات إسرائيلية إلى غزة أثناء الحرب، لمعرفة الخيارات “الممكنة” للاستيطان، وحدث ذلك في الأسبوع نفسه الذي قُتل فيه المؤرخ الإسرائيلي زئيف إرليخ بعد دخوله جنوب لبنان.
قالت دانييلا لهيئة البث إنها تتمسك بالوجود العسكري وإنشاء مستوطنات في غزة، وستعترف بها الحكومة في النهاية.
وسألوها “كيف سنُدخل قاعدة عسكرية لتوطين اليهود في غزة؟”.
فأجابت “هناك أفكار إبداعية متنوعة، نقوم بنصب خيمة، وإلى جانبها مبنى، وإلى جانبه مطبخ، وبجانبها يوجد أطفال، وهكذا. وعندما يمكننا دخول غزة سندخلها، وإذا دخل 300 شخص في وقت واحد فإن الجيش سيواجه صعوبة في طردهم”.
ونشرت صحيفة (هآرتس) صورًا لدانييلا أمام مقطورات مكتوب عليها “غزة لنا” و”المستوطنات = الأمن”.
تجاهلت دانييلا، مثل كل “المتغطرسين” ممن احتلوا بلاد الآخرين عبر التاريخ، أن الاحتلال لا يدوم مع رفض الشعب له “واستعداده” لدفع الأثمان لدحره، وهو ما تفعله غزة وفلسطين.