نتنياهو.. هل يتسبب بحرب أهلية في إسرائيل؟

مجموعة جي ستريت ترى أن نتنياهو يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر
نتنياهو (رويترز)

“بينما تواجه إسرائيل سبع جبهات خارجية، فإن الجبهة الداخلية هي الأكثر تهديدًا”، هذا ما كتبه يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل اليوم”، وأكد أنه “رغم نفي وزراء اقتراب الحرب الأهلية إلا أن أفعالهم وأقوالهم أطلقت شرارة هذه الحرب”.

ويصرح نتنياهو منذ يونيو 2024 باستحالة حدوث حرب أهلية في إسرائيل، ويجب منعها.

وفي يوليو 2024 كتبت صحيفة “معاريف”: نتنياهو قال بأننا على بعد خطوة واحدة من النصر الكامل، لكننا اكتشفنا أننا على بعد خطوة “واحدة” من الحرب الأهلية، فمقاطع “الفيديو” التي يظهر فيها مئات الإسرائيليين وهم يقتحمون بوابات القواعد العسكرية هي رمز “لتفككنا”.

من مظاهر التفكك تزعم بن غفير حملة لتسليح المستوطنين ورفض يهود الحريديم (المتدينين) التجنيد، ورفض جنود احتياط الاشتراك في الحرب وتضامن أسراهم معهم.

وتضاعفت المظاهرات الحاشدة لأهالي الأسرى تطالب بعودة ما تبقى منهم على قيد الحياة واستعادة الجثث لدفنها، ورفض إسرائيليون هذه المظاهرات وحدثت الاشتباكات العنيفة بينهم وتدخل الشرطة لفضها، فالأهالي يطالبون بسرعة عودة أسراهم بأي ثمن لإنقاذ حياتهم، والآخرون يطالبون باستمرار الإبادة والتهجير مهما كان الثمن.

وحدث شرخ لم يتوقعه أحد في الكيان الذي يعاني فيه اليهود الشرقيون من التمييز العنصري ضدهم، “ولا” يحتاج للمزيد من الانقسامات.

ليس عدوانيًا!!

كما تعرض غالبية الإسرائيليين لصدمة “لتوقعهم” الانتصار المطلق بعد “تباهي” نتنياهو باغتيال هنية وحسن نصر الله والسنوار وقيادات عسكرية في لبنان وغزة ثم تواصلت الحرب، وتوقفت باتفاق هش أنهته إسرائيل بتجديد الحرب في غزة، وفي جنوب لبنان بالمزيد من الاختراقات اليومية للاتفاق، “ويفسر” رفض نازحو مستوطنات الشمال العودة إليها.

ولأول مرة في تاريخ الكيان تقوم الحكومة بطرد رئيس جهاز الأمن الداخلي، وبرر نتنياهو قراره بأن رئيس “الشاباك” كان متساهلًا وليس عدوانيًا بما يكفي!!

مؤخرا قال نتنياهو: لن تحدث حرب أهلية، فإسرائيل دولة قانون وسنقرر من يرأس “الشاباك”.

ورد الأخير باتهام نتنياهو باتخاذ خطوات تضعف البلاد داخليًا وتساعد أعدائها، وأنه لم يفهم أن اتهامه بالفشل لعدم إدراكه أن التفاوض يجب أن يكون “دون” التوصل إلى اتفاق!

وردت المحكمة العليا على قرار نتنياهو بتجميد الإقالة.

وصرّح بيني غانتس الوزير السابق بأن الحكومة متطرفة وتوسع الانقسام بين الإسرائيليين ولا توحدهم، وندد بتعمد الشرطة “ضرب” يائير غولان عضو الكنيست، ونائب رئيس الأركان السابق وطرحه أرضًا أثناء اشتراكه في مظاهرة وطالب بالتوقف قبل حدوث “كارثة”.

وأعرب غانتس عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل، فالمجتمع يتفكك من الداخل ونتنياهو يحارب القضاء والشاباك بدلًا من محاربة الأعداء.

قبر بيجن

وقال غانتس لـ نتنياهو: مناحيم بيجن غير مرتاح في قبره، ولو كان موجودًا اليوم لرفض “تمزيقك” للنسيج الوطني ونشر للانقسام والتحريض وتقويض سلطة القانون واستقلال القضاء.

بيجن لم يكتفِ بالتصريح بأن الحرب الأهلية لن تقع وحافظ على وحدة الشعب، ومنع انزلاق البلاد لهذا المصير.

وحذر أهارون باراك رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية كثيرُا من حدوث حرب أهلية لتفاقم الانقسامات، وقال للقناة 12 الإسرائيلية إسرائيل قريبة جدًا من سفك للدماء، إذا لم يتراجع نتنياهو عن عزل رئيس “الشاباك” والمستشارة القانونية للحكومة.

وأكد منتدى رجال الأعمال الإسرائيلي: إذا لم تحترم الحكومة قرار المحكمة بتجميد إقالة رئيس “الشاباك” سنقوم بشل المرافق الاقتصادية.

وكتبت صحيفة “يديعوت أحرنوت”: أي إضراب شامل بسبب إقالة رئيس “الشاباك” سيكلفنا 5 مليارات و800 مليون شيكل يوميًا.

وطالب 45 مسؤولًا سابقًا بالنيابة العامة وأكثر من 40 رئيس سلطة من مختلف أنحاء إسرائيل نتنياهو بتأييد حكم المحكمة العليا ومنهم رؤساء بلدية.

وأعلنت نقابة المحاميين الإسرائيليين أنها ستقوم بإضراب إذا لم تلتزم الحكومة بقرار المحكمة تجميد عزل رئيس “الشاباك”.

أما الباحث في الأمن القومي بجامعة حيفا والمسؤول السابق في “الشاباك” أفنر بريناع، فأكد أنه إذا عيّن نتنياهو رئيسًا “للشاباك” مقربًا منه ودون معايير مهنية، فسيصبح جهاز شرطة سريًا.

مزبلة التاريخ

وتظاهر عشرات الآلاف أمام مكتب نتنياهو أثناء اجتماع الحكومة رغم غزارة المطر، وهتفوا: “لن نستسلم أبدًا”.

وأغلق بعضهم مدخل مكتب نتنياهو بسياراتهم قبل انعقاد اجتماع الحكومة وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي “فيديوهات” للشرطة وهم يحطمون سيارات المتظاهرين أثناء وجودهم داخلها.

وقال موشي يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: استيقظنا وسنظل في الشوارع حتى ذهاب حكومة الفاسدين والمتهربين من الخدمة إلى مزبلة التاريخ.

ودعا رئيس حزب الديمقراطيين كل المعارضة لبناء معسكر موحد لإنقاذ إسرائيل.

ويرى المحلل الإسرائيلي جاي بيليج أن نتنياهو وحكومته هم الخطر الأكبر على أمن وبقاء إسرائيل، وليس (حماس) ولا (حزب الله) ولا سوريا.

وصرّح ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا: نتنياهو المسؤول عن 7 أكتوبر يفعل ما يحلم به أعداؤنا.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية مظاهرات في تل أبيب ومدن عدة ضد نتنياهو تطالب بصفقة تبادل هي الأكثر منذ شهور.

وحتى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال: السمعة التي نالها نتنياهو، هي اهتمامه بالقتال أكثر من الرهائن.

وصرّح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: من يعتقد أن حربًا أهلية حقيقية لن تحدث، لا يفهم.

وأضاف: نرفض إرسال أبنائنا للقتال بينما الحكومة تقوم بخطوات تثير الانقسام داخل الشعب، ونعيش خطوات أُحادية الجانب، وهناك تحريض ضد كبار ضباط الأجهزة الأمنية وسيؤدي للتشتت ويزيد الانقسام.

وقررت الشرطة الإسرائيلية منع المفرقعات في عيد “المساخر” اليهودي، لأن نصف الإسرائيليين يعانون بسبب الخوف الذي يعيشونه بعد 15 شهرًا من الحرب وأصوات الانفجارات التي لم تفارقهم طوال تلك الأشهر.

ربما لن تحدث الحرب الأهلية كما يتوقعون، ومن المؤكد أن “تراكم” الانقسامات الداخلية يشكل تهديدًا “وجوديًا” للكيان.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان