التفوق الجوي الباكستاني في المعركة مع الهند يعني الكثير

مظاهرة في إسلام آباد دعما للجيش الباكستاني (الأناضول)

وضعت حرب الهند وباكستان نهاية للاحتكار الغربي لصناعة السلاح، حيث برزت التكنولوجيا العسكرية الصينية المتفوقة منافسا قويا للشركات الأمريكية والأوروبية والروسية، وحسمت المقاتلات الصينية المعركة سريعا لصالح الباكستانيين؛ مما أجبر الهنود على التراجع والقبول بوقف إطلاق النار، وما كان للوساطة التي قام بها الرئيس الأمريكي ترامب أن تنجح في إخماد النيران التي كادت تشعل حربا نووية لولا التغير الذي أحدثه السلاح الصيني.

ما زالت نتائج المعركة الجوية بين عشرات المقاتلات من الجيشين الباكستاني والهندي تحظى باهتمام الخبراء العسكريين وصناع القرار في الشرق والغرب؛ فالمفاجأة أن سلاح الجو الباكستاني استطاع أن يسقط 5 طائرات هندية، 3 منها مقاتلات من طراز رافال الفرنسية، وطائرتان روسيتان من نوع سوخوي-30 وميج 29، وقال متحدث باكستاني إن القوات الجوية كان باستطاعتها إسقاط المزيد من الطائرات الهندية ولكنهم تعمدوا الاكتفاء بالخمس لعدم التصعيد.

أكدت المعركة أن المقاتلات التي حصلت عليها باكستان من الصين أقوى وأكثر تقدما من المقاتلات الروسية والفرنسية الباهظة الثمن التي تمتلكها الهند، وأثبت الطيارون الباكستانيون أنهم أكثر خبرة ومهارة من الطيارين الهنود، ففي هذه المعركة السريعة استطاعت المقاتلات الصينية J-10C السيطرة على الأجواء وتدمير الطائرات المعادية دون تخطي الحدود بين البلدين، كما نجحت المقاتلات JF-17  وهي تصنيع صيني باكستاني مشترك في تدمير منظومة الدفاع الجوي S-400 الأكثر تطورا في البنجاب.

يرجع التفوق الجوي للطائرات الباكستانية لإمكانيات تقنية كثيرة منها قوة الرادار الصيني، واستخدام الصاروخ PL-15 جو/ جو الأسرع من الصوت الذي يصل مدى نسخة التصدير منه إلى 145 كم، بينما يصل مدى النسخ الأكثر تطورا إلى 300 و450 كم، ويمكنه إصابة مقاتلات العدو على مسافات بعيدة بسرعة مذهلة ودقة عالية، ولا يمكن الهروب منه لصعوبة رؤيته، وأشارت تقارير العسكريين إلى أن الصور التي بثها الجيش الباكستاني تؤكد أن الصواريخ التي كانت تحملها الطائرات من النوع الأكثر تطورا.

تداعيات عالمية وخروج الرافال من المنافسة

ترتب على نتيجة المعركة القصيرة خسارة شركة داسو الفرنسية التي تنتج الرافال وانخفاض أسهمها في البورصة بنسبة 10%، وفي المقابل ارتفعت أسهم مجموعة “تشنغدو” الصينية لصناعة الطائرات وحققت أرباحا بلغت 60%، وتمتلئ الصحافة في آسيا والغرب بمقارنات بين الطائرة الصينية J-10C  والطائرة الأمريكية F 16  بعد استبعاد الرافال من المقارنة، ويؤكد العسكريون أن الصاروخ PL-15  الذي غير اتجاه الحرب ووجود أجيال جديدة شبحية من الطائرة الصينية يمثل تحديا للتفوق الأمريكي، قد يتجاوز المقاتلة الشبح F 35 التي يتفاخر بها الأمريكيون والإسرائيليون.

استخدم الباكستانيون صواريخ متطورة من صنع أيديهم في قصف أهداف عسكرية في منطقة جامو وكشمير المحتلة، واستعانوا بمسيرات تركية متطورة لتدمير أهداف هامة ومنظومات الدفاع الجوي الهندية، إضافة إلى مسيّرات وهمية لتقييم منظومات الدفاع الجوي الهندي واستنزافه وإشغاله، بجانب هجوم سيبراني عطل محطات الكهرباء رغم ما تشتهر به الهند من تفوق في برمجة الحاسوب.

الباكستانيون لم يعلنوا كل ما لديهم

لم يفصح الباكستانيون عن كل الأسرار، ويبدو أنهم يرون أن بعض الغموض يعطيهم ميزة في الردع، فلم يعلن الجيش الباكستاني الأسلحة التركية، خاصة الطيران المسيّر ودوره في المعركة، غير أن الهنود أعلنوا العثور على بقايا مسيّرات تركية من طرازي ” YIHA”  و”SONGAR” ضربت أهدافا عسكرية في الجانب الهندي، وأشارت وسائل إعلام أمريكية وأوروبية إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين يتشاركون المعلومات مع الهند حول هذه المسيّرات إضافة إلى فحص بقايا الصاروخ الصيني PL-15 لمعرفة تفاصيل التقنية المستخدمة فيه، والاستفادة منها في الهندسة العكسية.

يأتي اهتمام الجيش الأمريكي بمعرفة مزايا الطائرة الصينية والصاروخ المتطور لأهمية ذلك في أي مواجهة مستقبلية في تايوان، حتى لا يفاجأ العسكريون الأمريكيون بما لم يكن في الحسبان، وقد شعرت القيادة في تايوان بخطورة ما جرى، وبدأت تدرس مع الأمريكيين خططا عسكرية لمواجهة هذا التطور الجوي الذي يثير القلق، ونفس الاهتمام أبداه الإسرائيليون الذين يشاركون الهنود في التصنيع العسكري ويتبادلون معهم الخبرات في مجالات الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية والصواريخ التي تحملها الطائرات، خاصة بعد صدمة الإسرائيليين من إسقاط المسيّرات الإسرائيلية الانتحارية “HAROP” بأنظمة تشويش إلكترونية تركية، وفشلها في الوصول إلى أهدافها.

قلق غربي من التكنولوجيا الصينية

يشعر الاستراتيجيون الأمريكيون والأوروبيون بالقلق من التكنولوجيا الصينية الجديدة في مجال التصنيع العسكري، وما يترتب عليها من تغيير في التحالفات الدولية، فالسلاح الصيني المتطور سيجذب الكثير من الدول في آسيا وإفريقيا التي تعتمد على السلاح الغربي، لما يحققه من تفوق عسكري، بدون شروط وقيود، وبسبب السعر الأرخص بالمقارنة مع ما تنتجه شركات السلاح الغربية التي تجني المليارات من لعبة إشعال الصراعات المسيطر عليها التي لا تنتهي، وبيع السلاح لكل الأطراف.

أشد ما يزعج الدول الغربية بعد الأداء الباكستاني الاحترافي هو رغبة دول إسلامية في حيازة السلاح المتطور وتغيير التوازنات الاستراتيجية المستقرة لغير صالح الغرب، وما يترتب على هذا التغير من انعتاق من الاحتكار والتحرر من قيود الهيمنة؛ فامتلاك الدول للقوة العسكرية مع اتساع درجة الوعي بأهمية الاستقلال يزيد من التمرد العالمي على السيطرة الغربية، الذي ظهر بقوة في طرد الفرنسيين من دول الساحل الإفريقي ومعهم الأمريكيون، وظهر في هزيمة الأمريكيين في البحر الأحمر أمام الحوثيين مما أجبر ترامب على وقف الحرب من طرف واحد.

أول المرعوبين من الإنجاز الباكستاني الصيني هم الإسرائيليون الذين يشعرون بالقلق من تراجع التفوق الإسرائيلي على الدول الإسلامية مجتمعة، فهذا التفوق الذي يضمنه احتكار الأمريكيين والأوربيين لصناعة السلاح المتطور جعلهم يشعرون بالعلو والغطرسة وعدم احترام النظام الدولي، وارتكاب الفظائع في غزة دون الخوف من أي ردّ.

بقدر ما أغرى الضعف العسكري العربي الإسرائيليين بالاستمرار في إبادة الفلسطينيين وسخرية نتنياهو من العرب وتهديدهم وتخويفهم؛ فإن نجاح باكستان يفتح بابا للأمل في تصحيح الميزان العسكري المختل، ويشجع على تكرار التجربة الباكستانية وتبادل الخبرات بين الدول العربية والإسلامية وامتلاك القوة، وإنهاء حقبة الهزيمة الاستراتيجية، والمشاركة في بناء النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب الذي يتشكل الآن، ليكون العرب والمسلمون في القلب منه وليس على الهامش.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان