صنع الله إبراهيم.. أيها الرائي

جذب انتباهي خلوّ قوائم المرشحين لجوائز الدولة، هذا العام (2025)، من اسم صنع الله إبراهيم. لا ينسون صفعته، عام 2003. لم تؤدّ إلى إفاقتهم، لكنها أحرجتهم بتأكيد ما يخشى الكثيرون إعلانه، ويتلخّص في كلمتَي «الملك عريان». في ذلك الخريف، احتاج المشهد في دار الأوبرا المصرية إلى طفل، ولم يكن إلا صنع الله المحافظ على طفل كانَـه، والحريص على ألا تُنضجه الحسابات والتوازنات. لعله بطل رواية «التلصص»، بذكائه وبراءته وشقاوته ولؤمه الجميل. مضى على الواقعة 22 عاما وحفنة من العواصف.. خُلع حسني مبارك، أسقطته ثورة شعبية توهمنا أنها أسقطت النظام. وتناوبت على الثورة اثنتان من القوى المضادة للثورة، في مسار التناوب تحالفٌ قصير العمر انتهى بصراع صريح. ظلت الثورة قوية؛ فاستطاعت أن تصون نفسها من شرور وشرار الموجة العكسية الأولى. وأفقنا على الموجة الثانية، تسونامي نابليوني يلتهم عصيّ السحرة الهواة، ينقلب على الثورة؛ فيعيد إنتاج دكتاتورية لويس السادس عشر بكفاءة.
صنع الله إبراهيم، الكاتب العربي الذي يستحق الآن جائزة نوبل، مُستبعد من جوائز الدولة المصرية. الأدق أنها ـ بآليات الترشيح وتوجيه التصويت الحكومي ـ جوائز النظام. أهمها «جائزة النيل»، وكانت تحمل اسم «جائزة مبارك» قبل سقوطه.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsغزة تمنح اليسار قبلة الحياة في بريطانيا
هل تجد المعضلة الكردية طريقها إلى حل دائم؟
المفارقة السورية: حين يتحول النقد إلى أداة انتقام
تغيّر اسم الجائزة، وبقيت سياسات المنح والمنع. هناك شيء خفيّ يسري في دماء الدول. اُبتذل اصطلاح «الدولة العميقة»، ذلك جهاز يصون الأنظمة الحاكمة. يذهب نظام ملكي، ويأتي جمهوري عسكري، ثم ديني صريح أو عسكري خشن، ويظل الجهاز السري بالكفاءة نفسها يخدم الحاكمين، يحميهم ولو من كاتب يخشى أن يتكرر إزعاجه، بعد أن تسلم جائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي، في دورتها الثانية، ووضع الجائزة والشيك المالي على المنصة. لم يكن يرتدي إلا قميصا فضفاضا يتسع للبيان/الرصاصة، وأعلن أمام أكثر من 200 مثقف عربي وأجنبي رفْض الجائزة، وسط تصفيق أعضاء بلجنة التحكيم، منهم محمود أمين العالم الذي صفق له قبل ثوانٍ فائزا بالجائزة. بيان صنع الله إبراهيم يثبت أننا نراوح مكاننا، يوثّق عجزنا هنا والآن، هنا القهر والفساد والتبعية والامتهان، كما «تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرد الآلاف وتنفذ بدقة منهجية واضحة خطة لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه». هنا يطمئن سفير العدو، كما «يحتل السفير الأمريكي حيًّا بأكمله».
أهم حدث ثقافي منذ فوز محفوظ بنوبل
الزلزال الإبراهيمي أهم حدث ثقافي منذ فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، عام 1988. بهذا الموقف أثبت أن المثقف هو اختياره. شاهد شهيد، أو شاهد زور وشيطان أخرس. ولا يتمتع بمثل هذه الصلابة إلا من ورث أبرز فضائل المعتزلة، ويتمتع بالقدرة القصوى على الزهد والاستغناء، حتى إنه يستغني عن إعلان هذا الاستغناء والتباهي به. هكذا رأيته وعرفته. عرفته أولا وأنا في قريتي، من خلال مقابلة كاشفة نشرتها مجلة «الدوحة»، في سبتمبر 1985. وفي الشهر التالي جئت إلى جامعة القاهرة، طالبا بكلية الإعلام. قفزت من الغيط إلى الجامعة، نصيبي من قراءة الروايات «وا إسلاماه» المقررة في المرحلة الثانوية. ليس في دارنا كتاب، ولا وقت لديّ للقراءة، باستثناء أوقات مسروقة لقراءة مجلات تساعدني لأكون كاتب قصة قصيرة. ولم أبالِ باعتراف صنع الله، في حوار الدوحة، بأنه لا يحب القصة القصيرة ولا الشعر ولا المسرح.
قرأت «تلك الرائحة» فبدأت اللخبطة. ما هذه اللغة؟ ماذا كانت لغة روايات وقصص قرأتُها حين أخذتُ قضية الكتابة بجدية؟ هذه الرواية القصيرة، التي لم تستوعبها حساسية يحيى حقي، وصفها يوسف إدريس بأنها «صفعة أو صرخة أو آهة منبهة قوية تكاد تثير الهلع… ليست مجرد قصة، ولكنها ثورة». وبعد أن قرأتُها لم أعد أنا قبل القراءة. وحرصتُ على لقائه. وصف لي العنوان في حي مصر الجديدة. علم فلسطين على باب الشقة أكد أنني لم أضلّ العنوان. هذا بيته في الدور السابع، لعله الأخير، في بناية أظنها من دون مصعد.
لا ازدواجية ولا تناقض بين كلامه المنشور في حوار مجلة الدوحة، واللغة المدببة الجارحة في «تلك الرائحة». حياته أيضا متقشفة، لا يفاخر بأرفف كتب تغطي جدران البيت. أشار إلى زجاجة مياه، وقال إنه يغلي الماء، ثم يتركه حتى يبرد ويشربه. الماء هكذا صحيٌّ. هكذا أفعلُ إلى الآن. لا أتذكر الآن الهدف من اللقاء، ولا كيف رحّب بي، فأنا طالب يتلمس طريقه إلى كتابة القصة القصيرة. نبهني إلى رواية «كل شيء هادئ في الميدان الغربي» للألماني إريك ماريا ريمارك. قال إنها أهم رواية في أدب الحرب. وما زلت أحتفظ بالنسخة المنشورة في سلسلة «روايات الهلال» في نوفمبر 1981. قابلت صنع الله، وبعد رجوع رجاء النقاش إلى مصر قابلته في دار الهلال، بالطريقة نفسها باعتباري كاتب قصة. كلمته عن شكوى الكثيرين من جيل الستينيات من غياب النقد، فاستشهد بصنع الله المترفع عن الصغائر، المخلص لمشروعه، ومن ثمار إخلاصه كتاب محمود أمين العالم «ثلاثية الرفض والهزيمة». قال إنهم، بسبب كتاب العالم عن صنع الله وحفاوة نقاد آخرين، يحقدون عليه، وهو لا ينافسهم في شيء. كدت أقول: «لا يراهم».
صدق رجاء النقاش. منذ كنت طالبا، عرفت أدباء جيل الستينيات. أكاد أقول: «جميعا». إنهم تنظيم حديدي، لا أحد منهم يحب الآخرين وإن ادّعى ذلك. لكنهم ينقضّون على من ينتقد عضوا في «النادي الستيني». هناك نبلاء استثنائيون يؤكدون القاعدة: محمد روميش وعلاء الديب وبهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم بعيد، متعالٍ، مشغول بمشروع لا يشبه غيره، يقتنص المعنى ويعيد تشكيله، مروّضا الوقائع والمفارقات والوثائق إلى صيغ فنية عذبة، غير مسبوقة.
لا يرفع صنع الله لافتة احتجاج، ولا يحب كتابة المقالات، ولا يراهن إلا على كتابة حادة، خالية من التصنع والشحوم البلاغية. كما يدعم متمردين بالنشر والاصطفاف. في عزّ جبروت حسني مبارك، تحمّس لنشر كتاب محمد طعيمة «جمهوركية آل مبارك»، وكتب مقدمة احتفظت بها الطبعات المتوالية. وفي عام 2015 تحمّس لنشر كتاب/ نبوءة عنوانه «انتحار تاريخي: ما تيسر من حكم السيسي» لمحمد طعيمة.
اللقاء الوحيد
بعد لقائي الأول، الوحيد، في بيته جرت لقاءات سريعة آخرها مصادفة في ميدان طلعت حرب. كان يقترب من الثمانين، ويحتفظ بالنظرة النافذة نفسها، من وراء نظارات دقيقة لا تخفي نظرات تخترق دخائل الآخرين، وتعرّي ما تكنّه نفوسهم.. إلا قليلا؛ إذ حدثني، عند نشر الفصول الأولى من رواية «شرف» في «أخبار الأدب» برئاسة جمال الغيطاني، أنه يستغرب سلوك البعض من أبناء جيله، ولا يفهم نظراته. توقف، كأنه أراد أن يقول: «الحاقدة». وأردت أن أضيف: «المريبة المرتابة».
جرت لقاءات سريعة بين لقاء الأول، واللقاء الأخير بالقرب من سيارات للشرطة تُعسكر الميدان. نعم أعني أنها «تُعسكر الميدان»، ولا تكتفي بأنها «تُعسكر في الميدان». كأنه يأسى على مصير ثورة 25 يناير 2011. أحد اللقاءات العابرة في اتحاد الكتاب، تقريبا عام 2000؛ لأني كنت أحمل ابنتي «سلمى» على كتفي، وهو خارج من الزحام وأنا داخل، وسلمى تمدّ يدها وتفاجئه بمداعبة شعره، وتبتسم لي وله وتسـأله بدهشة: «عامل شعرك كده ليه؟». فوجئ بها، فارتدّ طفلا كانَـه في «التلصص»، وأجابها ضاحكا: «مش عامله، شعري كده لوحده!»، وضحكنا.
الاتصالات الهاتفية أيضا كانت نادرة. لم أسمع صحفيا زعم أن صنع الله إبراهيم هاتفه لينشر عنه خبرا، بمناسبة مشروع جديد.. نشْر كتاب، أو ترجمة رواية، أو سفر للمشاركة في ملتقى، أو تحويل رواية إلى مسلسل أو فيلم. مرة واحدة أخطأت صوته في التليفون، وأنا أتصل ببهاء طاهر، وجاءني صوت ليس صوت بهاء الذي طلبت أن أكلمه. وجاء بهاء يضحك، ويسألني هل عرفت مَن الذي ردّ؟ وأجاب بأنه «المجنون صنع الله!».
في صيف 2012 آنسني صوته. كانت طبعة جديدة قد صدرت من كتابي «الثورة الآن»، واتصل بدار النشر وأخذ رقم هاتفي، وفاجأتني مكالمته بالثناء على الكتاب، واقترح عليّ كتابة جزء ثان، يرصد التحولات والمتحولين. كنت قد فقدت الكثير من الآمال، والثورة تتأرجح في قواديس ساقية ضخمة، ترفعها بلؤم ثم تفرغها في الأرض. قلت له إن الكتاب نجا بفضل مصادفة إنجازه في توقيت مثالي، في خريف 2011. لو كُتب في ربيع ذلك العام لجاء انفعاليا مثل كتب أخرى عُنيت بالرصد، ولم تتجاوزه إلى أعماق المشهد البليغ. ولو كُتب بعد ذلك لفقدتُ الإحساس بالجدوى، وأصابني الفتور بدلا من الرهان على اكتمال الحلم بنجاح الثورة. كنت محظوظا بكتابته في ذلك الدفء المثالي البيني، بعد سخونة الحدث وقبل فتور الحماسة. هكذا جاء إيقاع الكتاب مكافئا للنبض العمومي، لا يتقدم خطوة ولا يتخلف أخرى. إنه تناغُم الجملة الذي ذكرني به صنع الله إبراهيم، في ديسمبر 2024. كان قد قرأ مخطوط كتابي «مصر التي.. هي فين مصر؟»، وقال لي إنه أعجبه جدا، وإن «الأسلوب الذي وصلت إليه، حاولنا كذا مرة أن نصل إليه. أن نكتب الجملة، ثم ننظر داخلها عملية صعبة جدا». أخجلني كلامه، واكتفيت بالصمت.
المكالمة القصيرة الخاصة بمشروع كتابي «مصر التي» كشفت لي، من حيث لا يقصد، عن مجاهدته مع اللغة، وكيف تختلف كل تجربة عن سابقاتها. إنه لا يستسهل، بل يقتحم اللغة باحثا عن الجوهر وصانعا له، يرفض الكتابة المجانية، وينأى عن قيود الحِكم والمأثورات، وإغراء المقولات الجاهزة. أتصور أنه يبني الجملة كلمة كلمة، ثم يعيد ترتيبها عدة مرات حتى يستقر على شكلها النهائي. ولا يكون الشكل نهائيا إلا حين تنقذه المطبعة من يديه، تستعجل الطباعةَ وتذكّره بأن المراجعة السابقة كانت الأخيرة، وهو في المراجعة بعد الأخيرة يظل متوترا قلقا يعيد بناء الجملة؛ لضبط إيقاع كلمة نافرة في مشهد أو جملة حوارية.
لا تقتصر المراجعات وإعادة النظر على شكل يعيد صنع الله اختراعه، في كل تجربة، بصورة تنسف توقعات القراء والنقاد. أدبه لا يُقرأ بالعين وحدها، مغامراته مع اللغة تُستقبل بعدة حواسّ. لم يحتمل يحيى حقي لغة «تلك الرائحة» عند صدورها عام 1966، ولا أظنه كان سيحتمل لغة «التلصص» (2007)، والصبي يرى أباه العجوز يفكّ عن وسطه حزام الفتق، «متنهدا في ارتياح. يدعك ركبتيه ثم يطلق جيصا قوي الصوت». الصبي يتلصص من ثقب الباب، على ماما تحية «تتناول قطعة حلاوة وتضعها بين ساقيها ثم تشدها. تهمس: «آه». ثم تصبّ المياه الساخنة بالكوز، ويغطي البخار عدستي نظارته، ويتذكر «ماما بسيمة عارية فوق مقعد الحمام. شعرها مدهون بالحنة. أقف بين ساقيها الضخمتين. تصب الماء على جسمي وهي تتأمل حمامتي». ومن أمثلة اللغة العارية، المستغنية حتى عن حروف العطف، وضْعُ الأب أنبوبة في فتحة أنف ابنه الصبي المريض، «يشفط محتوياتها. يبصق في طبق. يضع الأنبوبة في الفتحة الثانية. يشفط. يبصق في الطبق. أتمكن من التنفس».
الجرأة الفنية تشمل مراجعة الأفكار، وانتقادها بشجاعة. في بداية رواية «الجليد» (2011)، يذكر الراوي الذي وصل إلى موسكو عام 1973، أنه حلق ذقنه «بالموس السوفييتي الحديدي وأنا أعجب من أمر السوفييت: يصنعون الصواريخ وعاجزون أو غير مهتمين بصناعة موس آدمي». لإضافة «غير مهتمين» دلالة ثاقبة ومهمة ودقيقة على تفكير وسلوك شموليّ يستطيع تلبية احتياجات إنسانية صغيرة، لكنه غير مهتم. لعل تجاهل تلك التفاصيل من أسباب انهيار تجربة رفعت شأن الوطن وسحقت المواطن.
الجرأة أيضا يختم بها رواية «1970» الصادرة عام 2019، وتتقصى المسكوت عنه في سيرة جمال عبد الناصر، في ضوء عواصف عامه الأخير. دراما بطل تراجيدي أدى، عام 1935 وهو طالب، دور يوليوس قيصر. ولم يتخيل وهو يقول: «حتى أنت يا بروتوس؟» أن تكون تلك نهايته. وبهذه الجملة تنتهي الرواية: «خذلتَ نفسك وخذلتنا.. ثم ذهبتَ، وذهبت معك مقدرات الأمة كلها… إلى حين!».
كان ماكراً
الموات الذي يحدثه انقلاب نابليوني يبهت على النقد الأدبي، يمسّ صنع الله الذي كان لصدور أيّ من رواياته وقْع «حالة انتباه». لا شيء الآن جادًّا، باستثناء كتاب الدكتور حمزة قناوي «ثنائية الحاكم والمحكوم في روايات صنع الله إبراهيم» (2018)، وكتاب الناقد المغربي صدوق نور الدين «اكتمال الدائرة.. دراسة في ثلاثية صنع الله إبراهيم» (2021). الثلاثية المقصودة هي «67» و«برلين 69» و«1970». صدرت الروايات الثلاث في أعوام 2017 و2014 و2019 بالترتيب. في مقدمة «67» ذكر أنه كتبها بعد سفره إلى بيروت عام 1968، ولم تنجح محاولات نشرها هناك. فانشغل عنها وتابع أسفاره. ثم رجع إلى مصر عام 1974، ورأى آثار الانقلاب الساداتي، وأن الرواية «قد تُستخدم من قبل القوى اليمينية في حملاتها ضد الناصرية والاشتراكية». المبدأ لا يتجزأ، والكاتب مبدأ. خبّأها ونسيها «تماما»، ثم عثر عليها بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أسفرت «رغم فشلها في تحقيق أهدافها، عن نتيجة فورية وهي اتساع مساحة التعبير بشكل غير مسبوق».
الهدوء المواكب لصدور «67»، مقارنة بما أحدثته «تلك الرائحة»، هو أبرز تمثيلات صعود الحلم عام 1966، وانكساره بعد التواطؤ على كسر الربيع العربي. ربما وجبت قراءة «67»، في ضوء أجواء الحصار الجديد، العاري من إنجازات الستينيات، قبل أن ينتهي الجديد بهزيمة مثل سابقه. في «67» وضع صنع الله يده على أصل الداء، فاكتسب النص طزاجته، وصلاحية النشر بعد خمسين سنة من كتابته. نحن أمام ضمير وعى مبكرا أن الإصلاح من الداخل وهمٌ، ويراهن على ثورة تنسف القديم وتعيد تأسيسه. هكذا فرح بالثورة المغدورة.
في مرة وحيدة بدا لنا، لبضع دقائق، أنه صالح المؤسسة الرسمية. كان ماكرا؛ ففاجأنا في دار الأوبرا بإلقاء قنبلة دخان، فصفق له الحضور، وانفضّ الحفل. كسب نفسه، وعزّز قيمة المبدأ. وفي فبراير 2018، بمبادرة من الدكتور محمد أبو الغار ورءوف مسعد ومحمد طعيمة، نال صنع الله «جائزة الشعب» باعتباره تجسيدا للضمير العام. قُّدّمت الجائزة للمرة الأولى، ويمنحها اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين. صنع الله أبدى سعادته بالجائزة التي أتت في ذكرى ثورة 25 يناير «المجيدة، وما يعكر هذه السعادة هو غياب من ضحوا بحياتهم وعيونهم في هذه الثورة. كنت أودّ لو شاركني هذه الفرحة من يتواجدون الآن خلف القضبان».
مرّت سبع سنوات على الأمنية العزيزة لصنع الله إبراهيم، وخلف القضبان أحبة أبرياء. لعل بصيرة الرائي تمنحنا شيئا من الاطمئنان. لن نرضى بأقل من رواية تكشف مآلات ما بعد فشل الثورات.