واشنطن بوست: شعبية حماس تزايدت بعد مواجهتها الأخيرة مع إسرائيل

عرض عسكري لمقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن شعبية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تزايدت في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وأضافت في تقرير أن المتظاهرين في الضفة الغربية المحتلة كانوا يحملون “أعلام حماس” ويرفعون شعاراتها خلال الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في الضفة خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وأوضح التقرير أن الضفة الغربية لم تشهد مثل هذا الأمر قبل عدة سنوات إذ تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل وحركة فتح منع حركة حماس من العمل في الضفة الغربية.

وأشار التقرير إلى أن التزايد في شعبية حماس يتزامن في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس وتتزايد فيه الانتقادات الموجهة لأدائها وردة فعله الضعيف على الهجمات الإسرائيلية.

ونقل التقرير عن د. نادر سعيد فقهاء، مدير مركز العالم العربي للأبحاث والتنمية في الضفة الغربية، أن السلطة الفلسطينية هي “الخاسر الأكبر” بلا شك مشيرا إلى كل الهجمات هي بالفعل موجهة ضد عباس.

وقال التقرير إن هذا التطور قد يعرقل محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة التواصل مع السلطة الفلسطينية بعد أربع سنوات من التجاهل من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وأشار التقرير إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى رام الله مؤخرا ولقائه بالرئيس محمود عباس، قائلا إن الزيارة بعثت بالأمل لدى السلطة الفلسطينية بأن إدارة بايدن تعتزم القيام بدفعة قوية للعملية الدبلوماسية في الشرق الأوسط.

لكن التقرير يستدرك قائلا إن الخطوة تأتي فيما تثار شكوك حقيقية عما إذا كانت السلطة الفلسطينية تمثل القضية الفلسطينية فعلا وما إذا كان بالإمكان الاستمرار في تهميش حركة حماس.

وذكرت الصحيفة أن زعماء وقادة إسرائيل سعداء بالخلاف بين السلطة الفلسطينية بزعامة حركة فتح وبين حركة حماس، لأنها تحول دون إجراء جهود دبلوماسية قد تضع إسرائيل أمام خيارات صعبة وقد تقود إلى دولة فلسطينية في نهاية الأمر.

وأشار التقرير إلى الخلافات الداخلية في صفوف حركة فتح، ونقل عن ناصر القدوة، الذي أمضى وقتا طويلا من حياته داخل صفوف حركة فتح، أن الرئيس عباس ألغى الانتخابات التي كانت مقررة خلال العام الجاري لخوفه من الخسارة.

وأعلن الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات لعدم موافقة إسرائيل على إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة.

واتهم القدوة السلطة بالفساد وعدم الفاعلية، قائلا إن السلطة الفلسطينية كانت غائبة عن المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.

وأقر أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح ومستشار الرئيس عباس بأن الشعب الفلسطيني كان يريد ردا أقوى على هجمات الاحتلال الإسرائيلي.

لكن التقرير أشار إلى أن عباس ملزم باتفاقات دولية تمنعه من اللجوء إلى العنف، وهي أمور لا تلزم حركة حماس.

وقال القواسمي إن الضفة الغربية في وضع خطير للغاية، محذرا من احتمال اندلاع انتفاضة في أي وقت.

وذكر التقرير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تركز مؤخرا على الدور الذي يمكن أن تلعبه حماس في تحريك العنف في الضفة الغربية، مشيرا إلى اعتقالها الشيخ جمال الطويل، المسؤول البارز في الحركة بالضفة الغربية، مؤخرا.

ونقل التقرير عن أيمن دراغمة، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، تحذيره من تزايد الغضب بين الفلسطينيين في الضفة الغربية بسبب الفساد وإلغاء الانتخابات والقبضة الحديدية.

وذكر قدورة فارس القيادي في حركة فتح أنه لا يوجد تأييد لحماس، ولكن أي “شخص يجعل الإسرائيليين خائفين، هو بطل بالنسبة لنا”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان