محمود صالحية يروي للجزيرة مباشر اللحظات الأخيرة قبل اعتقاله وهدم بيته في القدس (فيديو)

صالحية: دمرولي حياتي وحياة أبنائي لكننا ما زلنا أقوياء والحمد لله على كل شيء (الأناضول)

روى محمود صالحية، صاحب المنزل الفلسطيني في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، الذي داهمته قوات الاحتلال، مساء الأربعاء، وهدمته في جنح الظلام بعيدًا عن وسائل الإعلام، ما جرى معه وكيف اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله؟

وقال صالحية خلال مقابلة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر، الخميس، “تعرضنا لمداهمة كبيرة من جيش الاحتلال، حيث اقتحم المنزل نحو 500 جندي. كنا مجتمعين في المنزل، وبعد أن لاحظ أحد أبنائي قوات الاحتلال جاء وأخبرني بقدومهم، وبعد ثوان كان الجيش فوق رؤوسنا”.

وأوضح أن قوات الاحتلال “اعتدوا علينا ووضعونا على الأرض وضربونا وسحلونا، ثم وجّه لي الضابط المسؤول إهانات لفظية، وتوعدني بأن يخرجني من منزلي حافي القدمين مطأطأ الرأس، إلا أني أخبرته أني لم أحن رأسي لأحد ولن أحنيه لكم”.

وأضاف “تعمدوا إهانتنا أثناء إخراجنا من منزلنا، وذهبوا بنا إلى مركز التحقيقات، وأرادوا التحقيق معنا إلا أني لم أجب عن أي من أسئلتهم”.

وتابع “في الصباح أخذونا إلى محكمة الصلح الإسرائيلية، وقال لي الضابط المسؤول سآخذك إلى منزلك وأريك كيف هدمناه، لتقرر المحكمة لاحقًا أن نخرج بكفالة وتعهد بأن لا أذهب إلى بيتي”.

وأشار إلى أنه تفاجأ من تقديم المدعي العام للشرطة الاستئناف “ليذهبوا بنا إلى المحكمة المركزية اليوم، لنغادر بكفالة مالية وعدم زيارة الشيخ جراح لمدة شهر”.

وأشار محمود إلى أنه “وعند مروره من منزله المهدم شعر بألم كبير”، وقال إنهم “دمرولي حياتي وحياة أبنائي ودمروا تاريخنا، لكننا ما زلنا أقوياء، والحمد لله على كل شيء”.

(رويترز)

وفي ردّه على الادعاءات الإسرائيلية قال صالحية “يتحجج الاحتلال ببناء المدارس لإخلاء البيوت. قبل نحو 15 عامًا، بدأ الاحتلال بإنشاء مدرسة ادعوا أنها لخدمة العرب والمقدسيين، لكنهم توقفوا بعد فترة من الزمن وحولوها إلى ثكنة عسكرية، والآن الطريقة نفسها، يزعمون أنهم يريدون بناء مدرسة لخدمة المواطنين الفلسطينيين في القدس، لكن هم لديهم مآرب أخرى”.

وقال صالحية إن “هذا التهجير هو الثاني حيث هجرت عائلتنا من بلدة عين كارم في القدس المحتلة عام 1948، ولجأت إلى حي الشيخ جراح، وها هي اليوم تشرد من منزلها مرة أخرى في نكبة جديدة”.

وداهمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، منزلًا يعود لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح، واعتقلت الموجدين فيه، قبل أن تقوم طواقم البلدية بهدم المنزل.

وعقب عملية الهدم حذّرت الحكومة الفلسطينية وفصائل فلسطينية مسلحة من الإجراءات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح ومدينة القدس، فيما ذكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن “هذه الجريمة لن تزيد أهل القدس إلا وقودًا لاستمرار المواجهة وتصعيد المقاومة بكل أشكالها”.

وعائلة صالحية من بين عشرات العائلات الفلسطينية اللاجئة التي استقرت في حي الشيخ جراح عام 1956، بعد اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تخلت بموجبه تلك العائلات اللاجئة من مناطق مختلفة إثر نكبة العام 1948، عن بطاقة اللاجئ التي كانت بحوزتها.

وتسببت انتهاكات إسرائيلية بحق سكان القدس المحتلة، ولاسيما أهالي الشيخ جراح، باندلاع مواجهة عسكرية شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مايو/أيار الماضي، استمرت 11 يومًا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان