“الصحة العالمية”: حمّام دم في غزة وقدرات القطاع الطبي تراجعت إلى 20%

كشف شون كيسي، منسق الفريق الطبي لمنظمة الصحة العالمية في مركز العمليات الإنسانية المشتركة في رفح، عن انخفاض قدرة القطاع الصحي في جميع أنحاء قطاع غزة إلى حوالي 20% مما كانت عليه قبل 80 يومًا.

وقال إنه تم استنفاد “جميع أسرّة المستشفيات تقريبًا، وتوقفت جميع الخدمات، إما لأن المرافق نفسها تأثرت أو تضررت أو لأن الموظفين اضطروا لتركها أو لأن الإمدادات الطبية قد نفدت، أو لعدم تمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها”.

ونقلت وكالة رويترز عن كيسي قوله “لا يوجد مكان آمن فعلياً في غزة. نحن موجودون الآن في مركز العمليات الإنسانية المشتركة التابع للأمم المتحدة في رفح. خارج باب هذا المبنى، على بعد 50 مترًا من المكان الذي أجلس فيه الآن، يوجد مخيم لآلاف الأشخاص الذين استقروا هنا، والذين أعيد توطينهم هنا لأنهم فقدوا منازلهم، أو لأنهم فروا من العنف”.

وأشار كيسي إلى وصول عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى الأقصى في أعقاب الهجوم الإٍسرائيلي على مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة عشية عيد الميلاد.

وأضاف “ما وجدناه عندما وصلنا إلى هناك أن أكثر من 100 مريض تم إحضارهم بإصابات خطيرة خلال فترة قصيرة جدًا، تقريبًا 30 دقيقة، بالإضافة إلى حوالي 100 حالة وفاة تم إحضارها إلى المستشفى في نفس الوقت تقريبًا”.

وعن مشاهداته خلال الفترة التي قضاها في قطاع غزة قال كيسي “لقد رأينا أطفالًا ونساءً وشبابًا وشيوخًا، وأشخاصًا ينزفون. أمس في الوقت نفسه بمستشفى الأقصى رأيت امرأة مصابة بطلقات نارية عدّة، وجرت محاولة لإنقاذها، وكانت تنزف بشدة. نرى إصابات يتم إحضارها للمستشفى على نطاق يصعب تصديقه، إنه حمّام دم كما قلنا من قبل، إنها مذبحة”.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا، أمس الأربعاء، قالت فيه إن موظفيها شاهدوا أثناء تنقلهم عبر غزة عشرات الآلاف من الأشخاص يفرون من الضربات العنيفة في خان يونس والمنطقة الوسطى، سيرًا على الأقدام أو يركبون الحمير أو في السيارات، وإنه تم بناء ملاجئ مؤقتة على طول الطريق.

وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل المنظمة في فلسطين “تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ من أن هذا النزوح الجديد للأشخاص سيزيد من الضغط على المرافق الصحية في الجنوب، التي تكافح بالفعل من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان”.

ووفقًا لأحدث تقييمات منظمة الصحة العالمية، يوجد في غزة 13 مستشفى يعمل بشكل جزئي، ومستشفيان يعملان بالحد الأدنى، و21 مستشفى لا تعمل على الإطلاق. ومن بين تلك المستشفيات مجمع ناصر الطبي، وهو أهم مستشفى إحالة في جنوبي غزة، ويعمل بشكل جزئي. وقالت المنظمة إن التقارير الأخيرة عن صدور أوامر بإخلاء المناطق السكنية حول المستشفى مثيرة للقلق للغاية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان