رغم الحرب.. “سانتا القدس” يُحيي أجواء عيد الميلاد مع أطفال البلدة القديمة (فيديو)

يحل عيد الميلاد على مدينة القدس المحتلة دون أي مظاهر احتفال، إذ غُيبت شجرة الميلاد المزينة عن الشوارع، وأُلغيت الفعاليات المعتادة في كل عام كالكشافة والبازارات وغيرهما، تضامنًا مع أهالي غزة الذين يعانون ويلات الحرب.

ورغم أجواء الحزن المنتشرة في الأجواء إلا أن عيسى قسيسه (45 عامًا) من البلدة القديمة، يستقبل الأطفال في منزله الذي فتحه منذ 7 سنوات لهم مطلقًا عليه اسم “بيت سانتا”، حيث يتوافد إليه في كل عام الأطفال والعائلات وزوار المدينة، لحضور فعاليات يبعث من خلالها البهجة في قلوب الأطفال حتى في الظروف المريرة التي تشهدها البلاد.

وقال في حديث مع الجزيرة مباشر “لقد فتحت منزلي هذا العام رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لإيصال رسالة إلى الأطفال وهي رسالة السلام والمحبة والعطاء، فهم ملائكة لا يعلمون ما الذي يحصل حولهم؟”.

ويقول قسيسه عن عيد الميلاد في هذا العام وهو ملقب بـ”سانتا القدس” منذ 15 عامًا، “يختلف العيد هذا العام عن الأعوام الماضية، بسبب الحروب، حتى الأطفال في المدينة يعانون من حالة التوتر والخوف، لذلك أردت إيصال رسالة الأمل والحب والسلام من قلب القدس، لأن السلام في القدس يعني انتشار السلام في جميع أنحاء العالم”.

ويضيف قسيسه أنه فتح منزله لأجل الأطفال الذين كانوا يسألونه في كل مرة يلتقي بهم “هل ستفتح منزلك هذا العام؟”، وكان يجيبهم بأنه سيفتحه لهم ويدعوهم أن يصلوا لتتحسن أحوال فلسطين”.

يستقبل سانتا الأطفال بفرحة ويحتضنهم ويتحدث إليهم ويهديهم الحلوى ليرسم البسمة على وجوههم، مؤكدًا أنهم قبل دخولهم يلمس ما يعانون به من توتر وحزن، فيحرص على خروجهم فرحين من منزله.

ويشير قسيسه أن عدد الوافدين إلى بيت سانتا قلّ بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية، فقد كان يصل عدد الزائرين إلى 25 ألف زائر بينما لم يتجاوز هذا العام 4 آلاف زائر، وخاصة أن السياحة في القدس أصبحت شبه معدومة بسبب الحرب، وهو ما يؤثر أيضًا في حركة الأسواق والمحال التجارية في المدينة.

ويختم قسيسه حديثه بدعوة الجميع للصلاة والدعاء لإنهاء الحروب وخاصة من قلب القدس أرض السلام، متمنيًا أن يحلّ العيد في العام المقبل بحال أفضل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان