أمراض معدية وأوبئة فتاكة.. كارثة صحية تهدد حياة النازحين داخل مراكز الإيواء في غزة (فيديو)

كشف نازحون من مدينة بيت حانون في شمالي قطاع غزة عن انتشار أمراض جديدة لا علاج لها داخل مراكز الإيواء.
وقال النازح عمر داود “هناك أمراض جديدة تنتشر بشكل جنوني بين النازحين، أصابني فيروس بالمدرسة منذ 10 أيام، والعلاج بلا نتيجة، بسبب انعدام النظافة وانقطاع المياه”.
وأشار إلى لجوئه للمستشفيات بعد ارتفاع درجة حرارته وتقيؤه المستمر إلا أنه لم يجد مكانًا داخل المستشفى بسبب ارتفاع حالات الإصابات بالأمراض المختلفة، وانشغال الطوارئ بمصابي الحرب، مضيفًا “أعطوني علاجًا لكن المشكلة أنه لن يجدي بسبب انتشار الفيروس بين أكثر من 10 آلاف نازح”.
ولفت داود إلى انتشار مرض الجدري بين الأطفال داخل مخيمات النزوح بسبب اختفاء أدوات التعقيم ونظافة المرافق، إلى جانب عجز الأهالي عن توفير الأدوية، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبشأن توفير الطعام والتغذية للنازحين، أكد داود أنهم يعيشون على المعلبات التي تأتي عن طريق المساعدات، وخارج ذلك لا يوجد، بسبب عدم توفر المال.
وأوضح “نعيش بشكل غير صحي، إذ نخبز على النار مباشرة، وأحيانًا نستخدم الحطب وكذلك البلاستيك، أعني أن ما نجده نستخدمه”.
وأكد الشاب، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يجب توفير ظروف معيَّنة، تحديدًا للأشخاص الذين يعانون إعاقة، وأن مكان النزوح لا يتسع لـ1000 شخص، مضيفًا “تخيل يعيش هنا أكثر من 10 آلاف أي أن الاختلاط 200%”.
بينما أشارت النازحة من شمال غزة، إيمان أبو عودة، إلى الظروف المعيشية الصعبة، قائلة “لا توجد كلمات تعبّر عما نعانيه، الظروف المعيشية صعبة للغاية بشكل لا يوصف بداية من نزوحي من مستشفى بيت حانون إلى مدرسة جباليا”.
وعند حديثها عن الظروف الصحية، أوضحت أنها مهمشة للغاية ولا توجد مراعاة لأي ظرف إنساني لمريض أو معاق، إذ إن أبسط الأشياء غير متوفرة سواء للأطفال أو لكبار السن.
وأشارت النازحة إلى إصابة ابنها بمرض التهاب الكبد الوبائي، إثر إصابته بسبب استخدام المرحاض وقلة النظافة، مضيفة “عانينا لأكثر من 10 أيام، وعجزت عن توفير العلاج والطعام والشراب، والآن كما ترى أعيش على درج السلم”.
وعبَّرت إيمان أبو عودة عن حزنها الشديد بسبب عجزها عن توفير البيئة المناسبة لابنها المريض بسبب وجودهما داخل مراكز الإيواء.
واستدركت “طالبنا الأطباء بتوفير الخضار والفاكهة والحلويات للطفل، إلى جانب عزل الولد لأن المرض معدي، وكما ترى نحن 8 أشخاص نعيش بمترين في مترين”.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقـ ـصـ ـف مدرسة تابعة لمنظمة الأونروا بداخلها نازحون بمخيم #جباليا شمالي قطاع #غزة #الجزيرة_مباشر #غزة_تحت_القصف #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/3sA2xv6g7k
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 2, 2023
ووفق الأم، فإن الطفل أصيب بسبب انتشار الفيروسات والأمراض المعدية داخل أماكن النزوح، إضافة إلى المياه الملوثة ونقص الطعام ومواد التعقيم، موضحة “عند نزوحنا لم نأخذ أي شيء معنا، وكما ترى لا يوجد راتب، لذلك لا أستطيع أن أشتري شيئًا”.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة إن أكثر من مليون و500 ألف نازح في مراكز الإيواء يفتقرون إلى أبسط المقومات الصحية والإنسانية، بجانب الماء والدواء، مما يزيد من انتشار الأوبئة بين النازحين.
وأضاف “رصدنا انتشارًا واسعًا للأمراض المعدية والأمراض الجلدية والوبائية، وهذا يعني أننا أمام كارثة إنسانية وصحية كبيرة”، مؤكدًا أن هذا الأمر يتطلب من المؤسسات الأممية إيجاد وسائل وطرق خاصة بهم لتطبيق القانون الدولي الإنساني لحماية النازحين وتوفير سبل الحياة الصحية والإنسانية قبل وقوع الكارثة.