هربوا من القصف فعاشوا حياة الضنك.. أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون في رفح (فيديو)

تحت القصف الشديد وبعد رحلة نزوح طويلة استمرت لأيام، خُيل للنازحين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه أنهم أصبحوا في مأمن بعد أن أمطرتهم نيران العدوان الإسرائيلي قرابة شهرين، لكن كانت المفاجأة، أنهم وجدوا مدنًا خالية من مقومات الحياة، وغلاء فاحشًا وأمطارًا أغرقت خيمهم، ولا طعام أو شراب أو مشفى أو متجر لبيع المواد اليومية الأساسية.

يقول محمد المصري، النازح الفسطيني من منطقة المواصي غرب مدينة رفح: “كان أشرف لنا أن نموت تحت القصف من أن نطلع من الدار، أجينا للموت، يعني لو متنا شهدا كان أفضل”، مشيرًا في حديثه للجزيرة مباشر أنهم يموتون بالبطيء داخل أماكن النزوح النائية.

وأضاف أن المنطقة التي نزحوا إليها لا يوجد بها أي شيء، إذ إن المحال التجارية فارغة تمامًا من المؤن وإذا تواجدت فإنها غالية جدًا، لافتًا إلى تدكس المواطنين في منطقة النزوح الجديدة بمدينة رفح.

وحول أزمة الماء والغذاء، قال المصري: “فش ميه نشرب المياه مالحة من الماسورة”، مشيرًا إلى أنهم يخرجون بعد صلاة الفجر، ويقفون بالساعات في طابور طويل كي يحصلوا على المياه.

بينما أكد النازح يوسف الأخرس إلى أن المنطقة بالكامل تفتقر لأبسط مقومات الحياة، قائلًا: “موضوع الغذاء صعب للغاية ولما سجلنا ببرنامج الغذاء قالو لنا يومين أو تلات ولحد الآن ما في أي شي”، وشدد على أنهم مدنيون لا علاقة لهم بالمقاومين، منددًا بالظروف الإنسانية المتدنية التي يعيشون فيها.

وأشار إلى معاناتهم اليومية في الحصول على الغذاء لسد جوع أطفالهم، مضيفًا: “نذهب من شمال رفح إلى جنوبها فقط من أجل الحصول على علبة جبن أو فول من دارس الوكالة”.

من جهتها قالت تغريد عطا الله إنها جاءت مع عائلتها إلى مدينة رفح مشيًا على الأقدام، لتُفاجَأ بارتفاع الأسعار، وقالت: “القرشين اللي معي حطيتهم على الخيمة، صرفت 1500 شيكل وما معي أطعم ولادي”.

وأكد على كلامها شادي عمران إذ أوضح أنهم لجأوا إلى المكان دون أي شيء، وفي نفس الوقت لم يجدوا أي شيء، مفسرًا: “لا خيمة ولا حريمات، لا طعام ولا شراب ولا حتى شي ننام عليه”، معبرًا عن عجزه في تدفئة أولاده الصغار.

وعبّر عن سخطه تجاه مراحيض المدارس المتواجدة بالمنطقة، والتي تعاني من انعدام النظافة ما تسبب في انتشار الأمراض بين النازحين.

وفيما يخص البرد الشديد الذي ضرب المنطقة، قال الأخرس: “هناك بعض الأشخاص غرقت خيامهم من الأمطار”، لافتًا إلى استمرار آخرين في النوم بالعراء بسبب عجزهم عن توفير مسكن مناسب.

ويعاني النازحون بشكل عام من أزمة كبيرة في موضوع التدفئة، بسبب شُح الحطب والمواد الخاصة بالتدفئة، إلى جانب ارتفاع أسعارها إن وجدت.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان