“انتصار الحب”.. شاب من غزة يتبرع بكليته لزوجته لإنهاء معاناتها من الفشل الكلوي (صور)

الشاب عنان وزوجته ريما بعد انتهاء عملية نقل الكلية بنجاح (مواقع التواصل)

تبرع شاب من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة بكليته لزوجته التي تعاني من فشل كلوي، في موقف حظي بإشادة وحفاوة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقال الشاب عنان سعدات، وهو طبيب أسنان، في وصف علاقته مع زوجته، لوسائل إعلام محلية “زوجتي هي عمود حياتي وأساس حياتي كلها. كنت أشعر أني أنهار في عز مرضها”.

بدأت قصة الزوجة ريما أبو عيدة مع مرض الفشل الكلوي، بعد محاولتهما إنجاب طفل، مما تسبب في مضاعفات أدت إلى تسمم دموي وفشل في أعضاء الجسم للزوجة.

وقرر عنان التبرع بكليته حينما زار وفد طبي من الخارج غزة، مؤكدًا أن زوجته هي “الكون بالنسبة له، وهي قبل أي اعتبار آخر في الحياة، عالمه، وروحه التي تحييه”.

ونشر عنان على فيسبوك صورة له ولزوجته بعد إجراء العملية، وعلّق عليها “هيا يا زوجتي، دعينا ننفض غبار الألم والمرض، ونترك ما مضى للماضي ونبدأ بداية جديدة، بداية القوة بداية الصحة كأننا وُلدنا اليوم. الحمد لله الذي فرّح قلبي بشفاك وعافيتك، الحمد لله على نعمة الانتصار. الانتصار على المرض. أسأل الله أن يمدك بكامل الصحة وموفور العافية”.

وتداول ناشطون ومدونون على نطاق واسع، مقاطع فيديو توثق استقبال حافل للشاب في بلدته بيت حانون، تقديرًا لموقفه وشهامته بالوقوف إلى جانب زوجته، بخطوة قد يتردد الكثير في تنفيذها.

وأشاد مغردون بهذه القصة، مؤكدين أن الشاب نموذج فلسطيني رائع يُقتدى به، كما وصفه آخرون بـ”الزوج الوفي”.

ورأى آخرون أن قصة الزوجين تؤكد وجود الخير في الحياة، رغم كل قصص المشكلات الزوجية والتفكك الأسري التي غزت منصات التواصل الاجتماعي.

وعلّقت المغردة فيروز، قائلة “الدكتور الذي تبرع لزوجته بكليته نموذج فلسطيني رائع يُقتدى به، وخبر مُفرح في ظل كل هذا الحُزن. فعلًا إنه في حياتنا ناس هم الأساس”.

وقالت الصحفية سلوى أبو عزوم “كان لازم أشارككم قصة دكتور عنان وزوجته ريما، لتكون قصة جميلة تروى للجيل الجديد، تحمل في طياتها معنى الحب والمودة الحقيقي. دكتور عنان سعدات ابن مدينة بيت حانون بغزة، زوجته ريما بتعاني من فشل كلوي، رغم معارضة الجميع له بتبرعه لها بكليته إلا أنه تغاضى عن كل آرائهم وتبرع لها بكليته”.

وكتب الأكاديمي ناجي شراب على تويتر “دكتور فلسطيني عنان سعدات من غزة يتبرع بكليته لزوجته ليخلصها وينقذها من ألم الفشل الكلوي. قمة الوفاء والحب والعطاء والتضحية. جانب مشرق لغزة وأهلها، وهذه غزة أم الخير والحب دائمًا”.

وعلّق الناشط أحمد حمدان، قائلًا ”عنان وريما من أجمل قصص الوفاء في الزمن العابر، حقًّا إنه ملاك الإنسانية. د. عنان سعدات الذي يجسد لنا الوفاء الحقيقي والأخلاقي للحياة الزوجية بكامل معانيها”.

وقال المدون داود سعدات “هكذا تنمو جذور المبادئ الإنسانية عندما تكون البذور مسقية من تربية العائلة الأصيلة. الفلسطيني الدكتور عنان سعدات من بيت حانون يجسد لنا ‘الوفاء’ الحقيقي والأخلاقي للحياة الزوجية بكامل معانيها واقعًا دون تردد. وهو ينتزع كليته من جسمه ليزرعها في جسم زوجته ريما التي تعاني من مضاعفات حادة وتسمم بعد تدخل جراحي (خطأ طبي) في أحد مستشفيات مدينة غزة الخاصة أدت بها إلى الفشل الكلوي”.

وأضاف سعدات “حقًّا إنه ملاك الإنسانية د. عنان لم يترك زوجته في مرضها على مدار سنوات حتى بوقت غسيل الكلى الذي كلفه مجهودًا معنويًّا وجسديًّا وماليًّا باهظًا. لا يعلمه إلا الله عز وجل. لم يتخل عنها ثانية واحدة. صاحب الصون لم يترك زوجته بوجه أهلها، مثل بعض الناس للأسف. عنان الإنسان الحقيقي من المعادن الثمينة في الزمن الرخيص”.

 

 

 

المصدر : خدمة سند + مواقع التواصل

إعلان