“أنا الناجية من قنابل الفسفور”.. شابة فلسطينية تروي تفاصيل مروعة عن استشهاد والدتها قنصا في غزة (فيديو)
“أنا الناجية من قنابل الفسفور” بهذه الكلمات عرّفت الفلسطينية سارة خريس نفسها خلال كشفها للجزيرة مباشر تفاصيل استشهاد والدتها برصاص قناصة قوات الاحتلال في شمال غزة.
تروي ابنة الشهيدة “هالة عبد العاطي” شهادتها على قنص والدتها، واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمئات المدنيين في شمال قطاع غزة.
وتصف سارة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بـ”يوم القيامة”، إذ قصف جيش الاحتلال المنازل بالصواريخ وقنابل الفسفور بشكل جنوني.
وتستعرض بذاكرتها آخر يوم عاشته مع والدتها “في صباح يوم 12 نوفمبر أدينا صلاة الفجر جماعة، وأصرت والدتي على تجهيز الفطور لنا، ما كنت بعرف أنه آخر فطور راح تجهزه”، وأردفت “أخبرنا أحد الجيران بأنه سُمح لنا بالمغادرة، واعتقدنا أن هناك تنسيقًا بين الصليب الأحمر والاحتلال”.
وأوضحت سارة أن العائلة خرجت مع قافلة من المدنيين، وكانت أمها بصحبة حفيدها تيم، واستكملت “استهدفت رصاصة لن أنسى صوتها أبدًا جسد أمي، وأسقطتها على الأرض، ظللت أصرخ: أمي أمي، وجريت للبيت لأخبر أختي بأن أمي استشهدت”.
وتستكمل خريس ما حدث بذهول عن محاولتها الاتصال بالإسعاف لكن دون جدوى بسبب انقطاع الشبكات “كنت أشعر بالعجز، ولكنها كانت مجرد محاولة”.
وتضيف باكية “ذهب أخي محمد إلى المكان، رغم علمه بأنه سيتم استهدافه هو الآخر، لكنه لم يتحمل منظر أمي ملقاة على الأرض، حملها مع والدي وأحضراها للمنزل، لكنها كانت قد فارقت الحياة، إذ قُنصت برصاصة في القلب كان مكانها كبيرًا للغاية”.
وعن اللحظات القاسية لدفن والدتها، تقول خريس بتأثر “خلال ساعتين تم تجهيز أمي وصلينا عليها ودفناها في نهاية فناء المنزل، لأنه لم يستطع أحد الخروج للشارع بسبب قنص الاحتلال لأي شيء يتحرك”.
في ثنايا حديثها للجزيرة مباشر، قالت سارة “هل تتوقعون أن المأساة انتهت لفقدان مهجة قلبي؟!” موضحة أن الاحتلال حاصر منزلهم قرابة 10 أيام، واصفة ما قام به الاحتلال مع عائلتها بالحرب النفسية إلى جانب حربه الانتقامية.
وفيما يخص لحظة خروجهم بعد الحصار، أردفت سارة “عندما خرجنا وجدنا جثثًا متناثرة في الشوارع، حتى الحيوانات لم تسلم من بطش العدوان، واختتمت حديثها “قصة نزوحي من الشمال إلى الجنوب مرورًا بالمحطات الكثيرة أشبه بالمعجزة، لا أصدّق أنني نجوت وأشكر الله كثيرًا، لكن عائلتنا الجميلة تشتت، فقدت أمي -روحي- وأبي وأختي -أم تيم- بالشمال، أما أخي وباقي البنات فهم بالجنوب، ولا أعلم شيئًا عن مصيرهم”.