جميل الدرعاوي.. رواية مفزعة عن سنوات من التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)

“تعرضت للضرب المبرح، تقريبا وصلت لشعور بأن حياتي انتهت، وبأنني سأسلم الروح في أي لحظة”، هكذا بدأ الأسير المحرر جميل الدرعاوي شهادته عما تعرض له من انتهاكات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الدرعاوي الذي قضى في سجن عوفر 4 سنوات وشهرين وأطلق سراحه مؤخرا، روى للجزيرة مباشر تفاصيل انتهاكات تعرض خلالها لأشد أساليب التعذيب النفسية والجسدية شديدة الخطورة والإهمال الطبي المتعمد الذي تسبب له في إشكالات صحية عدة.
لم يكتفِ سجانوه -كما يقول الدرعاوي- بالضرب، بل زادت لصنوف أخرى من التعذيب “أحرقوا يديّ بالسجاير أثناء التحقيق وكانوا يضعون السجائر على العصب”.
وعلى إثر الضرب المبرح الذي تعرض له بشدة على رأسه، فقد الأسير المحرر الإبصار في عينه اليمنى، وخُلع فكه الأيسر، وأصيب بصعوبة في السمع، بسب ضغط شديد في أعصاب أذنيه.
الضربات التي تلقاها الدرعاوي في منطقة أسفل البطن نتجت عنها إصابات حادة وخطيرة في الكلى، وارتجاج لاإرادي في الأعصاب، وصعوبة في الوقوف واختلال التوازن وتعرج في المشي.
وفق ما يقول الدرعاوي فإن سياسة الاحتلال زادت ضغطا عليهم منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وتغيرت لهجة السجان الذي كان يخبرهم “إحنا اليوم بنطلع الأسير اللي بده يموت فقط لا غير”.
خرج الأسير المحرر من محبسه غير قادر على الحركة وحين زار الطبيب تبينت حجم المعاناة “أخذتني عائلتي إلى المشفى، وتبين في الفحوصات وصور الأشعة رضوضا في كل أنحاء جسدي نتيجة الضرب، ومشاكل صحية أخرى عانيت منها طوال 4 سنوات من الأسر”.
الأسير المحرر جميل الدرعاوي أمضى 14 عاما في سجنه الأول، ثم أعيد اعتقاله للمرة الثانية العام 2019.
خرج درعاوي من تجربة اعتقاله متلهفا لاحتضان أطفاله، لكن أشد ما آلمه أن بناته لم يتعرفن عليه.
يقول الدرعاوي “عندما وصلت البيت كنت أريد أن احتضن بناتي لكن لم يعرفنني وهربن إلى جدتهن، حاولت قدر الإمكان، وركعت أمامهن، أريدهن أن يقتربن مني، لكنهن رفضن الاقتراب، واحتفظت بألمي في داخلي، ولم أضغط عليهن أكثر لأنني خفت على تأثرهن النفسي، على أمل أن ينكسر الحاجز هذا الذي بيننا مع الأيام وأن نعود لبعضنا كما كنا قبل اعتقالي”، ويصف جميل هذا الموقف بقوله ” كان ذلك المشهد الأكثر ألمًا”.