من هو صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في لبنان؟

القيادي في حماس صالح العاروري
الشهيد صالح العاروري (مواقع فلسطينية)

أعلنت حركة حماس استشهاد القيادي صالح العاروري، مساء الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن غارة معادية استهدفت مكتب حماس حيث كان يُعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية، أدت الى استشهاد العاروري و 5 آخرين وإصابة 11 شخصا توزعوا على مستشفيات المنطقة.

من هو العاروري؟

العاروري هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وصفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في 3 سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل عملية طوفان الأقصى، بأنه “شخص خطير ويهدد وجودنا”.

وُلد العاروري عام 1966 ببلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية.

تقلد العاروري العديد من المناصب القيادية المهمة داخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من بينها عضويته منذ عام 2010 في مكتبها السياسي، قبل اختياره نائبا لرئيس المكتب السياسي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017.

قضى العاروري ما مجموعه عشرين عاما في السجون الإسرائيلية، وأُطلق سراحه في عام 2010 بشرط إبعاده.

وبعد الإفراج عنه تم ترحيله إلى سوريا التي استقر فيها 3 سنوات، ثم غادرها إلى تركيا في فبراير/شباط 2012 بعد اندلاع الثورة السورية.

“خطر على إسرائيل”

يقول المعلق في صحيفة هآرتس الإسرائيلية رونيت مرزان “العاروري شخص خطير، معني بحرب إقليمية شاملة تضر بإسرائيل بشكل كبير وتسرع نهايتها”.

وتتهم إسرائيل العاروري بالمسؤولية عن إشعال الأوضاع في الضفة الغربية، وبأنه صاحب فكرة الاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال والمستوطنين.

وفي أغسطس/آب الماضي، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتياله.

وقال نتنياهو أثناء جلسة لمجلس الوزراء إن حكومته ستجعل من يمول الهجمات على إسرائيل يدفع ثمنا باهظا، وفق تعبيره.

وأضاف “إنه (العاروري) يعرف جيدا سبب اختبائه هو وأصدقائه. في حماس يدركون جيدا أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) وفي غزة وأي مكان آخر”.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن المسؤولين الأمنيين في إسرائيل مهتمون منذ مدة باغتيال العاروري، لأنهم يرون أنه يتزعم محاولات لإشعال شرارة انتفاضة جديدة في الضفة.

5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه

في عام 2018، أعلنت الولايات المتحدة رصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عن العاروري.

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدبلوماسي مايكل إيفانوف في مؤتمر صحفي “العاروري يعيش بحرّية في لبنان، ويعمل أيضا مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عمليات لصالح حماس، وقيادة عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أمريكية”.

وأشار المتحدث إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت المطلوب “إرهابيا” عام 2015.

تحركات ضد العاروري بعد 7 أكتوبر

في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 6 من قادة حركة حماس “في مرمى النيران الإسرائيلية” بينهم العاروري.

وأضافت الصحيفة أن العاروري “هو الرجل الثاني في حماس، وهو المسؤول عن أنشطة جناحها العسكري في الضفة الغربية”.

وفي 31 أكتوبر، فجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل العاروري، في بلدة عارورة قرب رام الله بالضفة الغربية، وذلك بعد أيام من عملية واسعة النطاق ضد أفراد حماس في القرية، وتحويل المنزل إلى مركز للتحقيق معهم.

“صعّدوا المقاومة”

وفي آخر لقاءاته وجَّه العاروري رسالة إلى شعبه، وقال “رسالتي إلى شعبنا، وبالذات شباب شعبنا: انهضوا جميعا وقاتلوا، اضرب حجرا، زجاجة حارقة، بمسدس، ببندقية مصنعة، بكل شي تصل يدك إليه قاوم، ولن يستطيع الاحتلال الصمود”.

وأضاف “بدل ألف شاب بيشاركوا في المقاومة، 100 ألف لازم يشاركوا، وسيخرج الاحتلال، سيُهزمون، هذه أرضنا، كل القوانين الدولية تقول هذه أرضكم، والاستيطان محظور عليه أن يكون هنا”.

وتابع “صعّدوا المقاومة إلى مستوى يضع العالم كله أمام مسؤولياته، وستجدون أن العالم سيقف معنا، حين يرى إصرارنا على حقنا، هذه معركة تحرير الأقصى، ومنع تهويده، وهذا يومها، فحي هلا بك إن كنت ذا همة، فقد حدا بك حادي الشوق”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية + وكالات

إعلان