“شوفنا الموت أشكال وألوان”.. ليلة قاسية على النازحين في منطقة مواصي رفح (فيديو)

هب منخفض جوي مصحوب بأمطار ورياح شديدة على منطقة مواصي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وهو ما فاقم مأساة مئات الآلاف من النازحين هناك.
“ما حطيت راسي على الأرض، نمت واقف” بهذه الكلمات يعبّر مهدي عبد القادر عن شدة ما قاساه في هذه الليلة، وأضاف للجزيرة مباشر “6 أنفار على فرشتين، يعني حتى مش الكل بيتغطى”.
الحاج أبو عمر بكر وصف الوضع القائم بالمأساة، معتبرا هذه الليلة أسوأ ليلة في حياته “خيمتي كلها مية، وكل الناس بتعاني ولا حد مدور علينا”.
وأشار أبو عمر إلى تفاقم الكارثة على الأطفال الذين يواجهون البرد القارس بأجسادهم الهزيلة ومناعتهم الضعيفة “أطفالنا ماتوا من البرد ومش لاقيين أواعي وحرامات تدفيهم، إحنا مش قادرين نتحمل، فما بالكم بالأطفال؟”.
وطالب الحاج أبو عمر -من خلال الجزيرة مباشر- مَن سمّاهم الضمائر الحية في العالم بالنظر إلى النازحين بعين الرحمة لإنقاذهم من المعاناة “شوفنا الموت بالألوان، لا حياة، لا أكل ولا شرب ولا مياه”.
استيقظ النازح عطوة شاهين في الخامسة فجرا على وقع زخات المطر على جسده، بعد أن تطاير سقف خيمته التي يقطن بها 24 فردا، وقال عطوة “ليلة صعبة، عيوني ما شافت نوم”، وأضاف عطوة حاملا طفله بين يديه “ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ ما عندهم حليب حتى”.
لا يختلف الأمر كثيرا على النازح مصعب بكر، إذ أشار إلى الجوع الذي يعانيه النازحون “إحنا بمجاعة، بقالنا شهر عايشين على كيلو رز”.
وطالب مصعب كل الجهات المعنية ولا سيما الصليب الأحمر بالتدخل العاجل لإنقاذ النازحين الذين يعانون بشكل جنوني، حسب وصفه.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 26257 شهيدا و64797 مصابا 70% منهم أطفال ونساء، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.