الأم في شمال غزة ورضيعاها في الجنوب.. رانيا ضيف الله شتتت الحرب أسرتها (فيديو)

الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، أطلقت العنان للمآسي لتفاقم جراح الغزيين أشكالًا وألوانًا، حرب أحرقت الأخضر واليابس ولم تفرّق بين كبير وصغير ولا حتى رضيع.
من بين أصغر ممن دفعوا ثمن هذا العدوان، طفلان توأم (ذكر وأنثي) لم يحظيا باسمَين لهما بعد، ولم يحظيا حتى برعاية والدتهما التي فرَّق الاحتلال بينها وبينهما.
كل ما يمكن تعريف الرضيعين به أنهما ابنا الفلسطينية رانيا ضيف الله من شمالي قطاع غزة التي لا تعرف شيئًا عن رضيعيها الموجودَين في المستشفى الميداني الأردني بجنوبي القطاع، بسبب انقطاع الاتصالات ولا تستطيع الوصول إليهما ورؤيتهما بسبب اشتداد وتيرة الحرب.
الدكتور عمر معايطة -اختصاصي الأطفال الخدَّج بالمستشفى الميداني الأردني- يقول للجزيرة مباشر إنه يأمل أن يُطمئن رانيا على طفليها ويخبرها بتحسن حالتهما الصحية، ويمنعه من ذلك الاتصالات والمواصلات.
وأضاف معايطة، وهو المسؤول عن رعاية التوأم، أنه تسلَّم الطفلين وهما في حالة صحية متردية للغاية، بوزن ضئيل وبنية جسدية ضعيفة ومناعة قد تكون معدومة، وبعد تحسُّن وضعهما يأمل الوصول إلى ذويهما لنقلهما من المستشفى.
وكان وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوسف أبو الريش قد أفاد بأن ”أطباء مستشفيات غزة يعملون في ظل أوضاع صعبة تحت القصف”.
وأكد أبو الريش أن ”الوقود نفد تمامًا في مجمع الشفاء الطبي، ويتم الاعتماد على الإنارة بالطاقة الشمسية”.
وعبَّر عن خشيته أن ينضم الأطفال الخدَّج جميعًا إلى قائمة الوفيات خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس السبت نحو 23 ألف شهيد، وأكثر من 58 ألف جريح 70% منهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في المنشآت والبنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وحسب وزارة الصحة في غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 12 مجزرة بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن 122 شهيدًا و256 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.