“وُلد يوم تهجير واستشهد يوم تهجير”.. قصة الشهيد محمد عكاشة عبر الذكاء الاصطناعي
روى الشهيد محمد عكاشة، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، رحلة حياته التي بدأت وقت تهجير، وانتهت كذلك، لتصبح بمنزلة حلم عودة لم يكتمل.
يقول الشهيد في الفيديو “اسمي محمد يونس عكاشة، عمري خمسة وسبعون عامًا، قد يزيد قليلًا أو ينقص قليلًا. وُلدت وقت التهجير الأول في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، حتى إن عائلتي لم تكن تعرف أي يوم هذا، فكانت نتيجة ذلك هو تقييدي في سجلات المواليد بعد أشهر من تاريخ ميلادي الحقيقي”.
ويضيف “إذَن كان يوم ميلادي غير معلوم، وكان محل الميلاد المدون غير الموضع الذي وُلدت فيه فعلًا، وعاشت فيه أسرتي حياتها قبل النكبة”.
ويتابع “أُجبرت عائلتي على مغادرة بيت الأجداد من مناطق الثمانية والأربعين، واستقر بها المقام في غزة، وتحديدًا في مخيم المغازي. أعلم أن كلمة ‘استقر’ هنا لا يمكن أن تكون هي التعبير الصحيح لحالنا”.
وأكد “لم يسقط حلمي بالعودة إلى البلاد، محل ميلادي، ومسقط رأس أبي وجدودي، وبينما كان العمر يمضي، وكنت أتشبث بالحلم، إذ بنا نُجبَر على تهجير جديد، تهجير المهجر. وحينها رفضت تكرار التجربة، ومغادرة منزلي بالمخيم، بقيت وحدي في المنزل، وظننت أن بقائي داخله سيكون سببًا كافيًا لحمايتي”.
وأشار إلى أنه “في إحدى ليالي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بيتي، نهبوا ما طالته أيديهم، وحطموا ما عجزوا عن سرقته، ثم اقتادوني عنوة إلى الشارع، وهناك قاموا بإطلاق الرصاص عليَّ أنا وآخرين، وتركونا ننزف حتى الموت”.
وتابع “بقيت جثاميننا ملقاة على قارعة الطريق لأيام، حتى انسحبت قوات الاحتلال من المكان. وحين عاد الأهالي لتفقد منازلهم المدمرة، وجدوني مسجًى على الطريق بجوار عكازي، ذلك العكاز الذي كان الوحيد الذي لم يتخل عني أبدًا”.
وختمت تقنية الذكاء الاصطناعي عن الشهيد بقوله “استشهدت، ولم يُعرف أيضًا تاريخ استشهادي على وجه الدقة، غير أن المؤكد هو أنني وُلدت يوم تهجير، واستشهدت يوم تهجير، فكانت حياتي حلم عودة لم يكتمل، إلا أنه قطعًا سيكتمل يومًا بعودة الأبناء أو حتى الأحفاد إلى أراضينا السليبة”.