أكاديمية بلغارية أحبت العربية من الصدق وكرهت نفاق الغرب بشأن غزة

يشهد العالم الغربي حاليا تضامنا واسعا مع القضية الفلسطينية، في ظاهرة أخذت منحنى تصاعديا في الشهور الأخيرة.
في بلغاريا، تلعب الناشطة والمترجمة مايا تسينوفا دورا بارزا ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو الدور الذي بدأته حين فتحت عيناها على مجزرة تل الزعتر عام 1976، والتي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين في مخيم اللجوء في لبنان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالولايات المتحدة توسّع حملتها ضد طلبة الاحتجاجات المؤيدة لغزة إلى المعابر البرية
إجراء طارئ أنقذ عيدان ألكسندر من الموت خنقا.. كيف منع قائد قسامي تسرب الغازات السامة تحت عمق الأرض؟
هارفارد في مواجهة البيت الأبيض.. الطلبة الأجانب ومظاهرات فلسطين يشعلان صراعا قضائيا بين الجامعة وترامب
وفي حوار خاص مع الجزيرة مباشر أوضحت أستاذة اللغة العربية في جامعة صوفيا أنها وغيرها من المناصرين للقضية الفلسطينية يواجهون صعوبات في الدفاع عن أهل فلسطين.
ماريا التي تلقب بـ “مترجمة درويش”، تشعر بالأسى لتغول الرواية الإسرائيلية في المجتمع البلغاري وتبني وسائل الإعلام هناك لها، وعجز المناصرين للقضية الفلسطينية عن إحراز تقدم مماثل.
وقالت إن “وسائل الاعلام تميل إلى الرواية الإسرائيلية للأسف، ومهما حاولنا أن نغير هذا الوضع، حتى الآن أستطيع أن أقول إننا لم نحرز إلا نتائج متواضعة جدا، بدليل أن ما يجري في غزة لا زال على نفس المنوال بل إن الأوضاع تشتد”.
لكن المترجمة البلغارية تشدد على وجود مناصرين لفلسطين رغم كل ذلك: “هذا لا ينفي وجود فئة تناصر الشعب الفلسطيني، وتشعر بآلامه، وهي الفئة التي تشعر بالغير، وهنا أذكر عنوانا من عناوين محمود درويش في قصيدته (فكّر بغيرك)”.
تبدي ماريا دهشتها من ترديد وسائل الإعلام لدفاعات إسرائيل عن نفسها في حين أنها قوة احتلال، وتوضح أن المناصرين للقضية الفلسطينية يدعمونها بوقفات الاحتجاج والتضامن لإيصال رسالتهم.
وتقول إن “غزة هي التي تدافع عن نفسها، وليس الاحتلال الإسرائيلي.. أي احتلال يدافع عن نفسه ضد من يحتله!!”.
وتشدد المترجمة البلغارية على استمرارها في فضح الاحتلال الإسرائيلي وروايته رغم كل ما يواجهونه من صعوبات، مستشهدة بقول الفلسطينيين عن أنفسهم “محكومون بالأمل”.
وعن جذور ارتباطها باللغة العربية تضيف ماريا تسينوفا أن ذلك بدأ عقب دراستها الثانوية حين أرادات البحث عن شيء جديد فوجدت ضالتها في دراسة العربية.
وأوضحت: “كنت أبحث عن دراسة شيء مختلف بعد دراسة الثانوية فصادفت اللغة العربية وهي صدفة بألف ميعاد، ورغم نظرة زملائي لحروف الأبجدية التي وصفوها بالمخيفة شعرت بأنها أبجدية جميلة، وأعجبني أنها اللغة الوحيدة في العالم التي تشتق الصداقة من الصدق، وهذا ما أطبقه مع الناطقين بلغة الضاد، فالصدق أولا والشكر ثانيا لهم”.
وعن أسعد لحظات حياتها تقول ماريا إنها كانت حين توجهت لزيارة المسجد الأقصى: “كنت محظوظة لأني تمكنت من زيارة فلسطين عدة مرات وفي كل زيارة أنحني وألمس بيدي ترابها، لقد كان إحساسا غير أرضي، غير دنيوي محض، بل هو إحساس من السماء”.