بسبب المجاعة.. أمهات في شمال غزة يجبرن على فطام أطفالهن الرضع (فيديو)
وسط ندرة شديدة في الطعام، وسوء التغذية الذي أصبح واقعًا في شمال قطاع غزة؛ اتخذ بعض النسوة قرارًا مؤلمًا بفطام أطفالهن الرضع قبل الأوان؛ مما يعكس الحالة السيئة التي وصلت إليها مستويات المجاعة هناك.
وتشارك خلود صبح، وهي أم لسبعة أطفال، محنتها قائلة: “بسبب نقص الغذاء والمجاعة، اضطررت إلى فطام ابنتي البالغة من العمر 9 أشهر. في بعض الأحيان، نمضي أيامًا دون أن نأكل، وعندما نجد الطعام، يكون ذلك بالصدفة. ونتيجة لذلك، لا ينزل الحليب. ولا يتوفر حليب صناعي أيضًا”.
وتضيف خلود أنها تمضي الليالي مجبرة على اللجوء إلى الماء المغلي مع الحلبة والسكر، لتسكت بكاء طفلتها من الجوع، خاصة أنها لا تستطيع تحمل تكاليف الحليب الصناعي، إن وُجد.
وعما إذا كانت قد عرضت طفلتها على طبيب، أجابت: “لا نقود معي لعرضها على أطباء، ولو عرضتها، سيقولون تحتاج الطفلة لحليب، من أين آتي بالحليب؟”.
وتشاطرها دعاء الكفارنة، هذا الشعور قائلةً: “اتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام، مما أثر على قدرتي في الرضاعة الطبيعية. تبكي ابنتي طوال الليل، وليس لدي خيار الحليب الصناعي بسبب تكلفته العالية، ولا يمكن لجسدي إنتاج حليب طبيعي”؛ مما اضطرها إلى أن تتخذ قرارًا بفطام طفلتها البالغة من العمر شهرًا ونصف شهر.
أما سجى نعيم، فتحمل طفلتها الهزيلة البالغ عمرها 9 أشهر، وتقول: “حينما ينظر الناس إليها، لا يصدقون أن عمرها 9 أشهر، ويظنون أن عمرها شهران فقط”.
تضيف سجى: “اضطررت إلى فطامها بسبب عدم إدرار الحليب”، وتتابع: “يقول الأطباء إن السبب في ذلك هو حالة الطعام والشراب التي نعاني منها”.
وبالنسبة لميرة مسعود، فتعاني طفلتها أيضًا من سوء التغذية بسبب عدم إدرار الحليب في جسم الأم، وتخشى ميرا على حياة رضيعتها، وتقول متحسرةً: “لا أستطيع حتى تأمين علبة حليب صناعي، خاصةً أن زوجي مصاب”.
ونفس الحال عند دينا عبد العال التي تتألم على فقدان الرضاعة الطبيعية لطفلتها البالغة من العمر 10 أيام فقط، حيث تضطر إلى إطعامها ماء بسكر، وكذلك تقول إسراء أبو حليمة: “لا أستطيع إرضاع طفلي بسبب قلة الطعام، لأنني لا أتناول أي شيء، ولا يتم إدرار الحليب”.