مستشار قائد الدعم السريع: العقوبات الأمريكية على قادتنا غير عادلة وتمثل مكافأة للبرهان

علق مستشار قائد الدعم السريع أيوب نهار، على إعلان الولايات المتحدة في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء 15 مايو/أيار فرض عقوبات على اثنين من قادة قوات الدعم السريع في السودان، لدورهما في العمليات العسكرية في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم غرب دارفور.
وذكر البيان أن “الولايات المتحدة ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لها لدعم عملية السلام، وفرض التكاليف على أولئك الذين يديمون الصراع في السودان، ومستعدون لاتخاذ تدابير إضافية ضد الأفراد والمؤسسات الذين يصعدون الحرب، بما في ذلك أي أعمال هجومية على الفاشر”.
ووصف أيوب لموقع الجزيرة مباشر تلك العقوبات بأنها غير عادلة، واعتبرها مكافأة “لجيش البرهان وفلول النظام البائد على انقلابهم على حكومة الثورة”، بحسب تعبيره.
وطالب نهار الحكومة الأمريكية بتوجيه العقوبات، إن وجدت، إلى “من أشعل هذه الحرب ومن يسعى إلى استمرارها.. يجب أن توجه أيضا إلى الذين يرمون البراميل المتفجرة في مدن وقرى دارفور وكردفان والخرطوم، والذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية”.
وبخصوص تأثير هذه العقوبات في الوضع بمدينة الفاشر قال مستشار قائد الدعم السريع “إننا داخل الفاشر ندافع عن أنفسنا وعن المواقع التي نسيطر عليها داخل المدينة، ومليشيات البرهان والحركات المتحالفة معه هي التي تقوم بالهجوم على قواتنا وسنظل ندافع عن أنفسنا متى تعرضنا لأي هجوم”.
وأردف نهار أن قوات الدعم السريع تعتبر أن هذه العقوبات لن يكون لها أي تأثير، مطالبًا الجيش السوداني بأن يكون له إرادة وقرار بفك ارتباطه مع الإسلاميين، على حد وصفه.

وقال إن “المطلوب من جيش البرهان السير في مفاوضات جادة واتخاذ قرار بإيقاف الحرب من خلال البحث عن سبب إشعالها والعمل على إيجاد حلول لها”.
من جانبه، قال خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية، أمين إسماعيل مجذوب، إن مسألة العقوبات هي إحدى أوراق الضغط التي تستخدمها الدول الكبرى في تسوية الأزمات.
وأضاف مجذوب أن هذه العقوبات أتت بعد حصار الفاشر وتحذيرات المجتمع الدولي ومجلس الأمن من اجتياح المدينة، مضيفًا أنها “ستحد من تحركات قادة الدعم السريع وقد تخفف كثيرًا من الهجمات على الفاشر باعتبارها قد تقود إلى المحكمة الجنائية في حال تعرض المواطنين لأي انتهاكات أو تعرض النساء لجرائم حرب”.
ويعتقد مجذوب أن العقوبات الأمريكية من شأنها أن تعدل المسار إلى المفاوضات القادمة المتوقعة في الأسابيع القادمة في منبر جدة، وستعزز من فرص رفع الضغط والحصار على مدينة الفاشر.
بدوره، أوضح الصحفي والمحلل السياسي، شوقي عبد العظيم، أن هذه العقوبات يمكن أن تُقرأ في باب مؤشر ربما أن يكون خطيرًا قائلا: “الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط يئست من منع قوات الدعم السريع من الاستمرار في القتال وبالذات فيما يتعلق بالفاشر”.
وذكر عبد العظيم أن هذه العقوبات تؤشر على أن المجتمع الدولي ينتهج منهجًا جديدًا بعد أن فشل في إقناع الدعم السريع بالتوقف عن القتال: “خاصة أن قادة الدعم ليس لديهم ارتباطات اقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة أو مع أوروبا بشكل كبير فبالتالي لن تكون هذه العقوبات ذات تأثير كبير”.
ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.