الأسير المحرر معزز عبيات يروي تفاصيل مروعة عن التعذيب في سجن النقب الإسرائيلي (فيديو)

كشف الأسير المحرر معزز عبيات (37 عامًا)، في مقابلة مع الجزيرة مباشر من داخل مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم، تفاصيل مروعة عن التعذيب الذي تعرض له داخل سجن النقب الإسرائيلي، حيث قضى أكثر من 9 أشهر.

ورغم نسيانه اسمه من شدة التعذيب، إلا أنه يتذكر بوضوح المعاناة التي عاشها.

وقال عبيات بحرقة: “ما اسمي؟ قالوا لي اسمي.. ولكن لا أذكره، وهذا المكان لا أعرفه، أعرف المكان الذي كنت أعيش فيه، اسمه سجن النقب. خرجت من عدة سجون ومعابر وكانوا ينهالون علينا بالضرب المبرح، كانوا يكبلون أعيننا ويربطونا بالسلاسل الحديدية وأعيننا معصبة. لم نرَ النور لشهور طويلة، لماذا؟ ماذا فعلنا؟”.

وأشار عبيات إلى أن سجن النقب أصبح نسخة طبق الأصل من معتقل غوانتانامو، مؤكدًا استشهاد عدد من الأسرى الفلسطينيين نتيجة التعذيب العنيف.

وأضاف: “سجن النقب أسوأ سجن عرفه التاريخ، هناك بشر يموتون في كل لحظة. لا نتكلم ادعاء أو كذبًا، أقسم بالله هناك أناس ماتوا”.

وعن الطعام المقدم لهم داخل السجن، قال عبيات: “تحتاج إلى طبيب، فأنت لا تستطيع أكل هذا الطعام. كان الطعام رزًا عليه ماء ساخن وفتات من الطعام. كنا نجمع طعامنا ليكون عبارة عن ملعقة رز وبضع حبات فاصولياء لنأكلها في آخر الليل”.

وأوضح عبيات أن الظروف داخل السجن كانت كارثية، حيث لم يتمكن من الاستحمام لأكثر من 90 يومًا، ما تسبب في إصابتهم بأمراض جلدية، وأشار إلى أن أكثر من 2000 أسير يعانون من مرض “الجرب”.

وأضاف: “الطبيب المتاح كان كأنه راعي غنم، وإذا حصلنا على مسكن آلام، كان نصف حبة فقط. كنا في الغرفة الواحدة من 10 إلى 12 أسيرًا يعانون وينتظرون الموت في كل دقيقة”.

ودعا عبيات العالم لعدم نسيان الأسرى الذين لا يزالون يعانون داخل السجون الإسرائيلية.

رسالة الأسرى

ونقل عبيات رسالة الأسرى الذين وصفهم بـ “الإخوة” قائلاً: “رسالة إخواني الأسرى ثقيلة، وأنا أخذتها على عاتقي، ولن أتكلم إلا صدقًا”.

وأوضح عبيات أن الأسرى يتعرضون لظلم كبير على أيدي إدارة السجون الإسرائيلية ووزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، مشيرًا إلى أن سجن النقب هو الأسوأ بين السجون الإسرائيلية، حيث تُمارس فيه أبشع جرائم الحرب العالمية بحق الأسرى.

وكشف عبيات عن تأسيس وحدة قمعية أطلق عليها اسم “وحدة الكيتر”، مهمتها اقتياد الأسرى وتعذيبهم وضربهم وسحلهم بأدوات حديدية.

وأشار إلى أن الأسرى يُقتادون إلى المحاكم مُكبلي الأيدي والأرجل بسلاسل حديدية، معصوبي الأعين، ويتعرضون للضرب والسحل، مُؤكدًا أن هذه المحاكم مُزورة ولا تُمثل القانون الدولي.

وأكد عبيات أنه تعرض لمعاملة سيئة في سجن عوفر، خاصة أثناء التحقيق معه، حيث تم إجباره على الوقوف لساعات طويلة رغم إصابته في قدمه ويده ورأسه، مُشيرًا إلى أن الشابيك لم يكن مزودًا بزجاج، وأنهم كانوا ينامون على الأرض في البرد القارس.

ناشطون في صدمة على مواقع التواصل

وعبّر ناشطون عن صدمتهم وغضبهم بعد تداول مقاطع “فيديو” توثق خروج الأسير عبيات من السجون الإسرائيلية وهو في حالة مروعة نتيجة التعذيب الشديد داخل السجن، مؤكدين أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمر في جرائمه وسياساته التعسفية بحق الأسرى.

وكتب الصحفي اليمني أحمد فوزي: ”هكذا خرج من الأسر.. الأسير المحرر “معزز عبيات” من بيت لحم دخل سجون الاحتلال وهو لاعب كمال أجسام، وخرج منها بحالة مروّعة وبصحة متدهورة – الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يعانون ولكن لن يلتفت لهم العالم المجرم ولا المنظمات الدولية”.

ونشر الداعية محمد الصغير: ”الأسير المحرر “معزز عبيات”: تعرضت لتعذيب شديد داخل سجن عوفر، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير داس على جسدي في السجن. نظرة واحدة تكفي ليعلم العالم حال الأسرى عند الصهاينة، مقارنة بحال أسرى المقاومة:!”.

وعلقت الصحفية زينب عواضة: “في النقب غوانتانامو يا عرب، اعتقلوه وعذبوه لـ9 أشهر ليخرج من المعتقل بهذا الجسد الهزيل المنهك بعد أن كان لاعب كمال أجسام عندما دخل إليه.. الأسير المحرر معزز عبيات بمعاناته يوثق الوحشية التي يعتمدها الاحتلال في سجونه دون حسيب ولا رقيب من المؤسسات الحقوقية الدولية”.

ونشر الكاتب والإعلامي عبد الفتاح دولة: ”بضعة أشهر في سجن النقب كانت كفيلة بإيصال المحرر معزز إلى هذا الحال.. الأسير معزز عبيات يصف حال سجن (النقب) بقدر ما يستطيع الكلام قائلًا: “سجن النقب سجن غوانتانامو وما لا يتصوره العقل، قتل، ضرب، جوع، مرض، 2000 أسير يعانون من أمراض مزمنة، ووضعهم سيء جداً””.

وكتبت الصحفية ميسون عزام: “معزز عبيات لاعب كمال الأجسام الفلسطيني من بيت لحم حيث السلطة وليس غزة حيث حماس. ليس هناك من احتلال جميل وآخر قبيح، قبل وبعد ٧ أشهر في سجون الاحتلال. هل لعنت الاحتلال اليوم”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان