طفلة غزّية تعيش معاناة نادرة وتمنعها الحرب من “العلاج بالأوزون” (فيديو)

في قلب قطاع غزة المحاصر، تعيش الطفلة زينة حسن كباجة، البالغة من العمر 4 سنوات، معاناة يومية تتفاقم مع مرور الوقت، حيث ولدت بفقدان شعر في جزء من رأسها نتيجة عدم وصول الدم إلى هذه المنطقة، وتعتمد حالتها على تلقي العلاج بالأوزون، وهو مجال متطور من الطب البديل يستخدم غاز الأوزون لتحقيق فوائد صحية متعددة.
وغاز الأوزون (O₃) هو شكل من أشكال الأكسجين يحتوي على ثلاث ذرات بدلًا من اثنتين، ويتم إنتاجه بواسطة أجهزة خاصة، ثم يُستخدَم بطرق متعددة.
لكن الحصار المشدد على قطاع غزة وإغلاق المعابر أمام العائلة يمنعان زينة من الوصول إلى العلاج الضروري؛ مما يزيد من معاناتها ومعاناة عائلتها في ظل ظروف إنسانية صعبة.
معاناة أمّ
تروي والدتها، إسراء كباجة، للجزيرة مباشر تفاصيل معاناة ابنتها قائلة: “ولدت زينة بدون شعر، وذهبت لأكثر من طبيب لكن دون جدوى. حاولت تحويلها للعلاج في الأراضي المحتلة في الداخل لكن الحصار منع ذلك. أرسلت صورها إلى مصر والأردن وتركيا، وأكدوا أنها تحتاج لإحياء منطقة الصلع بعلاج غاز الأوزون وليس بزراعة الشعر”.
وتشير إسراء إلى أن حالة زينة نادرة وتعتبر الأولى في القطاع. تقول: “عانينا كثيرًا مع زينة، نحن عائلة مكونة من 8 أفراد لكن كل تفكيري في زينة. ماذا يمكنني أن أفعل لئلا تتفاقم حالتها؟”.
معاناة الطفولة
تروي الأم أحد أصعب المواقف عندما طلبت زينة تسريحة كتلك التي لبنات أعمامها: “نبحث عن كوافير لعمل تسريحة لزينة حتى لا تشعر بالنقص وتكون مثل البنات. زينة كلما رأت فتاة بتسريحة معينة تطلب مني أن أفعل لها نفس الشيء”.
تضيف الأم: “عندما ترى الأطفال يلعبون في الخارج، تجلس زينة بعيدًا وتتذكر مشكلة شعرها، فتبحث عن حجاب أو قطعة قماش لتغطي رأسها. في المخيمات حيث لا يتوفر كل شيء، تبدأ في استخدام الستائر لتغطية رأسها وتنظر إلى الأطفال من بعيد؛ مما جعلها تبتعد عن اللعب مع الأطفال وتصبح أكثر عزلة”.
عوائق الحرب والحصار
أكدت إسراء أن الحرب الجارية على القطاع منذ أكثر من 9 أشهر تُشكّل عائقًا كبيرًا أمام علاج زينة: “كل شيء مغلق أمامنا، المعابر مغلقة. لو أردنا تحويلة للعلاج في إسرائيل أو الذهاب إلى مصر، لا يمكننا ذلك. مع مرور الوقت، نفقد الأمل في علاج زينة”.
تختتم الأم حديثها برسالة موجهة إلى العالم: “رسالتي للعالم هي أن ينظروا إليّ كأم تتعذب في بنتها. لم أدع طبيبًا إلا وذهبت إليه. أتمنى من كل من يرى حالة زينة أن يساهم في علاجها. علاجها مكلّف، وهي تحتاج لإعادة إحياء للمنطقة وليس زراعة”.