بعد معاناة طويلة في إنجابه.. عائلة من غزة تروي قصة استشهاد رضيعها الذي دُفن دون رأسه (فيديو)

تتعدد القصص المؤلمة التي يعيشها سكان غزة بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكانت قصة عائلة الشاب حسن أبو مسلم واحدة من تلك القصص الموجعة.

وروت عائلة أبو مسلم للجزيرة مباشر تفاصيل استشهاد الرضيع عمرو، ذي السبعة أشهر، مع 12 آخرين من العائلة، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزحوا إليه بمدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث تم انتشال جميع الشهداء أشلاء مقطعة، فيما دُفن رضيعهم دون رأسه.

وقالت سماح صافي، والدة عمرو، إن طفلها استشهد في الغارة التي استهدفت المنزل الذي نزحوا إليه في خان يونس، حيث تركته للحظات قصيرة لتقديم مياه الشرب لشقيقه الأكبر، وقبل لحظات من القصف، غفا رضيعها، وبعدها سمعت صوت انفجار قوي، أدى إلى استشهاد رضيعها عمرو وسقوط بعض الركام على طفلها عبد الرحمن.

وأضافت: “أنقذت عبد الرحمن وبدأت بالبحث عن عمرو؛ لكنني لم أجده في نفس المكان الذي تركته فيه”، مشيرةً إلى أنه عُثر على رضيعها دون رأسه وأنه لم يكن سوى بعض الجلد على وجهه.

معاناة الأم أثناء البحث عن رضيعها

وتابعت سماح: “القصف تسبب باستشهاد طفلي وعدد من أفراد العائلة، وجميعهم انتشلوا من المنزل عبارة عن أشلاء ممزقة”،

قائلةً: “والله ما شبعت من عمرو، وبشوف الموت لما بجيب الواحد فيهم”، إشارةً إلى معاناتها في الإنجاب.

وأشارت إلى أنها نزحت أكثر من مرة من أجل إنقاذهم من الموت، وأنها عندما عادت للمكان لم تجد إلا القليل من ملابسه، وأن ما تبقى منها احترق بفعل القصف الإسرائيلي”، متابعةً: “الحرب ضحاياها الأطفال، وطفلي كان نائما في حضني قبل ثوان من القصف، وبعد دقائق عثرت عليه دون رأسه”.

وبيّنت سماح أنها كانت تعاني خلال فترة الحمل وتضطر لأخذ أدوية لتثبيته، قائلةً: “استشهد قبل أن أستخرج له شهادة ميلاد، ضحكته ما أجملها والجميع كان يحبه وتعلقنا فيه كثيراً وبكل تفاصيله، وكنا ننزح من أي مكان خطر خوفاً على أطفالنا، وفي آخر مرة نزحت من منطقة القرارة معه وعدت إليها بدونه”.

صدمة الأب وخسارة العائلة

بدوره، قال والد الطفل، حسن أبو مسلم، إن غياب رضيعه عمرو صدمة كبيرة بالنسبة له، خاصة وأنهم يواجهون مشاكل صحية تجعل من مهمة إنجاب الأطفال صعبة وتحتاج لرعاية صحية طوال فترة الحمل.

وأوضح أبو مسلم للجزيرة مباشر أن ولادة عمرو وشقيقه كانت بعد سنوات من العناء، وأنه كان الأقرب لقلبه، مضيفاً: “بعد القصف بحثت عن عمرو ووجدته على بعد أمتار من المكان الذي تركته والدته فيه، ورأسه عبارة عن أشلاء”.

وأضاف: “الاحتلال يلقي علينا أسلحة محرمة دوليًا، والمنزل قصف بصاروخ ضخم قتل 12 من العائلة”، متابعًا: “نزحت ست مرات لإنقاذ عائلتي لكن شاءت الأقدار أن يسقط علينا صاروخ ويحول أفراد العائلة لأشلاء”.

وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستعرة على القطاع أن يستهدف الأطفال الأبرياء، مخلفًا أكثر من 16251 طفلا شهيدا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان