نازحون في وادي السلقا جنوبي غزة يستغيثون من خطر الأمطار والفيضانات (فيديو)

في مشهد يعكس ملامح المأساة المستمرة، يعيش آلاف النازحين في قطاع غزة، حالة من الخوف والترقب بعد أن نصبوا خيامهم على ضفاف وادي السلقا بمدينة دير البلح جنوبي القطاع، بحثًا عن ملاذ آمن عقب نزوحهم القسري جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة والدمار الذي اجتاح مناطقهم، لكنهم يواجهون خطر الأمطار والفيضانات مع اقتراب فصل الشتاء.
ورغم أن وادي السلقا، معروف بتدفقه الموسمي الغزير في فصل الشتاء، وقد يتحول إلى تيار جارف يعصف بكل ما يقف في طريقه وفي ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها النازحون، فإنه لم يكن أمامهم سوى نصب خيامهم في هذا الموقع وسط تحذيرات من تحوله قريبًا إلى منطقة منكوبة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمحمد البخيتي للجزيرة مباشر: لن نتخلى عن إسناد غزة مهما تكبدنا من خسائر في مواجهة أمريكا وحلفائها (فيديو)
زلزال سياسي في إسرائيل عقب قرار إقالة رئيس الشاباك
حماس تدعو الوسطاء للتدخل الفوري لكبح جرائم الاحتلال
في مواجهة هذا التهديد الوشيك، صرح حازم فريد مهندس المياه والصرف الصحي في بلدية دير البلح: “هذه المنطقة منخفضة لذلك تصب فيها المياه التي تجري وتتدفق في مجرى الوادي ولا يوجد لها مخرج أو تصريف تجاه البحر”.

وأضاف فريد، للجزيرة مباشر، أن هناك خطورة كبيرة نتيجة تواجد أعداد كبيرة من النازحين في هذه المنطقة، متابعًا: “وإذا تدفقت المياه خلال فصل الشتاء أو إذا أقدم الاحتلال على فتح السدود الموجودة على الجهة الشرقية من دير البلح، فإن ذلك سيؤدي إلى تعرض النازحين لخطر الغرق نتيجة غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية”.
وأكد فريد: “أطلقنا في دير البلح أكثر من نداء استغاثة وتحذير، وخاطبنا المؤسسات الدولية وذات العلاقة لضرورة الإخلاء والتحرك بسرعة وإيجاد أماكن بديلة لهؤلاء النازحين”.
“كلنا بنغرق”
في زاوية أخرى بالوادي، قال النازح محمد عبد الفتاح: “إذا المياه مرت من هنا كلنا بنغرق، إيش بنسوي كلنا خائفين إذا الشتاء إجا ما بتعرف تمشي والخيم صعب تحمينا”.

“هذا الوادي خطر علينا في الشتاء”.. هكذا عبر أيضا النازح موسى القصاص، عن قلقه بشأن الوادي، مؤكدا أنه يجب تنظيفه إذا تدفقت فيه المياه، وأن هناك خطرا لو فتح الاحتلال السدود على النازحين.

نزحنا 3 مرات
يعاني النازحون من تحديات شديدة تحول دون الانتقال الفوري إلى أماكن أكثر أمانًا حيث إنهم لا يملكون خيارات كثيرة.
قال النازح عصام الفرا: “نحن نزحنا 3 مرات ومقبلون على فصل الشتاء ومش عارفين، في ناس بتقول يحدث فيضان كل سنة وإحنا عايشين في خيام، شردنا من اليهود ونزحنا، وإلا نشرد من الشتاء والمجاري، مش عارفين إيش بنسوي ومتوكلين على الله. وباناشد الدول كلها إن حد ينجدنا من هذا”.

مليونا إنسان بلا مأوى
من جانبه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أن القطاع مُقبل على “كارثة إنسانية حقيقية” بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة.
وقال المكتب في بيان “سوف يصبح مليونا إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأراضي وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تمامًا، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال قرابة ربع المليون خيمة وكرفان إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير”.