بعد عذابات النزوح.. هدى الدهيني تتحدى القصف وتبقى في منزلها المدمر بمخيم النصيرات وسط غزة (فيديو)

مع تكرار النزوح والآلام، قررت الفلسطينية هدى الدهيني -من “المخيم الجديد” شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة- العودة إلى منزلها المدمر، والتشبث بما تبقى من جدرانه التي دمرها قصف الاحتلال الإسرائيلي.
ووصفت هدى للجزيرة مباشر رحلات النزوح الإجبارية التي خاضتها جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنها رحلات العذاب وسط تنقلات قسرية بين المدارس والملاجئ.
بدأت هدى رحلتها مع النزوح في مدرسة قريبة، لكن ضيق المكان وشدة القصف دفعاها للانتقال إلى مدرسة أخرى، ثم إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة حيث تقيم عائلتها.
ومع ضيق الحال هناك، بحثت هدى عن مأوى بديل، فأقامت في إحدى المدارس متنقلة بينها وبين منزل العائلة، ثم لجأت لاحقًا إلى بلدة الزوايدة، وسكنت في خيمة نصبتها بجوار منزل عمها.
وقالت هدى للجزيرة مباشر “طلعت من بيتي من غير ولا شيء، بس أهلي ما قصَّروا، وفروا لنا حاجات ساعدتنا نكمل الفترة الصعبة”.
ورغم الخطر، فقد عادت هدى إلى منزلها المدمر 4 مرات، وفي كل مرة كانت تخترق الأزقة الضيقة تحت القصف لتفتش عما تبقى من حياتها.
في زيارتها الأولى، كان الدمار جزئيًّا وبعض الأثاث لا يزال في مكانه، مما أبقى الأمل حيًّا في داخلها. أما الزيارة الأخيرة فكانت صدمة.
وبحزن، قالت هدى للجزيرة مباشر “لما شفت الدمار كنت مصدومة، مش علشان الفقد، لكن علشان الذكريات اللي راحت، كل شيء كان له معنى”.
واليوم، عادت هدى لتنظف المكان وتُخرج الركام، مصمّمة على العودة للعيش فيه مهما كانت الظروف، وأكدت بعزيمة “الحمد لله في حيطان لسه واقفة، وغيرنا حاله أصعب. هذا الشيء بيعطينا أمل ويقوّينا، وياما عزلنا ونضّفنا. نعيدها كمان مرة”.