ماذا يعني نشر جماعات إسرائيلية “فيديو” بالذكاء الاصطناعي لتفجير المسجد الأقصى؟

حذر أستاذ دراسات بيت المقدس، عبد الله معروف، من تداعيات نشر جماعات إسرائيلية متطرفة مقطع “فيديو” باستخدام الذكاء الاصطناعي يُظهر تفجير المسجد الأقصى، واعتبر ذلك تصعيدًا خطرًا يهدد المسجد الأقصى ويجب مواجهته بجدية.

وقال معروف في حوار مع الجزيرة مباشر، إن “جماعات المعبد المتطرفة نشرت فيديو يتضمن مشهد تدمير المسجد الأقصى، ونزول ما يُسمى بالمعبد الثالث المزعوم مكان قبة الصخرة، مرفقًا بعبارة (العام القادم في القدس)، مما يُبين أن هذه الجماعات جادة في التعامل مع الأقصى والسيطرة عليه”.

وأضاف أن هذا “الفيديو” يأتي في ظل تصاعد اقتحامات الجماعات المتطرفة للأقصى، بدعم وتشجيع من حكومة الاحتلال، وعلى رأسها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مشيرًا إلى أن عدد المقتحمين بلغ 2258 مستوطنًا في يوم واحد، وهو رقم غير مسبوق، على حد قوله.

وكانت منصات استيطانية إسرائيلية متطرفة قد تداولت مقطع “فيديو” أنتجته بتقنية الذكاء الاصطناعي لتفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، بعنوان “العام القادم في القدس المبنية”.

مساعي تقاسم السيادة على المسجد الأقصى

وأشار معروف إلى أن الاحتلال يخطط هذا العام لتطور نوعي في طبيعة الاقتحامات، بهدف تقاسم السيادة على المسجد الأقصى، تنفيذًا لمطالبات الجماعات المتطرفة، وتحقيقًا لما تسعى إليه حكومة الاحتلال نفسها.

وقال: “مما يدل على ذلك القرار الذي أصدره الاحتلال بمنع الدعاء لغزة في المسجد الأقصى، حيث تم إبعاد أحد الخطباء لهذا السبب.. هم يحاولون فصل الأقصى عن بقية القضايا الفلسطينية، وعلى رأسها مذبحة غزة، وبالتالي الأمور تتجه نحو التصعيد”.

الاحتلال يبحث عن نصر استراتيجي

وشدد أستاذ دراسات بيت المقدس على ضرورة وجود تحرك عربي وإسلامي على المستوى الرسمي والشعبي، لوقف الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، منتقدًا ضعف هذا التحرك في ظل تصاعد الأحداث.

وأوضح أن بعض الجهات لا تزال لا تدرك أن ما يجري قد يؤدي إلى استقطاع جزء من المسجد الأقصى، مؤكدا أن هذا يمثل مشروعًا إستراتيجيًا للاحتلال.

وقال: “زعيم حزب (زهوت) المتطرف، موشيه فيغلين، قال قبل عدة أشهر إن هذا المكان –أي المسجد الأقصى– هو الوحيد الذي يمكن لإسرائيل أن تحقق فيه نصرًا استراتيجيًا”.

مواجهة التصعيد بالتأزيم الشعبي

ورأى معروف أن الحل يتمثل في تأزيم الوضع ورفض قرارات الاحتلال، قائلًا: “إذا صدر قرار من الاحتلال بمنع الدعاء لغزة، يجب أن يصدر قرار مقابل بإلزام الخطباء بالدعاء لغزة”.

وأضاف: “كما حدث عام 1967، عندما رفض علماء الأقصى إقامة صلاة الجمعة تحت الاحتلال، وقال الشيخ عبد الحميد السائح حينها: ’لا صلاة تحت الحراب‘، فتراجع الاحتلال خوفًا من انفجار الوضع”.

وتابع: “وكما رفض الشعب الفلسطيني إغلاق بوابة الرحمة لمدة 13 عامًا، وأُجبر الاحتلال على فتحها، وهكذا الاحتلال عودنا كلما رأى صمتًا في القدس تقدم خطوات إضافية”.

وختم معروف بالتأكيد على أهمية الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى، والرباط فيه، مشددًا على ضرورة منع التوغل الإسرائيلي والتحكم في الدخول والخروج والطقوس الدينية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان