تحذير من انتشار “مقلق” لمرض خطير في قطاع غزة (فيديو)

قال الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال بمستشفى النصر الرنتيسي للأطفال في غزة، إن المستشفى سجّل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، محذرًا من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان.

وأضاف أغا: “نشهد زيادة يومية في عدد الإصابات بمرض السحايا، وسط نقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، مما يفاقم من فرص انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في مراكز الإيواء التي تعاني من الاكتظاظ وانعدام شروط الصحة العامة”.

وأشار إلى أن المرافق الصحية في قطاع غزة تتعرض لضغوط غير مسبوقة، نتيجة سياسة الاحتلال القائمة على الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية، إضافة إلى قيام الاحتلال بإخلاء قسري لنحو ثلثي مساحة قطاع غزة من السكان، مما أدى إلى حشر أكثر من مليون ونصف مليون مواطن في مناطق محدودة ومكتظة، لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة أو الرعاية الصحية.

وأكد أن “هذا التكدس السكاني الخطير يزيد من احتمالية تفشي الأمراض المعدية مثل السحايا، في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمضادات الحيوية ومستلزمات الوقاية”.

ودعا الدكتور راغب ورش أغا المنظمات الدولية والإنسانية إلى التحرك العاجل لتوفير المياه الصالحة للشرب، ودعم المرافق الصحية بالأدوية والمضادات الحيوية اللازمة للحد من انتشار المرض، إلى جانب توفير الدعم لوحدات الرعاية الأولية.

وناشد المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية اتجاه ما يتعرض له المدنيون في غزة من كارثة صحية مركبة وظروف معيشية قهرية.

والتهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية الحامية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي، ويطلق عليها اسم السحايا. وقد يتسبّب التهاب السحايا الجرثومي في تضرّر الدماغ أو فقدان السمع أو إعاقة القدرة على التعلّم لدى ما بين 10% و20% من الناجين منه.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن التهاب السحايا غالبا ما ينتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو عدوى فطريات، ولكنه يمكن أيضا أن يحدث نتيجة لتهيج كيميائي، أو حدوث نزيف تحت العنكبوتية، أو السرطان أو مسببات أخرى.

في هذا السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الانتشار المتزايِد لمرض التهاب السحايا بين الأطفال، وتسجيل مئات الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية “يُنذِر بكارثة ومخاطر جديدة تتهدّد أطفال قطاع غزة، خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية، وتفاقم المجاعة وانقطاع حليب الأطفال وحالات سوء التغذية الناتجة عن الحصار والاستهداف المركّز لجيش الاحتلال”.

وطالبت حماس في بيان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، خصوصا منظمة الصحة العالمية، بالتدخل الفوري لإنقاذ أطفال غزة، والتحرك لكسر الحصار، وإمداد قطاع غزة بالمستلزمات الطبية، وعلى رأسها ما يتعلق برعاية الأطفال، باعتبار ذلك مسؤولية قانونية وأخلاقية وإنسانية لا تحتمل التأجيل.