كيف تفاعل جمهور “الجزيرة مباشر” مع إعلان الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل؟

أثار إعلان الاتحاد الأوروبي عزمه مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل تفاعلًا واسعًا بين جمهور “الجزيرة مباشر”، حيث تنوعت الآراء بين الترحيب بالخطوة كإجراء طال انتظاره، والتشكيك في جدواها ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة توقف العدوان على قطاع غزة.
خطوة متأخرة لكنها ضرورية
الفلسطيني إياد أبو ناصر وصف الموقف الأوروبي بأنه “خطوة متأخرة لا ترقى لحجم المجزرة الجارية في غزة”، معتبرًا أن فعالية هذه المراجعة ستبقى محدودة ما لم تُقرن بتنسيق مع الولايات المتحدة، التي تُعد المزود الرئيسي للأسلحة المستخدمة في القصف الإسرائيلي.
في السياق ذاته، قالت التونسية رحمة البجاوي إن “آثار هذه الخطوة ستكون محدودة عمليًا، طالما لم تتخذ الدول الأوروبية قرارات واضحة بفض الشراكات الاقتصادية ووقف الدعم العسكري”، مضيفة أن ما يحدث في غزة يرقى إلى “مجازر إنسانية لا تحتمل المماطلة”.
تحول في الخطاب الأوروبي… ولكن!
المغربية ياسمين الفائدة رأت في القرار الأوروبي تحولًا إيجابيًا في الخطاب السياسي الأوروبي، مشيرة إلى أن “الاتحاد لم يكتفِ بالإدانات بل بدأ بخطوات عملية تهدف إلى محاسبة إسرائيل عبر الضغط الدبلوماسي والاقتصادي”.
وهي وجهة نظر تلاقت مع ما قاله العُماني محمد بن سالم السعدي، الذي شدد على ضرورة “تحويل هذه المراجعات إلى أفعال ملموسة، تشمل تعليق التعاون، ووقف تصدير الأسلحة، وإنهاء كافة أشكال الدعم حتى يتوقف العدوان ويتم ضمان تدفق المساعدات إلى غزة“.
واعتبرت التونسية درصاف طاهري أن هذا التحول جاء “نتيجة ضغوط متزايدة من منظمات حقوق الإنسان، التي طالبت مرارًا بموقف أوروبي أكثر صرامة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في قطاع غزة”، واصفة الخطوة بأنها “بداية لتغيير حقيقي في المواقف الأوروبية إذا ما تم البناء عليها”.
ازدواجية المعايير
المغربي أحمد المجدوبي، اتهم الاتحاد الأوروبي بـ”ازدواجية المعايير”، قائلًا إن “الاتحاد دائمًا ما يتغنى بحقوق الإنسان، لكنه يلتزم الصمت أو يتصرف ببطء عندما يتعلق الأمر بإسرائيل”، داعيًا إلى تحويل هذه الخطوة الرمزية إلى إجراءات واقعية ملموسة على الأرض.
من جانبه، وصف السوداني عوض أحمد مراجعة الاتحاد الأوروبي للاتفاقية بأنها “نتيجة طبيعية لحالة الحرج المتصاعد داخل المجتمعات الأوروبية، والتي لم تعد قادرة على تجاهل ما وصفه بـ’الشراكة الدموية’ مع إسرائيل”، مشيرًا إلى أن هذا التغيير هو “رد فعل على عنجهية نتنياهو وتجاهله للقانون الدولي”.