“المستعربون”.. ملامح عربية وإجرام إسرائيلي

لا يمكن كشف حقيقتهم بسهولة، يعيشون كالفلسطينيين في الشكل والهيئة لكنهم “مجرمون”، هم أعضاء فرقة المستعربين الإسرائيلية.
وعادة ما ينشط المستعربون في الانتفاضات الفلسطينية والمواجهات مع قوات الاحتلال.
اقرأ أيضا
list of 1 itemما هي فرقة المستعربين؟
هي وحدات إسرائيلية أنشئت في أربعينيات القرن الماضي كما تسمى بـ”فرق الموت”، وتعتبر من الفرق التي يتم اختيارها بعناية فائقة وبمواصفات خاصه تراعي الهيئة والشكل واللغة والعادات والتقاليد، لكي تكون هيئتهم أقرب ما يكون للعرب والمسلمين حتى أن بعضهم يطلق لحاهم حتى لا يشعر بهم المواطنون الفلسطينيون أو العرب عند الاندماج أو الاختلاط بهم.
وتعمل هذه المجموعات داخل فلسطين والبلاد العربية وتستخدم لنقل المعلومات، وكذلك ملاحقة الناشطين واعتقالهم وتصفيتهم أو تجنيدهم.
هم أشبه بالجواسيس لكنهم مختلفون نوعا ما فالجاسوس لا يعتقل ولا يداهم ولا يروع، إلا أن ذلك من مهامهم، وإذا تم اكتشافهم يتم سحبهم وإحلال غيرهم، وتسمى أيضًا بــ(فرق الموت)
عناصرها يعتبرون من الوحدات المنتقاة، عربيةٌ هي ملامحهم، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم بين الفلسطينيين يندسون ربما لدقائق أو ساعات أو أيام، وقد تمتد لشهور، وما إن تحين الفرصة على فريستهم ينقضون، والنهاية في معظم الأحوال جمع معلومات، أو اختطاف شخصيات، أو تصفية مقاومين فلسطينيين، أو تفريق متظاهرين.
كيف يتدرب عناصرها؟
هؤلاء المستعربون يعيشون في قرية هي نموذج يشبه القرى الفلسطينية، شيدها جيش الاحتلال، ليتدرب فيها أفراد المستعربين على نمط الحياة الفلسطينية، وعادات وتقاليد أهل مدينة القدس والضفة وقطاع غزة، حتى لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف واغتيال داخل المجتمع الفلسطيني.
وهذه القرية المصطنعة هي عبارة عن نموذج لقرية فلسطينية موجودة على سفح جبل، دكاكين متراصة، ومسجد يتوسط القرية وبجانبه مدرسة خطت على جدرانها الشعارات الوطنية وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، لكن إن اقتربت أكثر من معالم هذه القرية حتى تكتشف أنها مصنوعة من الجبس، والرجال يغيرون شخصياتهم باستمرار، نموذج اصطنعه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتستغرق فترة تدريب المجند في المعسكر ما بين اثنى عشر وخمسة عشر شهرا منها أربعة أشهر ونصف من التدريب الأساسي على الرماية ثم ستة أسابيع في مدرسة مكافحة الإرهاب.
وفيها يتدرب الجنود على استخدام الأسلحة الخفيفة سريعة الطلقات في المناطق الريفية والسكنية إلى جانب التركيز على القنص ودقة الإصابة باستخدام الذخيرة الحية.
أساليب اندساس المستعربين
وأما عن أساليب المستعربين في الاندساس بين الفلسطينيين، فتتنوع باختلاف المهام المطلوبة منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث ولتسهيل مهامهم القذرة يقومون أحيانا بانتحال صفة طواقم طبية، ويكونوا مُجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم دولة الاحتلال مطلوبين أمنية.
كما يستخدمون مركبات فلسطينية لتحقيق أهدافها وفي بعض الأحيان يتنكرون بزي ملابس نسائية وانتحال صفة بائعين متجولين كما يتم استعمال سيارات لبيع وجمع الأدوات المستعملة، وانتحال صفة سائحين أجانب، و انتحال صفة طلاب مدارس.
كما يُوجد مستعربون حتى داخل سجون الاحتلال، فوحدة (متسادا) التابعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي “رهائن” داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيين، وقمع أي اضطرابات معقدة من جانب الأسرى.
غير أن هذه الوحدة تنفذ أحياناً مهمات خارج السجون، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنّ بعض أفرادها يدخلون السجون كمعتقلين ويحاولون استدراج الأسرى الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المنسوبة إليهم.
كيفية اختيار عناصر المستعربين
يتجند لوحدات المستعربين الخاصة أولئك الجنود ذوي الأهلية العالية الذين تؤهلهم كفاءاتهم للدخول إلى أي وحدة خاصة أو نخبة في الجيش الإسرائيلي كما يتم اختيارهم من العناصر التي تجيد التنكر بالزي العربي وتستطيع التكلم باللغة العربية بكفاءة عالية.
ملامحهم لا تختلف كثيرا عن ملامح الفلسطينيين، فبشرتهم سمراء وسحنتهم شرقية بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم. فالعملية التي يقومون بها لا تستغرق أكثر من دقائق وأحياناً لا يحتاج إلى الحديث، إلا أن أهمية استعمال بعض الكلمات تنقذه من الوقوع في مأزق قد يكشف هويته.
هناك تعليمات صارمة يلتزم بها أفراد هذه الوحدة من حيث السرية المطلقة في العمل والاحتكاك في المجتمعات، لدى أفراد فرقة المستعربين قدرة عالية على الدخول والخروج إلى المدن الفلسطينية وهو ما يثير غضب الفلسطينيين لأنهم لا يتمكنون من معرفة مكان وجود المستعربين في الوقت المناسب.