يحيى عيّاش.. مهندس المقاومة الأول الذي دوّخ إسرائيل

“الرجل ذو الألف وجه”

يحيى عياش (منصات التواصل)

هو يحيى عبد اللطيف عياش “القائد والمهندس الأول” في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي ارتقى شهيدًا نتيجة اغتياله على يد الاحتلال عام 1996 بهاتف ملغوم في أحد المنازل شمالي قطاع غزة، فاستشهد وهو في ريعان شبابه.

المهندس.. الرجل ذو الألف وجه

“عياش”.. الشهيد المهندس، ولد في 6 مارس/آذار عام 1966، ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت بشمال الضفة الغربية، وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في عام 1988، وكان بارعاً في صناعة المتفجرات، وآلم الاحتلال الإسرائيلي ثأرا لشهداء الحرم الإبراهيمي.

أصبح “المهندس” من أبرز الوجوه التي أذاقت الاحتلال الويلات في تاريخ الصراع المعاصر معها.. وقد وصفته قيادة الاحتلال بعدة ألقاب منها (الثعلب، العبقري، الرجل ذو الألف وجه، الأستاذ، المهندس)، فقد كانوا معجبين إعجابًا شديدًا بعدوهم الأول كما كانوا يصفونه، والمطلوب رقم 1 لديهم.

كانوا معجبين بالعقل الفذ والرجل العبقري، وذلك الطيف الذى كان عصيًا على الرؤية، حتى قال عنه أحد قادتهم “إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرًا للاعتراف بإعجابي وتقديري لهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع”.

إحدى العمليات الاستشهادية التي خططها المهندس

نشط عياش في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992، وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية.

مذبحة المسجد الإبراهيمي

وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير/شباط 1994 طور أسلوبًا بالهجمات سمى “العمليات الاستشهادية”، واعتبر مسؤولاً وقتها عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله على رأس المطلوبين للإسرائيليين، بل كان يحيى هو العدو والمطلوب الأول.

ففي ذكرى الأربعين للمجزرة كان الرد الأول؛ حيث فجَّر الاستشهادي “رائد زكارنة” (عكاشة الاستشهاديين) حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه 8 من الصهاينة ويصيب العشرات، وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر “عمار العمارنة” نفسه؛ لتسقط 5 جثث أخرى من القتلة.

وبعد أقل من شهر عجَّل جيش الاحتلال الانسحاب من غزة، ولكن في 19-10-1994 انطلق الشهيد “صالح نزال” إلى شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه 23 إسرائيلياً.

ووقعت عملية أخرى في الرابع من آذار 1996م، نفذها رامز عبيد، وهو من قطاع غزة، إذ فجر شحنة تزن 20 كجم، في منطقة عبور للمشاة، بعد أن منعه حارس أمن من دخول تقاطع مزدحم بالصهاينة، ما أدى إلى مقتل 13 وإصابة 125 آخرين.

وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر الاحتلال في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح. ومنذ 25 أبريل 1993م عرفت مخابرات العدو اسم عيَّاش كمهندس العبوات المتفجرة، والسيارات المفخخة التي أقضت مضاجع إسرائيل.

البداية بالضفة والنهاية في غزة

تشييع جثمان المهندس الشهيد

ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون وعمليات تفجير عن بعد، وقد أعطته هذه العمليات شهرة كبيرة، جعلت بعض الفنانين يستلهمون سيرة حياته في أعمال فنية تروي تجربته، كما وُثِّقَتْ سيرته في كتب بعدة لغات.

اغتيل يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز “الشاباك” بتزويده بالهاتف المفخخ، ويوم استشهد شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في أنحاء فلسطين.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية

إعلان