لبنان.. أرض الحضارات والثقافات والصراعات
لبنان دولة عربية تقع في غرب آسيا وتطل على البحر الأبيض المتوسط، كان موطنًا لحضارة الفينيقيين، وظلت محطًا لأطماع القوى العالمية فخضعت لحكم الآشوريين والبابليين والفرس والمصريين والإغريق والرومان والبيزنطيين والمسلمين والفرنسيين حتى الاستقلال عام 1943.
أين تقع لبنان؟
تقع لبنان شرق البحر الأبيض المتوسط، تحده شمالًا وشرقًا سوريا، وجنوبًا الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوفود دبلوماسية تغادر مؤتمرا أمميا مع بدء كلمة ممثل إسرائيل (فيديو)
اللحظات الأولى لاغتيال إسرائيل أحد قيادات حماس في لبنان (فيديو)
جهات طبية لبنانية تقدّم خدماتها بالتقسيط
وتبلغ مساحته نحو 10 آلاف و452 كيلو مترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانه نحو 6 ملايين نسمة (تقديرات يوليو/تموز 2024)، بينهم 95% عرب، 4% أرمن، 1% قوميات أخرى.
ويتوزع سكانه بين نحو 62% مسلمين (سنة وشيعة، وطوائف أخرى)، 33% مسيحيين (موارنة وأرثوذكس وكاثوليك)، و5% أقليات دينية أخرى.
تاريخ لبنان
تعددت الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على أرض لبنان، ومن بينها حضارة الفينيقيين التي كانت مزدهرة في الألف الثالثة قبل الميلاد، ونشطت في مجال التجارة عبر البحر واشتهرت خلالها موانئ صيدا وصور وغيرها، وبسطت نفوذها على حوض البحر الأبيض المتوسط.
ثم تعاقب السيطرة عليه الآشوريون والبابليون والفرس والمصريون والإغريق والرومان والبيزنطيون، ثم المسلمون بعد هزيمة البيزنطيين أمام المسلمين في معركة اليرموك عام 636م بقيادة خالد بن الوليد خلال عهد الخليفة أبي بكر الصديق.
وأصبحت بلاد الشام بما فيها لبنان تحت مظلة الفتح الإسلامي، ثم عانت من تداعيات الحروب الصليبية نحو قرنين (بين عامي 1096 و1291م) بين الصليبيين والأيوبيين ثم المماليك.
وفي عام 1516 أصبح لبنان جزءًا من أراضي الدولة العثمانية، حتى التدخل الفرنسي في أراضيه عام 1860، وصولًا إلى الحرب العالمية الأولى 1914 التي انتهت بتفكيك الدولة العثمانية، وفرض التقسيم على دول المنطقة، بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916، والانتداب الفرنسي على لبنان حتى الاستقلال عام 1943.
متى حصل لبنان على الاستقلال؟
في 21 سبتمبر/أيلول 1943 أعلن الرئيس اللبناني بشارة الخوري الاستقلال عن فرنسا، التي قامت باعتقاله هو ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والزعماء الوطنيين، فبدأ رئيس مجلس النواب صبري حمادة ووزير الدفاع مجيد أرسلان حراكًا نضاليًا انتهى بإعلان الاستقلال رسميًا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943.
النظام السياسي في لبنان
يقوم النظام اللبناني على مبدأي الفصل بين السلطات وتوازنها، وتمارس السلطات مسؤولياتها بالتعاون فيما بينها، حيث يتولى السلطة التشريعية مجلس نيابي مؤلف من 128 نائبًا، يُنتخب أعضاؤه مباشرة من الشعب لولاية مدتها 4 سنوات، وينتخب المجلس من بينهم رئيسًا لولاية مماثلة.
أما السلطة التنفيذية فهي مناطة بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للبلاد في المجالات جميعها، ويُعيَّن رئيس مجلس الوزراء استنادًا إلى استشارات نيابية ملزمة، وتُشكَّل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية بعد الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الحكومة المعيَّن.
وتتولى السلطة القضائية محاكم تختلف في درجاتها واختصاصاتها يقوم فيها قضاة مستقلّون بوظائفهم، ويصدرون قراراتهم وأحكامهم التي تنفّذ باسم الشعب اللبناني.
الحرب الأهلية اللبنانية
توافقت القوى السياسية في لبنان على توزيع مناصب السلطة، بحيث ينال المسيحيون الموارنة رئاسة الجمهورية، عبر انتخاب من مجلس النواب، ويحصل المسلمون الشيعة على رئاسة مجلس النواب، والمسلمون السنة على رئاسة الوزراء.
ومع ترسيخ الطائفية السياسية وتدخلات العديد من الأطراف الخارجية في الشؤون الداخلية في البلاد، شهد لبنان عام 1975 حربًا أهلية استمرت حتى توقيع اتفاق الطائف عام 1989، الذي نص على الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية، وتوزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى إدخال إصلاحات في الإدارة والقضاء وغيرهما.
الاحتلال الإسرائيلي للبنان
خلال الحرب الأهلية، اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 بحجة استهداف منظمة التحرير الفلسطينية، واحتلت بيروت ونفّذت مجزرة صبرا وشاتيلا، حتى تم تحرير البلاد في 25 مايو/أيار 2000، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعدد من النقاط الحدودية أخرى.
وتم استدعاء قوات عربية للفصل بين القوى اللبنانية المتنازعة، واستمر وجود القوات السورية في لبنان حتى عام 2005، ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005، والعدوان الإسرائيلي على البلاد في يوليو/تموز 2006 بهدف تدمير القوة العسكرية لـ(حزب الله)، عانى لبنان من عدم الاستقرار مرة ثانية.
الشغور الرئاسي في لبنان
في عام 2008، تم توقيع اتفاق الدوحة بين الفصائل المتنازعة في لبنان، والاتفاق على انتخاب نبيه بري رئيسًا لمجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري وانتخاب ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا، إلا أن التوتر السياسي عاد من جديد، وأدى لشغور منصب الرئيس من عام 2014 إلى 31 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 حيث تم اختيار ميشال عون رئيسًا للبلاد.
ومع انتهاء ولاية ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تفجرت أزمة سياسية جديدة في لبنان بسبب عدم توافق القوى السياسية والكتل البرلمانية على مرشح جديد للمنصب، حيث دعم (حزب الله) وحلفاؤه ترشيح سليمان فرنجية، في حين تدعم القوى المسيحية والحزب التقدمي الاشتراكي ترشيح جهاد أزعور.
الأوضاع الاقتصادية في لبنان
يواجه الاقتصاد اللبناني العديد من الأزمات التي وضعته في حالة انهيار مستمر، منها تداعيات جائحة كورونا (كوفيد 19) وتفجير مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020، وتداعيات الأزمة السياسية والفراغ الرئاسي، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي من 54.9 مليار دولار في 2018 إلى 20.99 مليارًا عام 2022 إلى 17.94 مليارًا عام 2023.
وانخفض الدخل الفردي السنوي من 9225 دولارًا عام 2018 إلى 3350 دولارًا عام 2023، وارتفع حجم الدين الخارجي ليصل إلى 41.6 مليار دولار في 2023.
العدوان الإسرائيلي على لبنان 2024
مع الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان، وتفاقم الانهيار الاقتصادي، جاءت معركة “طوفان الأقصى” التي قامت بها حركات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودخول (حزب الله) اللبناني على خط الصراع، وتوفير الدعم والإسناد لحركات المقاومة الفلسطينية.
ومع استمرار التصعيد بين إسرائيل و(حزب الله) وتعدد الانتهاكات التي قامت بها إسرائيل ضد الأراضي اللبنانية، تصاعدت حدة المواجهة ونفّذت إسرائيل العديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، وقامت باغتيال قادة الحزب بما فيهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول 2024.
ثم قامت قوات الاحتلال بالتوغل البري في الأراضي اللبنانية، وسقوط أكثر من 2000 شهيد و10 آلاف مصاب، ونزوح نحو مليون مواطن لبناني من أراضيهم ومناطقهم إلى مناطق أخرى داخل لبنان وخارجه.