علم الثورة السورية.. حكاية “راية” من الاستقلال حتى إسقاط نظام الأسد
قصة رموز وألوان العلم
مع انطلاق الثورة السورية عام 2011 رفع المتظاهرون “علم الثورة” رمزا لهم ضد النظام، ومع سقوط نظام بشار الأسد عاد علم الثورة إلى الواجهة من جديد.
فما قصة علم الثورة؟ وما المراحل التاريخية التي مر بها العلم السوري؟
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالشيباني: نتطلع إلى استعادة مقعد سوريا بالجامعة العربية ونحضّر لمؤتمر وطني شامل (شاهد)
اتصال هاتفي بين أحمد الشرع ورئيس الإمارات.. ماذا جاء فيه؟
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يزور دمشق ويلتقي أحمد الشرع
في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20 انطلقت حركات قومية طالبت باستقلال العرب عن الدولة العثمانية، واتخذت الثورة العربية الكبرى علما رمزيا من 3 خطوط أفقية، الأسود بالأعلى يليه الأخضر ثم الأبيض، وعلى جانبه الأيسر مثلث أحمر، قاعدته إلى اليسار ورأسه متجه نحو اليمين.
وكانت سوريا أول مملكة تستقل عن الدولة العثمانية، ورفع علم الثورة العربية رسميا في دمشق عام 1918.
وفي مارس/آذار 1920، أعلن المؤتمر الوطني السوري استقلال سوريا، وأضيف للعلم نجمة ثمانية بيضاء انتصفت المثلث الأحمر.
علم الانتداب الأول
رفض مجلس الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى الاعتراف باستقلال سوريا، وأعلن فرض الانتداب على سوريا ولبنان، ومنح فرنسا حق الانتداب.
فرضت السلطات الفرنسية علما جديدا لونه أزرق يتوسطه هلال أبيض، مع نموذج مصغر لعلم فرنسا أعلى يسار العلم.
علم الانتداب الثاني
وفي عام 1925، غيّرت السلطات الفرنسية العلم، وجعلته من 3 شرائط، اللون الأخضر في الأعلى، يليه الأبيض، ثم الأخضر مرة أخرى، واحتفظت بعلم فرنسا في الأعلى.
علم الاستقلال
اندلعت الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925، وبدأ الثوار يبحثون عن رمز يؤكدون فيه السيادة على أراضيهم، وظهر “علم الاستقلال” لأول مرة عام 1928 في أول مسودة دستور للجمهورية السورية الأولى.
رفض المفوض السامي الفرنسي الدستور الجديد فاشتعلت ثورة في البلاد، حتى رضخ المفوض السامي الفرنسي لمطالب السوريين، وأقرّت الجمعية التأسيسية الدستور عام 1930.
ورفع العلم لأول مرة في حلب في الأول من يناير/كانون الثاني 1932، ثم رفع في دمشق أثناء مراسم تنصيب محمد علي العابد أول رئيس للبلاد يوم 11 يونيو/حزيران من العام نفسه.
واعتمدت حكومة سوريا المستقلة علما مكونا من 3 أشرطة، الأخضر في الأعلى يليه الأبيض ثم الأسود، مع 3 نجوم حمر على الشريط الأبيض.
رموز العلم
مثّل اللون الأخضر الخلافة الراشدة، واللون الأبيض الدولة الأموية، واللون الأسود الخلافة العباسية، أما نجومه الحمر الـ3، فرمزت إلى حلب ودمشق ودير الزور وهي المدن التي لعبت دورا مهمًا في الثورة السورية.
عقب إعلان استقلال سوريا رسميا عن الانتداب الفرنسي عام 1946، أنزل علم الانتداب، ورفع علم الجمهورية السورية الأولى رسميا في دمشق وحلب، وحمل اسم “علم الاستقلال”، وبقي العلم الرسمي حتى عام 1958.
علم الوحدة العربية
اتحدت سوريا مع مصر بين عامي 1958 و1961 تحت اسم “الجمهورية العربية المتحدة”، واتفق البلدان على اعتماد علم موحد ومجلس تشريعي مشترك ونظام حكم رئاسي، واختارا القاهرة عاصمة للدولة الجديدة، وصار العلم الجديد مكون من 3 خطوط، الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل، وبينهما خط أبيض عليه نجمتان خضراوان، إحداهما تمثل سوريا والأخرى مصر.
بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، أعادت سوريا اعتماد علم الاستقلال وبقي العلم الرسمي إلى حين انقلاب حزب البعث على الحكومة يوم الثامن من مارس/آذار 1963.
حكم البعث
مع بداية سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي على مقاليد الحكم في البلاد، أعيد اعتماد علم الوحدة العربية مع مصر، وظلّ العلم الرسمي من عام 1963 حتى الأول من يناير/كانون الثاني 1972.
ومع وصول حزب البعث إلى سدة الحكم في العراق، حاولت الحكومتان البعثيتان في سوريا والعراق الاتحاد مع مصر، وقررت الدول الثلاث إضافة نجمة خضراء ثالثة لعلم الوحدة السابق.
ومثّلت النجوم الخضر الدول المتحدة الثلاث، لكن الإطاحة بالحكومة البعثية العراقية عام 1963، أفشلت خطط التوحد.
علم اتحاد الجمهوريات
في عام 1971 انضمت سوريا إلى اتحاد الجمهوريات العربية مع مصر وليبيا، واعتمد الرئيس حافظ الأسد علم الاتحاد الجديد، الذي استبدل بالنجوم الخضر الثلاث، نسرا مكتوبا تحته “اتحاد الجمهوريات العربية”.
عام 1980، أعاد الرئيس السوري حافظ الأسد اعتماد علم الوحدة سابقا بين سوريا ومصر بين عامي 1958 و1961، وبقي العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية، حتى سقوط حكم ابنه المخلوع بشار الأسد يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024.