إيتمار بن غفير.. من هو وزير الأمن القومي الصهيوني وريث مائير كاهانا؟
إيتمار بن غفير محام وناشط سياسي صهيوني يُعرف بانتمائه لليمين المتطرف، أسس حركة “العظمة اليهودية” (عوتسما يهودت)، وأصبح عضوًا في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عام 2021. وتولى منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر/كانون الأول 2022.
المولد والنشأة
ولد إيتمار بن غفير بضاحية “ميفاسيريت صهيون” في القدس المحتلة في 6 مايو/ أيار 1976 لوالدين من جذور عراقية كردية. عمل والده في شركة للبنزين، وكانت والدته ناشطة في حركة صهيونية تأسست عام 1931، عُرفت بـ”التنظيم الوطني العسكري” (إيتسل)، وشاركت في عمليات عدائية ضد الفلسطينيين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: القسام تستهدف دبابة وتفجر عبوة “رعدية” في قوة إسرائيلية غرب جباليا
بيان لشبكة الجزيرة بعد إصابة مصورها في غزة فادي الوحيدي
شاهد: لحظة اغتيال قوة إسرائيلية خاصة 4 شبان في نابلس
انضم بن غفير إلى حركة الشباب التابعة لـ”مولديت”، وكان عمره 16 عامًا، ثم إلى حركة “كاخ” التي تأسست عام 1972 بزعامة الحاخام المتطرف مائير كاهانا، وكان أحد مساعدي القيادي في الحركة نوعم فريدمان في مستوطنة “كريات أربع”.
بعد إتمامه الثانوية، انضم إلى مدرسة “الفكر اليهودية”، ثم التحق بجيش الاحتلال، لكنه أُعفي من الخدمة الإلزامية بعد عامين من انضمامه بسبب مواقفه اليمينية المتشددة، وقد علق على ذلك قائلا “لقد خسرني الجيش الإسرائيلي”.
بن غفير ودراسة القانون
درس القانون وتخرج من كلية أونو الأكاديمية للحقوق عام 2008، ثم عمل مساعدا برلمانيا لمايكل بن آري عضو حزب الاتحاد الوطني اليميني، وحاول الانضمام إلى نقابة المحامين، لكن طلبه رفض بسبب سجله الجنائي ولتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف.
وردا على رفض انضمامه، قاد بن غفير العديد من الاحتجاجات ورفع العديد من الدعوات حتى سُمح له بالانضمام عام 2012، بعد اجتياز اختبارات النقابة.
واستمر بن غفير في الدفاع عن “المستوطنين المارقين”، مثل “شباب التلال” المتورطين في بناء مستوطنات غير قانونية، وقد سماهم بن غفير “ملح الأرض”، في حين اعتبرهم غالبية الإسرائيليين جناة.
وقال بن غفير لصحيفة إسرائيلية “لا أفعل هذا لأجل المال، وفي أحسن الأحوال أغطي نفقات بنزين سيارتي فقط، وسبب فعلي هذا هو إيماني بأن هؤلاء الأشخاص بحاجة لمساعدتي”.
توجهات بن غفير الأيديولوجية
رغم نشأة بن غفير بين أبوين يهوديين علمانيين فإنه تأثر بالأفكار اليمينية المتطرفة في سن المراهقة، التي ترى أن إسرائيل دولة يهودية قومية وصهيونية، وتناهض تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
واستمد بن غفير أفكاره المتشددة من الحاخام مائير كاهانا، مؤسس حركة “كاخ” الذي فاز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي عام 1984، قبل أن تُصنف حركته “إرهابية وفاشية”.
وعُرفت مدرسة كاهانا باسم “الكاهانية”، التي تقوم على الجمع بين المغالاة القومية والتدين السياسي والممارسات العنيفة، ووفقا للكاهانية، فإن العرب في فلسطين أعداء يجب إخراجهم بالعنف ولا يقبل التعايش معهم، وعلى يهود العالم كافة أن يهاجروا إلى فلسطين.
وكانت حركة كاخ اليمينية المتطرفة هي التنظيم السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي تم تصنيفه في قائمة المنظمات الإرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة وتم حظرها.
وقد اشتهر بوضعه على جدار منزله صورة لمنفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي -التي راح ضحيتها 29 مصليا في 25 فبراير/شباط 1994- باروخ غولدشتاين، ووصفه بأنه “بطل”، وبعد هذه المجزرة حظرت إسرائيل حركة “كاخ” واعتبرتها حركة إرهابية.
وفي المجتمعات الأرثوذكسية المتطرفة يُشير أنصار الكاهانية المعاصرون إلى بن غفير باعتباره “رسول الكاهانية” ووصل الأمر إلى أن عدد الملصقات التي تُمجده تفوق عدد ملصقات الحاخامات أنفسهم.
بن غفير ومسيرته السياسية
دخل بن غفير السياسة عام 1995 وعمره 19 عامًا، وكان أول ظهور له عندما وقف أمام الكاميرات وهو يحمل صورة تم تمزيقها من سيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، وقال بن غفير: “استطعنا الوصول إلى السيارة، وسنصل إلى رابين أيضا”.
وبعد أقل من شهر وتحديدًا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، أُطلقت النار على إسحاق رابين خلال مهرجان خطابي، ثم فارق الحياة متأثرًا بإصابته، وقاد بن غفير حملة لإخلاء سبيل قاتله المتطرف “يغال أمير”.
وهناك العديد من الأسباب التي ساهمت في صعود بن غفير من بينها انقسامات المجموعات الدينية وخاصة المحافظين (التدين الشعبي)، والمتدينين الأرثوذكس (الحريديم) من شرقيين وأشكناز، والمتدينين القوميين من أبناء تيار “الصهيونية الدينية”، حيث استفاد بن غفير من إحباط التيار الديني المتطرف من الأزمة السياسية الإسرائيلية التي أحدثت فراغا في اليمين بعد انهيار حزب “يمينا” بزعامة نفتالي بينيت.
كما كان حاضرًا بصفته قائدًا لـ”مسيرة الأعلام” أو “رقصة الأعلام” التي ترتبط بذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية حسب التقويم العبري.
بن غفير واليوم الأسود في تاريخ إسرائيل
أسس بن غفير حزب “القوة اليهودية” مع عدد من أتباع مدرسة كاهانا عام 2012، وفشل الحزب في دخول الكنيست في انتخابات عام 2013 و2015 سواء بمفرده أو بالتحالف مع أحزاب أخرى.
وقبل انتخابات عام 2019 دخل الحزب في تحالف البيت اليهودي الذي يضم أحزاب اليمين المتطرف وتمكن التحالف من الفوز بخمسة مقاعد، وحل حزب “القوة اليهودية” في المرتبة السابعة من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات بين أحزاب التحالف.
وفي الانتخابات الثانية التي جرت عام 2019 خاض الحزب الانتخابات بشكل مستقل ولم يحصل إلا على 1.88% من الأصوات، وفشل في دخول الكنسيت بسبب فشله في تجاوز عتبة دخول الكنيست البالغة 3.25% من أصوات الناخبين.
وفي انتخابات الكنيست رقم 21، ترشح بن غفير على رأس قائمة “العظمة اليهودية” التي حصلت على حوالي 83 ألف صوت، ولم يجتز نسبة الحسم كذلك.
وقبل دورة الانتخابات رقم 23، رفض رئيس حزب “اليمين الجديد” نفتالي بينيت ضم بن غفير إلى قائمة تحالف الصهيونية الدينية.
وفي الدورة رقم 24 في مارس/آذار 2021 ترأس بن غفير حزب “العظمة اليهودية”، ودعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفور انتخابه عضوًا في الكنيست، قال: “يجب إزالة أعداء إسرائيل من أرضنا”، في إشارة إلى الفلسطينيين عامة.
وفي الدورة رقم 25 في أكتوبر/تشرين الأول 2022، رشح بن غفير نفسه لتولي حقيبة وزارية لم يحددها، إلا أن شريكه بتسلئيل سموتريتش قال إنه “يريد حقيبة الدفاع أو الأمن الداخلي”.
وعينه نتنياهو بالفعل وزيرا للأمن القومي في ديسمبر/كانون الأول 2022، وتولى مسؤولية الشرطة المحلية وشرطة الحدود الإسرائيلية العسكرية.
ووصفت صحيفة هآرتس العبرية فوزه مع حزبه في انتخابات الكنيست عام 2022 بأنه “اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل”.
بن غفير والصهيونية العالمية
يعتمد التيار اليميني المتطرف الإسرائيلي، على التمويل الأمريكي، حيث توجد شبكة من المنظمات المعفاة من الضرائب في الولايات المتحدة تقوم بتحويل التبرعات إلى بن غفير وأتباعه، ودعم جهودهم للتطهير العِرقي والعدوان على الفلسطينيين.
ومن بين هذه المنظمات: “شاسدي مائيير” و”عوتسما يهوديت” و”حازيونوت حاداتيت” (المعروفة باسم الحزب الصهيوني الديني).
كما تُعَدُّ منظمة “لهافا” اليمينية المتطرفة ضمن شبكة المنظمات داخل إسرائيل والمستوطنات التي تتلقى الأموال الأمريكية، وهي منظمة يقوم أعضاؤها بحرق المدارس المختلطة بين اليهود والعرب، وينظمون مذابح في الأحياء العربية.
وتشارك “لهافا” مقرها مع حزب “القوة اليهودية” الذي يتزعمه بن غفير، ولها ذراع ديني هو حركة “يشيفات هرايون هيهودي”، أو “الفكرة اليهودية”، التي تُصنِّفها الولايات المتحدة إرهابية بسبب انتمائها إلى أيديولوجية كاهانا.