تل الهوى.. قصة صمود الحي الراقي الذي أنهك الاحتلال
تقع فيه أغلب المباني الحكومية وكان شاهدا على جريمة قتل الطفلة هند رجب
تل الهوى، هو حي سكني من أرقى أحياء مدينة غزة، تأسس في التسعينيات من القرن العشرين على أنقاض حي قديم يحمل نفس الاسم، ويقع في الجنوب الغربي من المدينة شمالي القطاع.
موقع حي تل الهوى
يقع حي تل الهوى في الجنوب الغربي لمدينة غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويمتد من دوار أبو مازن حتى مستشفى القدس، ويجاوره حي الرمال وحي الصبرة وحي الزيتون وحي الشيخ عجلين، ويقع بالقرب من محور نتساريم الذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
list of 4 items“سنرد لهم الصاع صاعين”.. المقاومة تضرب قوات للاحتلال في رفح وتسيطر على 3 مسيّرات “كواد كابتر” (فيديو)
إهانات وضرب وتنكيل.. أسرى غزة المفرج عنهم يكشفون ما تعرضوا له داخل سجون إسرائيل (فيديو)
برنامج الأغذية العالمي: تعرض قافلتين من “مساعدات غزة” لهجوم عنيف
تاريخ تل الهوى وسبب التسمية
أنشأت السلطة الوطنية الفلسطينية حي تل الهوى، أحد أرقى أحياء قطاع غزة، ويقطنه أشهر رجال الأعمال والسياسة، وتأسست فيه العديد من الأبراج السكنية، وأقيمت فيه أغلب المؤسسات الحكومية.
وعُرف حي تل الهوى (أو تل الهواء أو تل الهوا) بهذا الاسم نسبة لموقعه الجغرافي المرتفع عن سطح الأرض، ورطوبة الهواء فيه مقارنة بباقي الأحياء.
سكان تل الهوى
نظراً لموقعه الجغرافي المتميز، كانت مناطق حي تل الهوى تزدحم بالفنادق السياحية واستراحات للجلسات العائلية ومتنزهات للترفيه والتسلية.
وتحول الحي إلى منطقة حيوية تنتشر فيها العديد من المطاعم والمحال التجارية على مساحة 500 متر، وخاصة في الشارع الرئيسي بالحي، والذي يُسمى شارع جامعة الدول العربية.
أهم المؤسسات في حي تل الهوى
كان حي تل الهوى مقرا لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، وبعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة عام 2007، تم تحويل المقر إلى مركز للشرطة، وتقع فيه وزارة الداخلية. كما تقع في الحي العديد من المؤسسات الحكومية في القطاع.
كما يضم الحي جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومقر الجامعة الإسلامية في غزة، ومستشفى القدس، الذي أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خروجه من الخدمة بشكل كامل بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
كما يضم الحي حديقة برشلونة، التي تعرضت أيضاً للتدمير بسبب غارات العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2024.
الاحتلال والانتقام المستمر من تل الهوى
شهد حي تل الهوى تدميرا واسعاً، واجتياحات مستمرة منذ حرب 2008 وحتى حرب 2023، حيث اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي ودمرت المباني والمرافق الأساسية عام 2008.
وفي حرب 2014 شهد الحي هجرة كبيرة لسكان المناطق الشرقية في مدينة غزة، خاصة بعد مجزرة حي الشجاعية، لكنه تعرض كذلك لاستهدف مباشر من قوات الاحتلال.
ومع اشتداد التوغلات الإسرائيلية شمالي القطاع، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023، خاضت المقاومة معارك ضارية مع جيش الاحتلال ونصبت له الأفخاخ والكمائن مكبّدة إياه خسائر فادحة في الجنود والعتاد.
تل الهوى.. الطفلة هند شاهد على العدوان
في 10 فبراير/شباط 2024 تم العثور على جثة الطفلة هند رجب ذات الست سنوات و5 من أفراد عائلتها، التي حاصرتها دبابات الاحتلال في محيط دوار المالية في الحي، واستشهد أفراد عائلتها، في حين بقيت هي وابنة خالها ليان (14 عاما) على قيد الحياة لوقت قليل، وصارت قصتها رمزاً لجرائم الاحتلال في تل الهوى.
تل الهوى ومجزرة يوليو/تموز 2024
في 12 يوليو/ تموز 2024، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن “جرائم إسرائيل في تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة وإعدام المسنين والأطفال انتهاكات فظيعة وسلوك خسيس” يستوجب محاسبة دولية عاجلة.
وأضافت أن “الفظائع التي كشف عنها تراجع الجيش الإسرائيلي عن حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة بعد أيام من التوغل فيه وسط قصف عنيف واستهداف لكل مناحي الحياة، هي جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي”.
وأفاد البيان “قيام الجيش الإسرائيلي بإضرام النار في مبان سكنية قبل خروجه من تل الهوى ومنع الدفاع المدني من الوصول إلى مبان أحرقت بكل من فيها من عائلات، وانتشال جثث عائلات بأكملها قُتلت في تل الهوى إثر القصف الإسرائيلي، يؤكد أنه ارتكب مجازر وحشية وفظائع يندى لها جبين الإنسانية”.