خليل الحية.. ماذا تعرف عن كبير مفاوضي “حماس”؟

خليل إسماعيل الحية، سياسي فلسطيني وقيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
انخرط الحية في صفوف الحركة الإسلامية على يد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، حيث خاض مسيرة طويلة امتدت بين العمل الشعبي والمقاومة والعمل السياسي.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4تحولت إلى ركام.. مشاهد صادمة للجامعة الإسلامية في غزة بعد العدوان الإسرائيلي (فيديو)
- list 2 of 4هيئة الأسرى تكشف عن تنقلات كبيرة بسجن مجدو وتطالب بتحرك عاجل لمواجهة قانون “الإعدام” الإسرائيلي
- list 3 of 4انتشال جثامين 80 شهيدا من تحت أنقاض عيادة الشيخ رضوان
- list 4 of 4اللجنة المصرية تنقل مئات الخيام إلى نتساريم في قلب قطاع غزة (شاهد)
عقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما أعقبها من عدوان إسرائيلي، تولى الحية قيادة وفد حركة حماس إلى القاهرة في فبراير/شباط 2024 لاستكمال محادثات وقف إطلاق النار. كما واصل قيادة الفريق المفاوض في الجلسات غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة قطرية ومصرية.

النشأة
وُلد خليل الحية في مدينة غزة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1960، وسط أسرة محافظة ومناضلة. عايش نكسة 1967 طفلًا، وحملت ذاكرته صور الاقتحامات والاعتقالات التي طالت أفراد أسرته، ومن بينهم عمه، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تلقى خليل الحية تعليمه الأساسي في مدينة غزة، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة حطين، ثم واصل تعليمه الإعدادي في مدرسة هاشم بن عبد مناف، قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة يافا.
التحق بالجامعة الإسلامية في غزة ونال درجة البكالوريوس في أصول الدين عام 1983، ثم ابتُعث إلى الجامعة الأردنية حيث حصل عام 1986 على درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث.
وبعد أكثر من عقد، واصل دراسته العليا في السودان، لينال عام 1997 درجة الدكتوراه في التخصص نفسه من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.

العمل السياسي
مع فوزه في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 عن قائمة “التغيير والإصلاح” التابعة لحركة حماس، انتُخب الحية عضوًا في المجلس التشريعي عن غزة، وتولى رئاسة الكتلة البرلمانية للحركة.
داخل حركة حماس، شغل مناصب بارزة، منها عضوية المكتب السياسي، ونائب رئيس الحركة في قطاع غزة، ورئاسة مكتب العلاقات العربية والإسلامية.
تعرض الحية للاعتقال عدة مرات في بدايات نشاطه. كانت الأولى عام 1980 حين أمضى شهرا ونصف شهر في سجون الاحتلال، والثانية عام 1982 مدة أسبوع، وعانى خلالها من تعذيب شديد كاد يودي بحياته.
وفي عام 1991، وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اعتقل للمرة الثالثة وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، على خلفية نشاطه التنظيمي والطلابي في الجامعة الإسلامية بصفته نائب رئيس مجلس طلابها عام 1986، إضافة إلى موقعه نائبا لرئيس الحركة الإسلامية في قطاع غزة.

الانضمام للحركة الإسلامية
في مطلع عام 1983، التحق الحية بـ”الحركة الإسلامية” إلى جانب مجموعة من الشباب الذين أصبحوا لاحقا قادة بارزين في حماس، من بينهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
انخرط في العمل الشعبي والنقابي والدعوي، وكان إماما وخطيبا وداعية في المساجد. كما تولى أدوارا تنظيمية في قطاع غزة، وأسهم في بناء الجهاز الأمني للحركة بين عامي 1984 و1986 بهدف حماية المجتمع من الاختراقات الإسرائيلية.
شارك الحية في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وكان ضمن المجموعة المؤسسة لحركة حماس، التي قامت على مشروع التحرير وعودة الإنسان الفلسطيني، إلى جانب الإيمان بالعمل الوطني المشترك.

أدوار سياسية
برز الحية ضمن أبرز ممثلي حركة حماس في المحادثات السياسية، حيث شارك في وفد الحركة إلى القاهرة عقب الحروب على غزة عامي 2012 و2014 بصفته رئيس المكتب الإعلامي للحركة آنذاك، ثم تولى لاحقا رئاسة مكتب العلاقات العربية والإسلامية.
وبعد عملية “طوفان الأقصى” عام 2023 أدى الحية دورا بارزا في المعركة السياسية والإعلامية، حيث مثّل الحركة في المفاوضات الخاصة بملف الأسرى، وخرج في مقابلات مع وسائل إعلام عربية ودولية مدافعا عن المقاومة وكاشفا جرائم الاحتلال.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ترأس وفد حماس إلى لبنان والتقى الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصر الله، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق لتبادل الأسرى مع الاحتلال.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، حذّر من محاولات إسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو التهجير إلى مصر، مؤكدا أن الاحتلال يستعد لجولة جديدة من الجرائم بحق غزة.

محاولات اغتيال متعددة
تعرض الحية لمحاولات اغتيال متكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ففي عام 2007 نجا من غارة جوية استهدفت ديوان عائلته وأدت إلى استشهاد 7 من أقاربه، بينهم اثنان من أشقائه و4 من أبناء إخوته.
وفي فبراير/شباط 2008 استشهد نجله حمزة، أحد عناصر كتائب القسام، بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية.
وفي 20 يوليو/تموز 2014 حاول الاحتلال اغتياله مجددًا عبر استهداف منزل ابنه أسامة في حي الشجاعية، مما أسفر عن استشهاد أسامة وزوجته وثلاثة من أبنائه، بينما نجا أفراد آخرون من العائلة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال منزله في حي التفاح بغزة يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي التاسع من سبتمبر/أيلول 2025، نجا الحية من غارة جوية إسرائيلية استهدفت اجتماعا لقيادات الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، كانوا يناقشون خلاله مقترحا من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.
وأدى الهجوم إلى استشهاد 5 من كوادر الحركة، بينهم نجله همام الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد (أبو بلال)، إضافة إلى ثلاثة من مرافقيه، وضابط من قوات الأمن الداخلي القطرية.
